رئيس التحرير
عصام كامل

من مشكلات التخاطب.. ◄2

فيتو

عزيزي القارئ.. مازال الحديث مستمرا عن مشكلات التخاطب، حيث نتناول بالشرح والتفصيل المبسط بعض اضطرابات النطق والكلام واللغة التي يعاني منها الأطفال... ومن هذه الاضطرابات:


اضطرابات الصوت Voice Disorders:

هي أي خلل يؤدي إلى تغيير في جودة الصوت أو حدته أو نبرته, وتصل نسبة الإصابة بها إلى 6% تقريبًا للعمر أقل من 18سنة.ولعل أكثر الاضطرابات شيوعًا تلك المتعلقة بإساءة استخدام الصوت التي تؤدي غالبًا إلى تكون حبيبات vocal nodules على جانبي الحبال الصوتية.وفي مؤسسة حمد الطبية نجد أن أغلبية مراجعي أخصائي الصوت في وحدة علاج النطق هم من المدرسات اللائي يستعملن سلوكيات خاطئة عند استخدام الصوت, مما يؤدي إلى تكون حبيبات صوتية تشكل إعاقة لهؤلاء المدرسات أثناء ممارسة عملهن.

 

اضطرابات الرنين Resonance Disorders:

إن اضطرابات الرنين قد تنتج عن العديد من المشاكل العضوية التي قد تحدث في تجاويف الرنين الكلامي (الحلق والبلعوم والأنف), أو بسبب خلل في وظيفة الصمام الحلقي البلعومي, ومن الأسباب الشائعة لاضطرابات الرنين شق سقف الحلق مع أو دون وجود شق في الشفاه (الشفة الأرنبية).


تلك المشاكل يمكن أن ينتج عنها زيادة الصوت الأنفي (الخنف), قلة الصوت الأنفي, أو حدوث رنين للصوت وسط البلعوم (الفم - بلعومي) cul de sac. إن العلاج لزيادة الصوت الأنفي (الخنف) البسيط يركز على علاج النطق وتصحيح مكان إخراج الهواء, بينما في حالات الخنف الشديدة والمتوسطة فإنه قد يشمل الجراحة أو استخدام الأجهزة التعويضية المساعدة, ويقوم إخصائي النطق واللغة بتقييم المريض قبل وبعد إجراء الجراحة, ويلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في عملية التأهيل.

 

اضطرابات الفصاحة "التلعثم أو التأتأة" Fluency Disorders:

وهي عبارة عن تكرار الشخص للمقاطع أو الأحرف أو الكلمات بشكل يفوق نظيره الطبيعي وبدرجة تشكل عائقًا لهذا الشخص, كما قد يصاحب هذا التلعثم وجود تغيير في تعبيرات الوجه أو حركة اليدين, وقد يؤدي إلى عواقب نفسية تالية للتلعثم.وتصل نسبة الإصابة بالتأتأة إلى حوالي 2- 3% عند الأطفال, و1% عند الكبار.ومن المعروف أن التدخل المبكر عادة ما يكون فعالاً في التخلص من التلعثم عند الأطفال.

 

اضطرابات التواصل الناجمة عن الإصابات الدماغية Neurogenic Communication Disorders:

وهذه تشمل الاضطرابات الناجمة عن الجلطة الدماغية stroke, وتلك الناجمة عن الإصابات الدماغية المفاجئةtraumatic brain injury, وتختلف أعراض الاضطرابات باختلاف السبب المؤدي إلى الإصابة. حيث تؤدي الجلطة الدماغية إلى حصول الحبسة aphasia وهي تعرف بأنها فقدان أو تضرر اللغة بسبب إصابة المخ, وتتجلى في حدوث صعوبات في الفهم أو التعبير تختلف حدتها من شخص لآخر.أما الإصابات الدماغية المفاجئة فيتميز المصابون بها بتركز معظم المشاكل في الجانب الإدراكي للتواصل cognitive-communcative disorders ..


هذا وقد يصاحب الاضطرابات حدوث ما يعرف بالابراكسيا apraxia وهي عسر الحركة الكلامية, و تتمثل في وجود خلل في برمجة الحركات اللازمة للكلام مع عدم وجود خلل في عضلات الكلام.كما أن هناك عسر الحركة العضلية dysarthria وهي تتميز بوجود صعوبة في عملية تحريك العضلات التي تشارك في عملية التحضير للكلام والقيام به.


ويمكن رؤية اضطرابات التواصل الناجمة عن الإصابات الدماغية في مختلف الاضطرابات العضوية التي تصيب المناطق الدماغية التي تساهم في عملية الكلام والنطق مثل مرض الباركنسون, والتصلب المنتشر multipe sclerosis والشلل الدماغي, ومرض" اي ال اس" Amyotrophic lateral sclerosis وغيرها من الإصابات العصبية.


هذا وتصل نسبة الإصابة بتلك النوع من الاضطرابات إلى 8% وتكثر عادة عند كبار السن.

 

عسر البلع Dysphagia:

وتصل نسبة الإصابة باضطرابات البلع إلى 3%, وينتشر هذا الاضطراب عند نزلاء المستشفيات من كبار السن, والمصابين بالجلطات والإصابات الدماغية, وكذلك عند الأطفال المصابين باضطرابات في الجهاز العصبي في تناول بعض أو جميع الأطعمة مما يؤدي إلى حرمان المريض من الفوائد الصحية والاجتماعية لتناول الأطعمة.ويعمل قسم علاج النطق واللغة بالتعاون مع قسم الأنف الأذن والحنجرة في المؤسسة على إنشاء عيادة خاصة لاضطرابات البلع, نظرًا لوجود حاجة إلى فريق متكامل لمعالجة وإدارة مثل هذا النوع من الاضطرابات.

