رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تفشل الخطط ؟!


الخطة هي صورة مكتوبة لما يمكن القيام به لتحقيق هدف معين، فإذا استوفت الخطط متطلباتها وتوزيعا ناجحا للأدوار والمسئوليات والمهام وجدنا تلقائيا وبمرور الزمن الأهداف محققة.


ولكن منذ وعيت على الدنيا وأنا الآن ٤٥ عاما لم أر خطة مرسومة تمت بنتائج ملموسة إلا نادرا، فالمعروف أن التخطيط يوكل إلى وزارة تقوم بتحمل مسئولياته وتتحمل أيضا المتابعة.

الواقع أن الخطط في نظر المجتمع شىء من أجل المنظرة وأن نعطى للناس صورة أننا نقوم بعمل الخطط مثلنا مثل باقى الدول إلا أنها في النهاية تبقى صورتها لدى الناس إجراءات فقط لاستيفاء أوراق، وهذه الأوراق محبوسة لدى المسئول في الأدراج يخرجها وقتما يحتاج أن يظهر أن هناك خطة.

الذي يفسد الخطط وهو أن يكون القائمون بالتنفيذ غير مؤمنين بها أو لم يشاركوا في وضعها حسب ما يرون من محددات المهام ومنها رسم أهداف متفائلة جدا لإرضاء متخذ القرار دون دراية بسلبيات العمل التي يرفض نفس متخذ القرار سماعها وإن سمعها قد يتهم صاحبها بالعمل المضاد ويكن نصيبه أن يبقى مجمدا إلى أن يرحل من وظيفته.

ومنها أن المعايير التي بموجبها وضع الخطة تكون مطاطة، تتيح للمشرفين أن يقوموا حسب الأهواء بتقدير الأمور على غير الحقيقة، ويعزون ذلك إلى تغير الظروف، لتبقى العلاقات الشخصية أساسا للنقاش وتتأجل الخطة يوما بعد يوم، ولأنه ليس هناك نتائج فإن القائمين برسم الخطط اعتادوا على عمل التقارير كأن الهدف الأساسى هو كتابة الخطة بالشكل الملائم وليس تحقيق الخطة على أرض الواقع، خاصة وأن الفارق بينهم كبير.

لا يوجد تنسيق بين الوزارات ولعل اتصالا بين وزارة وأخرى قد يصل إلى شهور حتى يوجد رد وبالتالى فإن كل وزارة تعمل في اتجاه منفصل وعدم التنسيق وهو أساس الفشل فالأعمال تتكرر وتتكلف الدولة فيها وقتا وجهدا في عمل بيروقراطى عقيم.

إن علينا مسئولية هي أن نترجم الخطط على أرض الواقع وليست مسئوليتنا عمل خطط متفائلة تكون في النهاية حبيسة الأدراج.
الجريدة الرسمية