رئيس التحرير
عصام كامل

لغز اختفاء ميدو جابر


بداية أؤكد أنه لايوجد لاعب مصرى مهما كان مستواه يستحق أن يتصارع عليه الأهلي والزمالك، ويدخلا في مزايدات تصل بسعره في بورصة اللاعبين إلى 5 أضعاف سعره الحقيقى، حدث ذلك على مر التاريخ مع عدد كبير من اللاعبين الذين تصارع عليهما القطبان إلى حد التمويه والمناورة والمراوغة والإخفاء بعيدا حتى لحظة التوقيع وكأننا في معركة حربية، وللأسف كانت دكة الاحتياطى أو التجميد مصيرهم.


أقول ذلك بمناسبة أزمة لاعب المقاصة المغمور "ميدو جابر" الذي لم يسمع أحد عنه شيئا سوى عندما أصبح مجالا لمعركة جديدة بين الناديين لشرائه، معلوماتى المؤكدة أن اللاعب زملكاوى وكانت لديه رغبة في ارتداء الفانلة البيضاء وأبلغ رئيس ناديه بها وتم تداول صور له بالتيشيرت الأبيض، وأعلنت إدارة الزمالك منذ 3 شهور عن حاجتها للاعب وطلبته من إدارة ناديه بناء على ميوله، غير أنه منذ أيام أغلق تليفونه ولم يعد يرد على مسئولى ناديه.

معلوماتى أن اللاعب وقع للأهلي بعد أن دخلت إدارته في الصفقة وقررت ضرب كرسى في الكلوب ولعبت في دماغ "الولد" وقدمت له إغراءات مادية شخصية بهدف حرقه وإفساد الصفقة على المنافس التقليدى، وتفعل إدارات الأهلي المتعاقبة ذلك للأسف مع معظم اللاعبين الذين يتفاوض معهم الزمالك ويحتاجهم بالفعل لتدعيم صفوفه، ولا تحترم هوية وانتماء اللاعب الذي تشتريه، ولايهمها كون أنه زملكاوى وعاشق للأبيض من عدمه.

ولا أدرى سر كون النادي الأهلي "باصص" دائما في كل صفقات الزمالك وعينه "رايحة عليها"، ويتعامل معها بطريقة "يافيها يا أخفيها" حتى لو كان في غير حاجة للاعب الذي "يلطشه" ويجهض صفقة انضمامه إلى ميت عقبة، هذا الأسلوب الذي اعتاد عليه النادي الأهلي كل موسم يخل بمبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة العادلة بين الأندية.

حدث ذلك من قبل مع رضا عبد العال واحد من أفضل وأخطر لاعبى الوسط في مصر وأكثرهم تأثيرًا، حيث لعب الأهلي في "دماغه" وأغراه ماديا للانتقال إلى صفوفه بعد نهاية موسم 1992 - 1993 رغم علمه أنه زملكاوى قلبا وقالبا، مستغلا حاجته إلى المال، وكان انتقاله من الزمالك للأهلي سببا رئيسيا في انتقال الدرع من ميت عقبة إلى الجزيرة لمدة 5 سنوات متتالية، قبل أن يحصل مع الزمالك على بطولتى دوري متتاليتين أيضا، كما حدث الشيء نفسه في يوليو 2013 مع لاعب الزمالك السابق صبرى رحيل الذي تحدث كثيرا لوسائل الإعلام عن أنه مستمر مع ناديه وأنه لا صحة لما تردد عن توقيعه للأهلي لتصحو الجماهير البيضاء على كشف الأكذوبة وأنه متواجد في تدريبات الأحمر، وحدث مع مؤمن زكريا الذي "خطفه" الأهلي في عز تألقه مع الزمالك في الموسم الماضى، وقبله محمد صديق وطارق السعيد ومعتز إينو وغيرهم الكثير.

أما إدارة الزمالك – ولا أقول ذلك بحكم ميولى الزملكاوية ولكن بالوقائع والأدلة الموضوعية - فهى على مر التاريخ الحديث لم تتفاوض مع أي لاعب أثناء تواجده بالأهلي، بل بعد الاستغناء عن خدماته، ومنهم على سبيل المثال جمال عبد الحميد وحسام وإبراهيم حسن وأيمن شوقى ومحمد عبد الجليل وزكريا ناصف وفيليكس وياسر المحمدى وإبراهيم سعيد والموريتانى دومونيك وشريف أشرف وغيرهم.

هذا النهم الأهلاوى للاستحواذ على كل اللاعبين وشرائهم على طريقة "ولد الكوتشينة" لخصه المتحدث الرسمى للنادي الإسماعيلى أمس الأول بالقول "الأهلي يطارد لاعبينا وهو وراء تخريب الإسماعيلى على مدى التاريخ، مضيفا "الأمر أصبح مستفزا للجماهير وأهل الإسماعيلية"..

ليس من الحكمة أن يصاب القطبان الكبيران مع نهاية كل موسم بحالة فقدان وعى لدرجة التلاعب بهما من جانب لاعب قد يرى المدير الفنى للفريق في النهاية أن مستواه الفنى لا يؤهله للعب، وقد يركنه على الخط طول الموسم لأنه ليس له مكان في التشكيل، أو لأن مركزه مزدحم باللاعبين.

في الموسم الماضى مثلا كان الصراع على اللاعبين أحمد الشيخ وكهرباء، وظفر الأهلي بالأول ولم يلعب سوى بضع دقائق طوال الموسم، وفاز الزمالك بالثانى لكنه أصبح غير مرغوب فيه من جماهير الأبيض، وهاهو الزمالك قد أعاره أمس لاتحاد جدة السعودى لكثرة مشكلاته وأنانيته المفرطة في الملعب.

وفى الموسم قبل الماضى كان الصراع على عدد كبير من اللاعبين منهم مثلا خالد قمر وأحمد حسن مكى وباسم على وصلاح الدين سعيدو وإبراهيم عبد الخالق، ولكن أين هؤلاء الآن؟.. إما جالسون على الدكة أو تم إعارتهم أو الاستغناء عنهم.

أتصور أن من الحكمة أن تتفق إدارة الأهلي والزمالك اتفاق "جنتلمان" على سقف محدد لسعر أي لاعب، بحيث لا يتم التلاعب بهما من جانب لاعبين ليسوا فلتة أو موهبة أو أسطورة أو معجزة، فقد انتهى زمن المعجزات، وأيا كان النادي الذي سيظفر بخدمات اللاعب ميدو جابر، فالمؤكد أن مصيره سيكون مثل سابقيه، ولن يقدم ما يستحق عليه الملايين التي تم دفعها لشرائه.. وإن غدا لناظره قريب.
الجريدة الرسمية