رئيس التحرير
عصام كامل

بنك الأفكار


عدم التنسيق بين الهيئات والوزارات والمصالح الحكومية مسئولية من؟ سؤال عدم إجابته المحددة هي سبب كل الكوارث التي نعيشها وسنشاهدها يوم بعد يوم.. فمثلا التعديات على نهر النيل هل توقفت؟ بالطبع لم ولن تتوقف مع أنه تم حصر نحو خمسين ألف وستمائة مخالفة تعدٍ على نهر النيل، وقد صرح المسئولون بأنه تم إزالة خمسة آلاف فقط وماتم إزالته إزالة جذرية لايتعدى ألف وخمسمائة مخالفة من مبان ومزارع سمكية ومشاتل، وما إلى ذلك من مخالفات، وأيضا التعدى على الأراضى الزراعية والبناء عليها لم يتوقف ومستمر.


ثم نتيجة طبيعية لهذا الكم الهائل من التعديات انهارت كثير من محطات الصرف الصحى واختلطت بماء صرف الأراضي الزراعية وانتهت جميعا إلى نهر النيل لعدم قدرة استيعاب هذه المحطات لهذا الكم الرهيب من التعديات وبناء الأبراج عشوائيا وبدون مراقبة، لأن المخالفين دائما مايضعون الحكومة تحت سياسة الأمر الواقع بعد بيع الوحدات وإسكانها.

وباءت كل المحاولات والمشاريع الحكومية والبحثية بالفشل، وهذا لما ذكرته في بداية مقالتى من عدم وجود إستراتيجية تعاونية بين الهيئات بعضها البعض والغرامات الموضوعة ضئيلة جدا بالرغم من كوارثها القاتلة لملايين البشر فهل هانت أنفسنا علينا؟ عمدا أم جهلا ليس هذا بيت القصيد.

فكما تعودت دائما فأنا لا أحب أن أذكر مشكلة ولا أقترح لها حلا حتى لو كان هذا الحل من وجهة نظرى الشخصية والتي بالطبع لم ولن تكون وجهة نظر عشوائية بل تستند إلى قراءات وعلم.

فماذا لو وكلت الحكومة لشركات خاصة عملاقة تولى مشاريع الصرف الصحى وأبحاثه وتوسعاته، والتي لابد وأن تتناسب طرديا مع الزيادة السكانية العشوائية، وتوكل الحكومة هذه الشركات بتجميع مياه الصرف الصحى ومعالجتها معالجة ثنائية ومعالجة ثلاثية، وتقوم الدولة بتأجير أراض جبلية وهى مساحتها شاسعة في مصر ولاتصلح للزراعات التقليدية، ولكن تصلح لزراعة الأشجار والغابات الخشبية، وكذلك الأشجار الزيتية مثل الخروع لاستخراج زيت الخروع ونبات الجاتروفا لإقامة مشروع لإنتاج الطاقة البديلة، ولاستخراج أيضا منه زيوت تستخدم كوقود، كما يتم استخدام باقي مخلفات النبات لتصنيع الأسمدة والنجيلة الصناعية.

وليس ما ذكرته جديدا بل هناك أبحاث قتلت بحثا في هذا الشأن وجربت ولكن على نطاق ضيق. فهل آن الأوان لأن تكون هناك بنوك للأفكار تُستثمر لعمل مشاريع قوية حضارية، بحيث يتم خلق الاحتياج داخل أفراد الشعب لبيع مخلفاتهم الصحية واليومية لهذة الشركات، وتتبنى هذه الشركات التوسع في مجال إعادة التدوير والصناعات التي تتم من المخلفات بجميع أنواعها، ولحسن الحظ لدينا من العقول الشابة والباحثين الكثير ولهم تجارب ناجحة جدا في كل هذه المجالات، ولكن ينقصنا أن تصبح هذه الأفكار والتجارب الناجحة عملا قوميا كبيرا.

من يقوم بإدارة بنك الأفكار هذا؟ سيكون هناك يوم ما ثورة إنتاجية في مصر لو أدخلنا في عقول أطفالنا أهمية كل شىء، وأن كل شىء ولو صغر شأنه يمكن أن يجلب لك ثروات لاتتخيلها.
زراعة الأمل شىء مهم جدا داخل عقول ونفوس شبابنا، ولنا الله مولنا وراعينا.

الجريدة الرسمية