رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب.. عِشق جَنّة ربّى..؟

أحمد الغرباوى
أحمد الغرباوى


ـ أحمد..
والله.. لوكُنتِ بتكتب عن وَاحدة تانيْة غيرى.. حَ أزعل مِنك بَجدّ..!
وإنتَ عَارف غضبى زَىّ حُبّى.. فايْر.. وبيغلى.. وبيحرق..!


ـ أنا مابَضحكش.. وإنت حَفظنى..؟

ما هو يا حَبيبى.. أنا طول اليْوم واقفة في المَطبخ أعملّك.. كُلّ اللى بتحبّه أوّل يوم رَمضان.. وحَضرتك تسيبنى وتعيش مع غيْرى..!
وماينفعش أعيش مع كل اللّى بتحبّه.. وعَايْزة أعمل لك كُلّ اللّى نِفسك فيه.. وبتحلم بيه..وإنت وغيرى بِتخونّى في خيْالك..!
_...............................

ـ عَارفه إنك بتحبّنى في الله..!
ولو حَتى ما عِملتش لك أىّ حَاجة.. مِش ح تزعل..!
_...............................

ـ بَسّ أنا عُمرى ما أعمل كِده في روحك.. وجَمال عِشقك لى.. اللى بينادى حُضنى وصدرى.. دايْمًا إبنى ومَهدى..!
_...............................

ـ دَه أنا لم أعزم ماما وبابا ومحمد أخويْا وحَبيبتى نِينا.. لمّا في عينيك قريت ياطفلى إلحاح رغبة إيثارك بى وَحدى.. ورغبة بإنفرادك وحُبّى.. وشُكر ربّى أول رمضان..!
_...............................

ـ حَبيبى..
قبل ما أنسى أعملّك إيه حَلويّات على الفطار.. غير طبعًا اللى أنا عملته مُفاجأة لك..؟
لمّا أشوف نِفسك في إيه..؟
_...............................

ـ بلاش.. بلاش تقولّى.. حِلو عُمرك.. ولذيذ حِلوك.. وصُفرة مىّ عينيك مزيج تمرى.. وسكّر..
برضه ح أعمل حلويْات.. وح تاكلها من أيدي..؟
واللا فاكرنى يا حَبيبى مُلهمة روح فقط..!
لا يا حبيبى.. رقّة ورُقىّ حُبّك لاتتنافى مع اكتمال إمرأتك..!
_...............................

ـ آه.. والنبىّ يا حَبيبى.. لو ضرب جرس الباب افتح للمكوجى.. أنا مِنبّها عليه على التايور الجينز.. اللى بتحبّنى بيه.. ألبسه على الفُطار مَعاك..؟
_...............................

ـ حَبيبى صَحيح..
لسّه بتحبّنى في (التايْور الجينزى) كما كُنت تنادينى بيه.. زىّ أول مَرّة..؟
_...............................

ـ أنا سامعة دلوقت كل من حَولنا يقول عَليْك عَاشق ذات (الرِداء الجينزى)..!
ياترى لسّه روحك بتغيب لمّا تِشوفنى فيه..؟
_...............................

ـ ماتقولّيش ريحة جِلدى.. وعَرقى.. ومِسكى.. وروحى اللى بتخلّى الجينز ينطق.. ويغرّد.. يتكلّم.. يِحسّ..!
ملايين في العالم يرتدون الجينز..!
ليه في الجينز أنا وَحدى سَترتنى بحبّك..؟
ورميْتنى بـ ( عِشق روحى )..؟
_...............................

ـ لو أخرى غيْرى أجمل.. وارتدت (ثوبى الجينزى) أتحبّها مِثلى..؟
_...............................
ـ طبعًا.. بتبتسم.. ووجهك بيحمّر.. أنا حَفظاك..؟
ما أنا صِبرت عليك ثلاث سنوات.. تلت سنوات علشان تصرّح بسّ بحبىّ..وتقول لىّ:
إنّك غصب عنّك تِحبّنى.. قدر ربّى..!
_...............................

