رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته.. سبب تناول «محمد الموجي» إفطار رمضان بقسم شرطة

 الموسيقار محمد الموجي
الموسيقار "محمد الموجي"

في مثل هذا اليوم عام 1995، رحل عن عالمنا مجدد الموسيقى، الموسيقار "محمد الموجي"، والذي امتلأت حياته بالمواقف الكثيرة، التي على الرغم من صعوبتها إلا أنها تحمل في طياتها معاني الشهامة والوطنية وخفة الظل.


ومن بين هذه المواقف، ما حدث في شهر رمضان عام 1946؛ حيث خرج الملحن المصري "محمد الموجي" مع زوجته قبل ساعات من "مدفع الإفطار" في جولة للتنزه بشوارع القاهرة، وبعدما خرجا من إحدى دور السينما ركبا الترام ليعودا إلى منزلهما في العباسية.

ووفقًا لرواية الموجي لهذا الموقف، "وكان الجو حارًا والترام مزدحمًا عن آخره.. وسبب زحامه هذه الوجوه الحمراء للجنود الإنجليز الذين كانوا يلوثون أرض الوطن في هذه الفترة، وحينما وصل الترام إلى ميدان الجيش سمعت صراخ زوجتي فجأة يصدر عن ديوان السيدات، وكان الصراخ يحمل صوت زوجتي: الحقني يا سي محمد.. حوش جوني يا سي محمد!!".

أسرع "الموجي" في لمح البصر إلى عربة السيدات، وهناك وجد زوجته منزوية في ركن من العربة وأحد الجنود الإنجليز يمسك بخناق الكمسري يحاول سرقة حقيبته، فراح يفرّق بينهما وحينها تدافع عدد من الجنود مدافعين عن زميلهم وضربه أحدهم لكمة أطارت صوابه.

"الموجي" ضرب الجندي الإنجليزي بلا وعي، وتدخل باقي المصريين وأشبعوا الإنجليز ضربًا ولكمًا، وفي زحمة الضرب أشار على زوجته لكي تعود إلى المنزل، فنزلت على الفور وجاء «البوليس».

الشرطة اقتادت الجميع إلى القسم واستمر التحقيق حتى حان وقت الإفطار فتناول الطعام هناك، وعن هذا الإفطار قال: "ورغم أن الحادث مرّ عليه سنوات كثيرة إلا أنني مازلت أستشعر حلاوة اللقمة التي أكلتها يومها؛ فقد كانت ممزوجة بطعم الانتصار على اللصوص الحُمر".
الجريدة الرسمية