رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى 30 يونيو.. مستني إيه يا ريس ؟


حالة البسطاء تزداد سوءًا يوما بعد يوم.. الحال يضيق بهم في سبل الرزق.. الخدمات لا تسر عدوا ولا حبيبا، فما زال الفساد مستشريا.. التعليم يتدهور يوما بعد يوم ولا دليل على ذلك أفضل من نكسة امتحانات الثانوية العامة هذا العام، الخدمات الصحية متدنية والغلبان لا يستطيع أن يجد علاجا آدميا يشفيه ويخفف عنه.. ما زال كبار الموظفين يحصدون آلاف وآلاف الجنيهات من خلال الحوافز والمكافآت، بينما صغار الموظفين لا يتحصلون سوى على الفتات بعد تطبيق كل أنواع الخصومات والجزاءات.


الإعلام ما زال مستفزا ومشتتا ومؤججا للفتن والخرافات ومتكسبا من وراء السب والشتم والبذاءات، حتى إعلانات الكمبوندات والحياة الفاخرة التي لا يراها غالبية الشعب المصري سوى على شاشات الفضائيات انتشرت باستفزاز أكثر وأكثر، المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية ما زالت تهدم في قيم المجتمع وتنشر مفاهيم البلطجة والقتل والإجرام كأسلوب حياة.

الحكومة ما زالت في واد والشعب البسيط في واد آخر، تُستصدر القوانين لتُطبق على المساكين.. وتنظم الاستثناءات ليفلت الأغنياء بكل ما فات، ما زالت سياسات رد الفعل الأبرز وما زالت الحكومة تعطي تصريحات لا يرى المواطن أثرها على أرض الواقع.. ما زالت الفجوة قائمة بل تتسع يوما بعد يوم بين طبقات المجتمع مع استمرار تآكل وانهيار الطبقة المتوسطة (صمام الأمان لأي مجتمع) وانحصر المجتمع بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، والدليل ببساطة شلالات إعلانات الفضائيات التي انقسمت بين الطبقتين فأصبحت إما دعاية لشراء فيلا أو قصر أو شاليه أو دعاية للتبرع ولو بجنيه.

مستني إيه يا ريس؟؟ هتفضل شغال لوحدك عمال تبني وتعمر وتوسع في البنية التحتية لمصر من ناحية، وفي الناحية الأخرى يتهالك السواد الأعظم من الشعب ويتساقط بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والتضخم واستمرار التدهور... ليس لفقر في الموارد، ولكن بسبب سوء إدارتها وتوزيعها وعودة سيطرة ونفوذ أصحاب الأموال والمصالح.. واستقرار بشائر التنمية في بطون كبار القوم وأسيادهم ؟

لقد عاد الوضع لما كان عليه: استقرار وأمان ظاهري.. وغليان وإحساس باليأس داخلي.. نفرح بالمشروعات التي يتم افتتاحها من حين لآخر ونشم فيها روح الأمل والتفاؤل والغد الأفضل. ثم نعود للواقع المغموس بمرارة الحنضل.

هيا يا ريس كلنا وراءك، نشعر بحبك وإخلاصك لبني وطنك، نعمل معك بإخلاص وندعمك ونشد من أزرك وكل الشرفاء في هذا الوطن ينتظــرون بفارغ الصبــر قرارات تصحيح المسار وتحقيق شعارات ثورتي 25 يناير و30 يونيو في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية... حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وكل عام وأنتم بخير
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
الجريدة الرسمية