ـ ماتنساش.. والله لو كنت بتكتب عن أُخرى غيرى.. أجمل مما كتبته عنّى.. وأنا في المطبخ دِلوقتى.. وحاضرتك بتفسد صِيْامك معاها..!
والله يا حَبيبى.. ح أزعل منك بجدّ..!
_...............................

ـ فاكر حبيبى قصيدة (.....غزال الكعب العالى)..؟
لم تنشرها.. لم أعد أرتدى أحذيّة بكعب.. عَلشان بتخلّينى أطول منّك..!
وترفض نشر القصيدة.. علشان مايعرفش حِدّ إننى.. أنا من هي أوحد حُبَك.. وعِشق روحك.. وامرأة أبْد عُمرك..!
وتضع مَكان النقط إسمى.. وترسلها لى..؟
_...............................

ـ ( أحبّك في البوت الواطى ) رغم إنّك (غزال الكعب العالى).. وبعدها..
قررت ألا أكون بجوارك إلا بأحذيّة بدون كعب..!
حقيقى يا حبيبى.. إنتّ حَ تنشر القصيدة إمتى..؟
ما خلاص..
أصبحت حبيبتك.. وللعالم أعلنت حُبى..؟
_...............................

ـ والّلا أقولّك.. بَلاش..
عندك حَقّ.. دى بتاعتى.. مِلكى وَحدى.. كما كُنت تقول لّى..؟
ومِش ناقصة حَسد.. يارب يخليك لى حَبيب عُمرى.. وهِبة رَبّى..؟
_...............................

ـ عارف يا حبيبى..
وإنتّ في حُضنى أشعر بكلّ ما في روحك.. تغيب أبعد منى.. وأروح معاك لدنيا تحاول أن تكتبها وتحلم بِخيْال سَماوى.. تحاول أن تكتشفنى أكتر.. وتعشقنى أكتر.. وتبحث عن سموّ أعلى مما نحن فيه..!
تنقب في كل حنايْا قلبى.. تلعقنى وأنتَ في حُضنى إبنى وأنوثتى.. فيْوض جنّة.. يفترشها ربّى في رَحمى..!
وأدفن جوّاك أمان أمّى.. وأمن أبى.. ودفء محمد أخى..!
_...............................

ـ يا نهار أبيْض.. خلّتنى أسرح يا حبيبى.. سامعنى يا أحمد..؟
ما كنتش ح تفطر النهاردة..؟
_...............................

ـ عايْزة أخلّص بسرعة المطبخ.. أريد أسيب كُلّ شيء.. وأجلس أمامك زىّ موديل الرسّام..؟
كم أفرح.. وأنا أراك تكتب عنّى.. وتغرق في.. وتغيب بعيدًا.. بعيد عنى.. وتروح لى.. تاخدنى وروحك عِشق أبدى..!
_...............................

ـ حبيبى..
أنت رزق أنوثتى.. وهِبة أمومتى.. وشُكر ربّى..
أخاف عَليْك.. عليك أخاف مِنّى.. وأغار عيْك من حَسد.. فيك يُصبنى..!
فاكره من كِتاباتك.. مِش ح أنساها أبدًا..؟
_...............................

ـ أشعارك سَرحت مَعاها.. وأنا المرأة العمليّة.. بنت برج القوس.. قدر حُبّك..!
قدرى يا حُبّى.. أيها الرجل البتول.. عذراء الأرض.. الذي عرفته كل أسرار الحُبّ في الله ببركة ربّى..؟
_...............................

ـ حبيبى..
الحُمد لله.. إنّ بُكره إجازة.. عَلشان نكون مع بعض.. وربنا فقط.. وحدنا نحتفل بأوّل رمضان.. نهاره وليله..!
_...............................

