رئيس التحرير
عصام كامل

تلك هي المشكلة يا سيادة الرئيس (1)


"لا فرق بين مسلم ومسيحى في مصر.. الجميع متساوون في الحقوق والواجبات.. نحن جميعا شركاء في هذا الوطن.. وينبغى أن يمارس هذا المنطق من تصرفاتنا وألا يقتصر على القول فقط". 


هذا الكلام الطيب والرائع والجميل ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية أمس فقط.. بل قال غيره أيضًا من الكلام الطيب والرائع والجميل مثل: "لا يليق أن نقول مرة أخرى هذا مصرى مسلم وهذا مصرى مسيحى.. ولكن نقول هذا مصرى له ما لنا وعليه ما علينا.. وإن المسلمين والمسيحيين شركاء الوطن دون تفرقة.. وإننا دولة قانون ومن يخطئ يحاسب ابتداءً من رئيس الجمهورية إلى أي مواطن".

ولكن المشكلة الحقيقية في علاقة شركاء الوطن المسلمين والمسيحيين مزدوجة تتمثل أولا فيما أشار إليه الرئيس بوضوح حينما قال: "ينبغى أن نمارس منطق شراكة الوطن في تصرفاتنا، وألا يقتصر ذلك على القول فقط".. فإن هذا المنطق ما زال مجاله القول الذي يتباهى ويتفاخر به أصحابه ولا يدخل حيز التنفيذ في كل تصرفاتنا حتى الآن.. وهذا ما يشعر به للأسف بعض شركاء الوطن وهم المسيحيون -أو للموضوعية التي طالبنا بها الرئيس-عدد ليس قليلا منهم..

وتلك هي المشكلة الحقيقية التي تحتاج لعلاج ناجح.. فالرئيس شديد الإيمان بأننا جميعًا شركاء الوطن، ولكن ليس هذا ما يؤمن به بعض المسئولين أو على الأقل لا يطبقونه أو يلتزمون به في تصرفاتهم، ويكتفون بترديده في كلامهم وتصرفاتهم فقط.. نعم نحن عددنا 90 مليون نسمة، ويجب أن نتعامل مع أي حوادث فتنة طائفية أو صدام دينى بموضوعية.. أي لا يهتز إيماننا بأننا جميعا شركاء الوطن.. ولكن تصرفات بعض المسئولين هي التي تخاصم الموضوعية وتثير الشكوك حول تلك الشراكة.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية