رئيس التحرير
عصام كامل

الأبطال الحقيقيون في ذلك اليوم.. 30 يونيو !


الأبطال الحقيقيون في ذلك اليوم هم من ظلوا طوال عام حكم الإخوان -ونعتبرها سنة الفرز العظيم- لا يبحثون إلا عن نجاة وطنهم.. كانت التوقعات كما حاول الإخوان تسريبها وتمريرها إلى الشعب المصري تقول وتؤكد أنهم باقون في الحكم مئات السنين وهنا تكمن معاني الاختبار والفرز بين من أدركوا بإيمان لا يأتيه أي شك أن وجود الإخوان أصلا في الحياة المصرية كارثة ووجودهم في الحكم أم الكوارث وبقاءهم فيه كل الكوارث فاختاروا أن يكونوا في المعارضة!


لم يكن الأمر يحتاج إلى بلورة لقراءة الطالع ورؤية حركة الأبراج والنجوم ولا يحتاج الأمر إلى بخور يحتاجه رجال الدجل والشعوذة لزعم معرفة الغيب إنما لم يكن يحتاج الأمر إلا لاستيعاب كينونة الجماعة وتركيبتها وتاريخها.. تاريخها الذي هو سطور طويلة من الإفك والكذب والخداع والدم.. منذ غموض نشأتها ونشأة مؤسسها إلى إبعاد أحمد السكري وانفراد البنا بقيادتها إلى علامات استفهام علاقته بالإنجليز إلى فضائح عبد الحكيم عابدين ووضع الحواجز حولها حتى لا تتسرب إلى خارج البيت الإخواني إلى أول جيش غير نظامي سري في مصر إلى نسف وتفجير محال وشركات ودور سينما إلى قتل وزراء ورئيس وزراء والأخطر قتل قاض لا خلاف سياسي بينه وبين الجماعة إنما يحكم بحكم ومواد ونصوص القانون !

وبينما الناجحون في اختبارات الفرز تتم كان الراسبون في كل مكان بين من حاول التعايش مع النظام الجديد الباقي مئات السنين والذي لا يمكن خلعه ولأسباب لا تخص الوطن كالخوف من الاقتتال الداخلي أو حتى توهم إمكانية خلع الإخوان في اقرب انتخابات أو حتى اعتبار أن الإخوان أفضل من السلفيين وهم أقل الضررين..

لا..

إنما من نقصدهم بحثوا عن التعايش في أسوأ وأسود صور الانتهازية أملا في مكاسب جديدة أو خوفا عن مكاسب حاليه بل إن منهم من زايد عن الجميع وراح يهاجم خصوم الجماعة ويبيض تاريخها ويستضيف أبناء أسر وعائلات قيادات ومرشدي الإخوان الراحلين والسابقين وتحول بعض رجال الحزب الوطني الفاشل والمنحل ومنهم من تولي رئاسة تحرير صحف كبرى وربما رسمية أو شبه رسمية في حين ذهب آخرون إلى آخر أشواط التخلف السياسي والعقلي مدافعين عن خيارهم الانتخابي إلى آخر مدى بعد تورطهم في اجتماعات فندق "فيرمونت" وغيرها رغم ادعاؤهم العداء والخصومة مع الإخوان وأن مواقفهم ليست إلا منح الفرصة للجماعة وممثلها في الحكم وظلوا على مواقفهم وعنادهم إلى قبيل انتهاء عام مرسي الأول... بينما كانوا ضد 30 يونيو ورمزها ومرشحها بعد انتهاء الأسبوع الأول من حكمه وللحديث بقية !

ورغم أن للحديث بقيه فإن ذلك لا يمنع أن نقول كل عام وأحرار وشرفاء مصر وحدهم.. بكل خير!
الجريدة الرسمية