ـ كنت تحلم بسفرنا لشقتنا الصغيرة بالإسكندرية.. وغيرتى من هواك للشط ّوالرمل.. وعبثك الطفولى وزَبَدْ الموج..وشمسيّة مُغلقة.. تنتظرنا كل خميس وجمعة أوّل كل شهر.. وأجازات الصيّف.. وحارس حُبنا عم مسعد الغوّاص..؟
والتمدّد بين جفونى طوال الطريق.. وسَنابل القمح على جانبى السكّة الحديد.. والقطار يَحملنا.. وأنا نائمة في حُضنك.. والكمسارى يبتسم لك.. وأنت تشير له بالدبلة في اليد اليسرى..!
_...............................

ـ ياه..
حبيبى.. كم باقى على موعد الفطار..؟
هل ستساعدنى في إعداد السفرة..؟
واللا أقولّك.. خليك يا حَبيبى.. أنا ح أخلّص كُلّ حاجة وأنادى عليك..؟
_...............................

ـ إيه ده..؟
ده وقته يرنّ جَرس الباب..!
الآذان على وشك.. فيه حدّ بيزور حَدّ دلوقتى..؟
خير ياربّ..؟
_...............................

ـ ماما.. ماما إيه المفاجأة الحِلوة دِى.. وبابا حَبيبى.. إيه.. ومحمد أخويْا حَبيب كَمان.. كل سنّة وإنتم طيبين.. دَه إيه المفاجأة الجميلة دِى..؟
إنتم مِش قلتم لى....!
آه.. كِده برضه ياماما..!
وإيه اللى شايلينه ده.. كل ده.. إنتم جايبين فطاركم معاكم كمان.. كده ياماما.. ما إنتِ عارفه الخير كتير والحمد لله..!
يا نهار أبيْض..
أحمد..أحمد إلحق مين جِه..؟
تعالى يا حيببى بسرعة..؟
_...............................

ـ إيه الهدوء ده..؟
آه.. يا نهار.. والله ما ح أسامحكم.. يعنى كُنت يا حبيبى عَارف.. إنت اللى عامل المفاجأة دى.. ليّه.. علشان تِفرّحنى..؟
والله مفاجأة مذهلة يا حبيبى..؟
مأروع حُبّك.. قدّ..
قدّ كِده بتحبّنى..؟
كُلّ ده بتحبّنى..؟
_...............................

ـ ماما الأكل في المطبخ جاهز.. محمد إفرش السفرة.. والمطبخ مش غريب عليكم يا جماعة.. بيتكم.. !
بابا عن إذنك.. طيّب يابابا..!
إنت ومحمد كِده تعملوها فيّه..!
عن إذنك يا بابا..؟
ح أغيّر هدومى.. وأجيلكم على طول..؟
_...............................

ـ ياه يا حبيبى..
إيه اللى ع السريرده.. وجبته إمتى.. ودخّلته إزّاى من غير ما أحَسّ.. وأعرف..؟
تايور جينز جديد.. ومَعاه بنطلون.. لأنّك تعرف إنى بَحبّ البدلة في شُغلى.. أحمد..
_...............................

