رئيس التحرير
عصام كامل

بعد العيد.. من يعوّض فراغ المسلسلات والكرة؟


اختلفت الأولويات الإعلامية للمصريين في شهر رمضان، حيث انشغل المصريون في شهر رمضان كالعادة بموجات المسلسلات التي قال النقاد عنها إنها أفضل من العام الماضي، فصحيفة الوفد كانت قد نشرت قائمة بـ 36 مسلسلا مصريًا، هذا بخلاف المسلسلات السورية واللبنانية.

 كما قضي قطاع كبير من المصريين ساعات النهار والليل في مشاهدة بطولة أوروبا وكرة القدم، وتوارات القضايا التي شغلت بال المصريين حتى وإن لم تنقطع أخبارها. ومع قرب انتهاء بطولة أوروبا لكرة القدم، وانتهاء السباق الدرامي لمسلسلات رمضان، ستعود مجموعة قضايا ملحة لتملأ الفضاء الذي تركته المسلسلات وكرة القدم.

فقضية سقوط الطائرة المصرية في البحر المتوسط في شهر مايو لم تحسم بعد، حيث أكدت نتائج الصندوق الأسود حقيقة وجود حريق على متن الطائرة وستحمل الأيام القادمة سجالا حول سبب الحريق في كابينة القيادة وفي إحدى دورات مياه الطائرة، إذا لم يكن هناك دليل دامغ على سبب الحريق.

المتابع للإعلام منذ بداية سقوط الحادث يستغرب الاتجاه الذي يحاول الكثير من الإعلاميين دفع النتائج إليه بتحليلات مسبقة، حيث "يفضل" البعض فرضية العمل "الإرهابي" للشماتة في إجراءات الأمن في مطارات أوروبا، ولأن فرضية الإرهاب أفضل من التوصل لنتيجة تقول إن الطائرة تعرضت لعطل فني، وربما يواصل الإعلام تأكيده على فرضية العمل الإرهابي، وبخاصة إذا لم يكن هناك دليل دامغ على وجود عطل فني أدى لسقوط الطائرة.

قضية تيران وصنافير تم تأجيلها لنهاية شهر يوليو الحالي، وستعود القضية التي قللت كثيرا من أسهم الدولة لدى الشعب المصري للظهور من جديد. تعامل الإعلام مع القضية خلال شهر يوليو سيتسم بالترقب والانتظار، ثم ينفجر الإعلام المؤيد لكل ماهو "رسمي" في وجه مؤيدي مصرية الجزيرتين إذا ما جاء الحكم بإلغاء حكم محكمة القضاء الإداري، أو يبلع قرار القضاء ويلوم ضمنا على الدولة عدم عرض القضية على الرأي العام، وستجد ثمة أصوات حينها تقول إن القضاء الذي أشادت باستقلاله في الحكم الذي رفض اتفاقية ترسيم الحدود تأثر بالرأي العام.

قضية المستشار هشام جنينة ستعود هي الأخرى في شهر يوليو لتحمل معها دلالات متناقضة، فبراءة هشام جنينة لن تشكك فقط في التقرير اللجنة الذي أدى إلى إقالته، والذي قال بعض الإعلاميين عنه بأنه تقرير سياسي وليس "حسابي" وتم إعداده بسرعة، ولكنها ستعيد طرح السؤال حول حجم الفساد في مصر.

ورغم "الهدوء النسبي" في قضية اقتحام النقابة ثم محاكمة نقيب الصحفيين الذي تمت تأجيل محاكمته من 2 يوليو إلى 9 يوليو في خبر تناوله القليل من الصحف والمواقع الإلكترونية فإن القضية "لم تحسم بعد"، وبخاصة داخل أروقة النقابة، ولاسيما وهناك قضية أخرى تم حجزها للحكم في جلسة 31 يوليو الجاري تطالب "بفرض الحراسة القضائية على نقابة الصحفيين".

هناك قضايا أخرى شغلت الرأي العام وتورات بفعل مسلسلات شهر رمضان، مثل قضية الإعلامي أحمد شوبير والمعلق الرياضي أحمد الطيب، وقبلها قضية رفعها النائب السابق توفيق عكاشة ضد إسقاط عضويته في مجلس الشعب.

وبغض النظر عما ستفسر عنه أحكام القضاء في النهاية، فالقضايا التي تنتظر انتهاء نتائج التحقيقات كقضية سقوط الطائرة، وتلك التي في انتظار أحكام القضاء، فإن القضايا المطروحة تتعلق بالأمن، والفساد، والسيادة والحرية.

انتهى شهر رمضان الفضيل، وانتهت معه المسلسلات الدرامية وقاربت بطولة كرة القدم الأوروبية على الانتهاء، لنعود من جديد للقضايا الواقعية التي لا تقل درامية عن المسلسلات، ولا تقل "تكتيك ولا تكنيك" من تلك التي نشهدها في مباريات أوروبا، وصدق الفنان يوسف وهبي حينما قال "إنما الدنيا مسرح كبير"، وهي ملعب كرة قدم أكبر.
الجريدة الرسمية