رئيس التحرير
عصام كامل

الإنسان والبيئة


في كل أمور الحياة نجد أن الناس تسقط لون طبائعها على كل أمور حياتهم، فكثيرًون من يسقطون سواد طبائعهم على كل شىء أبيض ناصع فتسود الحياة في أعين كل من يعيرهم آذانهم وعيونهم.


حالة من عدم المصداقية نشترك فيها جميعًا نحن المصريين فإن كرهنا لايلفت نظرنا الجوانب المضيئة من الناس بل نراها كالحة السواد، حتى لو خطف نورهم الأبصار فالكارهون والمحبون ينظرون إلى بعضهم البعض بم تحكمه العاطفة.

فدائمًا نفترض سوء النية المبيتة في كل من نتعامل معه، وفى كل من يحكمنا، فالحكومات تتعمد سرقتنا وإذلالنا حتى لو عدلوا، فالعدل ظلم في نظر الكاره..أتذكر في يوم أتت لى أم غير متعلمة أمية تشكو المدرسين الذين قاموا بالتدريس لابنها الذي لايستطيع القراءة والكتابة فهى تراه ذكيًا نابغًا، ولكن غباء المدرسين جعله متخلف دراسيًا، وعندما بدأ المدرس الذي تعهد بأن يجعل من ابنها تلميذًا نجيبًا وبدأ معه بتعليمه حروف الهجاء صاحت الأم ونهرت المدرس واتهمته بأن هذا مضيعة للوقت وهدر لثمن عديد من الحصص، وطالبت بطريقة مزرية من المدرس بأن يبدأ معه القراءة والكتابة بدون تعلم حروف الهجاء، ولم يفلح المدرس بإقناعها بأنه لابد للتلميذ أن يجيد حروف الهجاء أولًا، لكى يستطيع القراءة ولكنها رفضت وطلبت منه الرحيل.. نعم طردته وأغلقت الباب وهى تنهره وتتهمه بعدم الذمة وقلة الضمير، وبدأت تنحب حظ ابنها الذكى مع المدرسين الأغبياء.

فهى دائمًا تنعت حظها بالسوء مقارنة بجيرانها وأبنائهم المتقدمين دارسيًا ورياضيًا وفنيًا واقتصاديًا وهذا لا لشىء إلا أن الله فقط رزقهم مدرسين يتقون الله ويحكمون ضمائرهم النقية في أبنائهم.

فهولاء الأسر لم ولن تعترف بأن هناك تقصيرا في البيئة التي جعلت من قدرات أبنائهم محدودة، ودائمًا يرون أنفسهم الأفضل والأرقى من جيرانهم، ولكن فقط المدرسين عديمى الضمير.

هكذا حال المصريين الكارهين للأنظمة يسقطون أحقادهم على كل مسئول، متربصين له منتظرين وقوع كارثة فيطلبون إعدامه أو محاكمته ومصادرة أمواله لايبالون بالسبب الحقيقى لوقوع الكارثة حتى لاتتكرر فهذا لا يهم الكثير.

فنظام العبودية يحكم كل تصرفاتنا، فكل موظف أستوظفته لديك تتمنى أن تعصره ذهبا بلا مقابل، وكل مسئول دائمًا في موضع اتهام، ودائمًا هو من يدفع فاتورة كل مرؤوسيه، وتستمر الكوارث بإقالة المسئول وسجنه لتستريح أحقاد الكارهين ويستمر تفاقم المشكلات، ويتفاقم معها كم الكذب والخداع والضبابية، والتي أعمت عيون الكثيرين حتى فقدت الأعين وظيفتها فبدأت الناس تنظر بما تتخيله وترسمه وتستشعره عن الأشياء فهم عميان معتقدون أنهم مبصرون.
ولنا الله هو مولنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون!

الجريدة الرسمية