 

اضطرابات السمع Hearing Disorders:

وهي تشمل الأطفال الذين تم تشخيصهم من قبل إخصائي السمع على أن لديهم إعاقة سمعية قد تكون خفيفة إلى متوسطة أو شديدة, وتصل نسبة انتشار هذه الاضطرابات عند الأطفال والكبار إلى 5 %, وتصل إلى نسبة 50% عند كبار السن الذين تعدوا الخامسة والستين.وعادة ما يتم تزويد المصابين باضطرابات سمعية بمعينات سمعية لتساعدهم في عملية التأهيل النطقي اللغوي التي يقوم بها إخصائي النطق واللغة.وهناك نوعان رئيسان من الاضطرابات السمعية, أحدهما توصيلي conductive يمكن معالجته بسهولة, ويكون سببه على الأغلب هو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى otitis media, والآخر عصبي-حسي senseroneural, والنوع الثالث هو مزيج من النوعين.هذا ويشارك إخصائيو اللغة والنطق ضمن فريق زراعة القوقعة في عملية اختيار وتأهيل الأطفال المرشحين للخضوع لعملية زراعة القوقعة, ويلعبون دورًا رئيسًا في عملية التأهيل في مرحلة ما بعد زراعة القوقعة.

 

اضطرابات النطق Articulation Disorders:

وهي بعد اضطرابات اللغة تعتبر الأكثر انتشارًا حيث تصل نسبة الإصابة بها عند الأطفال إلى حوالي 10% وتتجلى هذه الاضطرابات في وجود تبديل أو تشويه أو حذف لبعض الأصوات الكلامية وبدرجة تشكل عائقًا لدى الشخص, كأن يقول الطفل "ثيارة" بدلاً من"سيارة"، وتختلف حدة هذه الاضطرابات من طفل لآخر, ولعل الاكتشاف المبكر لهذه الاضطرابات تزيد من نسبة نجاح عملية التدخل.

 

وهناك نوع آخر من اضطرابات الأصوات الكلامية يعرف بعسر الحركة الكلامي التطوري (أو عسر الحركة اللفظي التطوري)Developmental Apraxia of Speech, وهو عبارة عن اضطراب في الجهاز العصبي ويؤثر على القدرة على تسلسل ونطق الأصوات الكلامية والمقاطع والكلمات, وهو لا ينتج من ضعف أو شلل في العضلات, حيث تكمن المشكلة في التخطيط الدماغي لحركة أجزاء الجسم المستخدمة للكلام (كالشفاه, والفك, واللسان)، فالطفل يعرف ما يريد قوله, ولكن الدماغ لا يستطيع إرسال التعليمات الصحيحة لتحريك أجزاء الجسم المستخدمة للكلام بالطريقة التي يجب أن تحرك بها.

 

اضطرابات اللغة النمائية Developcental Language Disorders:

وتصل نسبة الإصابة بها إلى حوالي10% عند الأطفال.وتتميز بوجود صعوبة لدى الطفل في مجال الاستيعاب والتعبير والاستخدام الاجتماعي للغة وبصورة تشكل عائقًا أمام اندماج الطفل في محيطه. وتنقسم الاضطرابات النمائية اللغوية إلى نوعين رئيسين: الأول منهما ليس له سبب عضوي واضح, ويعرف أحيانًا باسم الاضطراب اللغوي المحدد specific language impairment والآخر يتميز بوجود سبب عضوي معروف وراء هذه الاضطرابات, كما نراه عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون, والشلل الدماغي, وفقدان السمع, واضطرابات الطيف التوحدي autistic spectrum disorders,... إلخ.


 كما تتزامن الاضطرابات اللغوية مع العديد من المتلازمات الأخرى, مثل متلازمة كرموسوم إكس الضعيفfragile x syndrome هذا وتتميز عملية التدخل في هذهالاضطرابات بأنها فعالة في تحسين حياة الطفل أو البالغ, وقد تتكلل جهود التدخل في تسهيل عملية اندماج هذا الشخص مع مجتمعه, وفي كثير من الأحيان يتم اندماج هذا الشخص مع نظرائه من ذوي التطور الطبيعي في مجال اللغة والنطق والسمع.ولعل من الأمور التي تسهل نجاح عملية التدخل وجود اكتشاف مبكر لاضطرابات النطق واللغة والسمع, كما تشكل المشاركة الفعالة للأسرة في عملية التدخل ركنًا أساسيًا من أركان التدخل الناجح.

 

المؤشرات التي تستدعي سرعة إجراء التقييم اللغوي والنطقي:

عدم صدور المناغاة حتى سن 12 شهرًا.

 عدم استخدام الإيماءات والإشارة إلى الأشياء حتى عمر 12 شهرًا.

عدم نطق كلمات مفردة حتى عمر 16 شهرًا.

عدم نطق جمل من كلمتين وبشكل عفوي حتى عمر 24 شهرًا.

 الكلام غير مفهوم حتى عمر 24 شهرًا.

تراجع المهارات في أي عمر.

فقدان اللغة أو المناغاة.

Advertisements
الجريدة الرسمية