ـ حبيبى أحمد..
ويعلو صوت المؤذن..؟
وأنسى.. أنسى كُلّ شيء إلا.. إلا قطرات دمعى.. وتأخذنى في روحك..
أروح وأنتَ..
نروح معًا.. عِشق جَنّة أرض..!
عِشق جَنّة ربّى..!
*****
حبيبتى..
أحببتك جبرًا..
لم يقل الربّ:
ـ حِبّها عن عَمد فأحببتك..!
لم يأمرنى أن أصمت فأسكت.. وأسكن..!
لم يخيّر القدرُ قلبى فيتمهّل فأفعل..!
ولابرهة.. ولاثانية حَبيبتى كان على أن أقرّر فإخترت..؟
خلق الإنسان مُخيّرا ومُسيّرًا.. وللزمان والمكان والإنسان متجاوزًا..!
مُسخّرٌ لحبّك.. خلقت بَحرًا.. شمسًا.. لاتتوقّف عن الشروق يومًا.. بَحرا ًموجّهًا لمنع مَيّه بَخرًا.. أو سُحبا ً أو مَطرا ً..!
ويروى الروح كما هي الأرض نبتا ً.. وثمرًا.. يَسدّ جوع الأحيْاء..!
لم أخلق خيالًا.. نثرا ً أو شِعرًا.. وما كنتُ إلا..
إلا ( إعجاز آلهى ).. بَشرا ً..!
فسيّرنى الربّ لك حُبًّا.. فأحببت في الله عشِقا ً..!
خيّرت.. فأردت..؟
وعُذرى في الله ذُبت حَرثا ً.. وفنيْت بَذرا ً..!
فأثمرت حبيبى مُنتهى..
منتهى الجَدّ عِشقا ً..!
برزخيًّا..
برزخيًّا بيْن الدنيا والآخرة..
،،،،،
حبيبتى..
أحببتك إيمانا ً
رؤيْة وراء أخرى.. دوام رؤايْات صِدق.. كُلها لا تنحرف.. ولا تعبر حيْوات شرد.. وعوالم شرذ..
فآمنت بيقين حُبّك إكرام ربّك.. وخَشيْت قرب نهايْة الزمان حين.. حين ( لاتكذب رؤيا المؤمن..!)
،،،،،
حبيبتى..
أحببتك كُلا ً..
لا أعرف كيْف أحببتك..؟
أحبّك إحمرار الروح حَياءًا وخجلًا وبراءة من الداخل كالبطيخ.. وقشر التفاح.. أحبّك مَىّ اليوسفى وعَصير البرتقال.. أحبّك صُفرة لون وحلو طعم المشمش.. أحبّك مرونة لحم الخوخ.. أحبّك صلب الجوز واللوز والبندق.. بدون قَسوة ولاعُنف ولاجمود..!
حبيبتى انتشاء طعم المذاق.. دون قضمٍ أو لمسٍ..!
وحِلو روح حِسٍّ..!
،،،،
حبيبتى..
أحببتك عَدلا ً..
لاشمسًا.. ولاقمرًا.. ولاصنمًا..
فلم أحبّك عِبادة وَثن..!
لكىّ أظلم عَبدًا.. أو أغبن نفسا ً..!
حتى لو كانت روحى أحيْانًا تسرقنى إليكِ هرولة طفل.. طفلٌ يحبّ ويدمن الحصول على مايَهوى لعبًا ولهوًا..!
،،،،،
حبيبتى..
نَعشٌ..
نعشُ هو الفِراش.. صمت أنفاس نُعاس..!
ينزف قلب على الرصيف.. يئن ولايستريح.. تضربه أقدام جَوعى قمامة.. تأبى سَتر عُريْه.. وتصرّ على فضحه.. وريْقة من كوم زِبالة.. تتطايْر وعَسّ ريح.. تجسّس غيْب..!
ريحٌ..
إيه..؟
إيه أيّها الحُبّ الجريح..؟
في ليْلة ظلماء.. نخلة سَمراء تتوارى حُمرة العشق حيْاء بتول من لوم الربّ.. في غيْاب رَماد سّحر.. وتجمّد نَدى.. يخفى جراح الشفق الوليد..!
إيه حَبيبتى..
ريحٌ.. و
وَحُب جَريح..!

ولازِلتِ حَبيبتى..
مِعطف غَيْث
يلفّنى تشوّق
روحى..!

حَشرجة وَله
في حَلق
روحى..!

ولازِلتِ حَبيبتى..
عِشق جَنّة
أرضى..!

عِشقُ جَنّة
رَبّى..!
****
بقلم: أحمد الغرباوى
Advertisements
الجريدة الرسمية