رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة مرقص عزيز.. وغياب القانون !


نتحدث كلنا عن مصر بعشق، ونتفاخر بأنها ذات العنصر الواحد، لا فرق بين مصرى وآخر، خاصة الأخوة بين المسيحى والمسلم، وكلنا ندرك أن هناك أيادى تعبث دائما في محاولات متكررة ومستميتة لزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، ولكن هذا لن يحدث إلا بإحساس الجميع بالمواطنة، وهذا يحدث عندما يسود القانون ساعتها، لن نلجأ لرئيس الدولة ولا إلى بيت العيلة، ولا أي معمم سواء مسلم أو مسيحى، لأن سيادة القانون لا تفرق بين مواطن وآخر، وهذه هي المواطنة بحق، بعيدا عن الشعارات البراقة، أو الاجتماعات التي يتنافس من يحضرها في النفاق والكذب وتنتهى بالأحضان والقبلات، ويعتقدون أن الأمر انتهى وكل شىء على ما يرام، والحقيقة أن المشكلة تشبه النار التي تحت الرماد تنتظر أقل نسمة هواء لتشتعل مرة أخرى.


في المكان كتبنا مرارا وتكرارا أن الحل الوحيد لإنهاء أي مشكلة بما يطلق عليها بالطائفية هو القانون، والقانون وحده القادر على أن توضع كل مشكلة في حجمها الطبيعى، حالة عشق بين فتاة وشاب.. مالها والدين؟ مشكلة بين آخر وجاره على الحد الفاصل الأرض الزراعية.. ما لها والدين؟ حتى الحوادث التي تحدث بسبب شائعات بتحويل بعض البيوت إلى كنائس فهذا الأمر لا يخص المواطن ليتدخل لمنعه، الذي يتدخل هو الدولة والقانون فقط، أما ما يحدث فأمر لا يمكن أن يكون همجية سواء من الذي يتصرف لشائعة تسربت في القرية أو المدينة وهمجية أيضا لو صحت الشائعة لأن التصرف بدون حماية من الدولة سيقع لحظتها تحت طائلة القانون بتصرفه الهمجى..

 وللأسف أثناء كتابة هذا المقال تأتينى الأخبار أن الشرطة تحاصر قرية صفط الخرسا بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، لأن هناك بوادر مشكلة بين المسلمين والمسيحيين، والسبب أن هناك مبنى يشاع لكنيسة ويتم البناء بدون ترخيص، والطبيعى أن يكون هناك ترخيص ولكنى حتى لو أن البناء يتم بدون ترخيص فليس من حق أحد منعه بالقوة أو التدخل، وعليه إذا كان غيورا على القانون أن يقوم بالبلاغ للجهات المسئولة عن إنفاذ القانون، وهذا يعيدنا إلى أهمية انفاذ القانون.

فمثلا آخر الحوادث الغريبة أن هناك خلافات مالية بين مسلم وأسرة مسيحية نتج عنها مشاجرة قتل الشاب، ماحدث أمر يحدث بين الأشقاء وبين أي اثنين بدون تحديد الديانة ولا غيره، فجأة يصبح الأمر يرتدى ثوب الفتنة، حدثت أيضا مشكلة شاب نشر صورا مسيئة على فيس بوك في قرية كفر درويش ببنى سويف، وثارت الدنيا، وعن طريق حلقات الصلح انتهى الأمر، الطريف مشكلة المنيا قيل إنها طائفية عندما تقرأ الاتفاق تحت إشراف بيت العيلة والأمن والمواطنين لابد أن نضحك حتى نبكى دما من كثرة الضحك، أليست الحكمة تقول "شر البلية مايضحك"، لقد تم الاتفاق ووقع الحاضرون، تم الاتفاق على عدم استحمام الشباب في منطقة غسل الأوانى الخاص بالنساء..!

ألم يشعروا بالعار أننا في القرن الواحد والعشرين ومازلنا نغسل الأوانى التي نأكل فيها في الترعة أو مياه النيل وأن الاستحمام في النيل؟ كان عليهم أن يخجلوا، هذا يعنى أن الفقر والجهل والتجاهل وربما احتقار الدولة لهم هو السبب الرئيسى للحوادث وليس الدين.

وللأسف في الوقت التي تحدث هذه الحوادث وتسبب الصداع في المجتمع يظهر لنا من أمريكا القمص مرقص عزيز وهو هارب من حكم الإعدام الذي صدر من أربع سنوات باتهامه بالمشاركة في فيلم مسىء لسيدنا رسول الله، ويتهم المسلمين في مصر بأنهم مستعمرون، وأن مصر أصحابها هم الأقباط.....و..... وأن المسلمين نشروا التخلف في مصر الرائعة حسب تصريحاته، ولن تنسى صورة الأقباط تحت عجلات الجيش الوهابى وأخذ يسب !

أولا هذا القس لا فرق بينه وبين مخيون وبرهامى وغنيم..! ثانيا لم يعلق على هذا سوى المصرية مارجريت عازر التي شككت في الشريط المتداول، ثم رفضت ما جاء في تصريحاته شكلا وموضوعا لأسباب دينية، لأن المسيحى الحق عليه أن يدعو للحاكم سواء كان ظالما أو عادلا ولا يدعو عليه ويسببه، لأن المسيحي _ ولا يزال الكلام لمارجريت عازر_لايقاوم الشر بالشر، وهنا لابد أن أحيي السيدة المصرية النبيلة مارجريت عازر لموقفها الشجاع.

السؤال الأول: متى يحكم القانون بدلا من الجلسات التي لا تشبع ولا تغنى عن جوع وخاصة أن الرئيس السيىسى أعلن من قبل، والأسبوع الماضى لابد أن يأخذ وينفذ القانون!؟

السؤال الثانى: أين الأحزاب وسط الناس حتى تخلق وعيا جمعيا بالانتماء للوطن والوعى بكل قضايا الوطن وما يدبر لها من الأعداء.. متى نشعر بدور الأحزاب؟
الجريدة الرسمية