رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ أسيوط في زيارة سرية!!


طلب محافظ أسيوط من سكرتيره أن يُحضر له جلبابًا صعيديًا دون الإفصاح عن نية استخدامه، وبعد عدة ساعات كان الجلباب في مكتب المحافظ، بعد أن تم تضبيطه على مقاس المحافظ، وأخبر المحافظ مساعديه أنه سيقوم بزيارة سرية ولن يرافقه أحد فيها وارتدى المحافظ الزي البلدي واستقل "تاكسى" لموقف الأزهر بأسيوط وسأل السائق عن سر عدم تشغيل عداد التاكسى فأخبره أن الأجرة ليست موحدة وأن الأسعار في غلاء مستمر وأن الأجرة 5 جنيهات كحد أدنى! ومن موقف الأزهر استقل المحافظ عربة أجرة إلى ديروط ليحصى أكثر من 60 مطبًا عشوائيًا في طريق "أسيوط – ديروط"، فضلا عن 3 حوادث سيارات على جانبى الطريق الذي يتسم بالضيق الشديد وترتفع فيه معدلات الحوادث بشكل مطرد..


وما أن وطأت قدماه أرض ديروط حتى وجد مركبة "التكاتك" كالجراد المنتشر دون أي التزام بقواعد المرور مسببة اختناقًا مروريًا بكوبرى القرشية والكوبرى البحرى وما بينهما، وقرر أن يأخذ "توك توك" إلى مستشفى ديروط وكانت الساعة قد قاربت الثالثة عصرًا، وكانت المفاجأة أن معظم الأطباء متسربــون من العمل والنوبتجية لا توجد لتؤدى مهامها وبجولة في المستشفى سمع أنين المرضى ودعوات ذويهم تشق عنان السماء فيما لمسوه من تقصير ومعاناة.

واتجه المحافظ إلى إحدى المقاهى في ديروط ليحتسى كوبًا من الشاى ويعرف توجهات الرأى العام الحقيقية دون انتظار تقارير الإنجازات الوهمية، وقد التقط أطراف الحديث مع مجموعة من الشباب تصادف وجودهم بالمقهى عن مياه الشرب التي لا تصل إلى المنازل وإذا وصلت فإنها تكون ذات لون بنى مصفر رغم أن الحكومة بدأت منذ سنوات بإنشاء محطة مياه شلش لتوفير المياه المرشحة فإن المحطة لم يتم تشغيلها إلى الآن، كما تحدث بعض الشباب عن البطالة التي يعانى منها وعدم وجود مشاريع جدية لتشغيل الشباب، بينما تحدث آخر عن أهمية استغلال طريق ديروط الفرافرة في الاستثمار الحقيقى وتوفير فرص عمل لشباب أسيوط، خاصة أن الطريق جار الانتهاء من أعماله.

وقد قرر المحافظ الذهاب لإحدى القرى وفضل أن يستقل "توك توك" إلى قرية "مسارة"، وفى طريقه للقرية اتضح له تهالك الطريق من ديروط إلى مسارة مرورًا بالمندرة ونزلة بلال وقلانش، وأخبره سائق التوك توك أن السبب في ذلك التهالك هي الحكومة التي تقوم برصف الطرق ثم تتذكر أن هناك خدمات أرضية لم تكتمل وأن هذا الطريق بهذه الكيفية منذ أكثر من 7 سنوات لإمداد مواسير مياه الشرب من محطة شلش إلى القرى ولكن الموضوع لم يكتمل !!

وعن الصرف الصحى قال سائق التوك توك للمحافظ صاحب الجلباب البلدى، إن الصرف الصحى لم يدخل بعد المدينة رغم مرور 20 عامًا على البدء فيه، رغم أن هناك قرى في مركز القوصية وصل إليها الصرف الصحى وما أن وصل المحافظ إلى قرية "مسارة" حتى طلب من سائق التوك توك العودة به إلى موقف أسيوط في ديروط، حيث العودة لأسيوط.

وهنا وجدت "مروان" ابنى الأصغر يسحب قدمى من على السرير ليعلن انتهاء حلمي في قيام المحافظ أو أي مسئول بزيارات وجولات ميدانية مفاجئة ليرى ويرصد الواقع دون تجميل أو تزييف، فنحن بحاجة حقيقية لتكثيف الرقابة وتشديدها وتنفيذ برامج طموحة للارتقاء بالخدمات دون تفريط.
Aymanpress333@yahoo.com
الجريدة الرسمية