رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب: «حَبيبتى.. حُبًّا خالصًا لجمال ذاته»

أحمد الغرباوى
أحمد الغرباوى

حَبيبتى..
أوهَبْتى إيّاها راحة بَال.. سَتر حَال.. تأمّل رؤى.. وصل وعى.. روعة فِهم.. بدون قسوة وعَطف رَحمة.. حنان فِعل.. وشُكر..
شُكر عَطايْا دُنيا.. وتسامح مع ضَرّها وضرارها..

على كُلّ ابتلاء ـ دون استثناء ـ هي جميل صَبر.. ورحابة سعة صدر لاستقبال أدنى وباء..
هي تواصل عِبادة.. وتنامى كِبريْاء ذَاتى.. وعِزّة نفسى.. مَهما حرمت الكثير من هِبات الأرض وثِمار قطوفها.. وغلبتنى مَساراتها ظُلمًا.. وإحساسى بقربها ـ ولو مُجرد تَماس رَطب آثار ضِلّها ـ كَفانى وإلتحافى بعدلها غُلبًا ومَغلوبًا.. ومن وعن أدنى حَدّ للُقيْمات يَقمن وجع جسد محرومًا..!
وطيْفها أحيْا بَرد.. ورقّة نَسم.. ورُقىّ رِفقة كُلّ وجود اجتماع أهلّ الجنّة..!
دون خَشيْة جَهل غيْب.. ولا رَهبة من ما يخبّأه الغَدّ.. من ترهّل عُمر في غِيْابها..
هي يَقين وجود رِضى حَاضر.. وقناعة بمستحيل ديْمومة حضورها.. فقط أوحد وأندر حلم دنيْا.. ويَقظة آخرة..!
ولم تكن أبدًا حلم يقظة..!
هي وأنا كُنّا.. إعجاز دَوامنا.. دوامنا سويًّا..!
هي حُسن خاتمة.. حتى ولو قدّر لها مِنّة ربّى..
هبة ورزق غيْرى..!
،،،،
ربّى..
مِن قلبى هَلّا زلزلت حُبّها..؟
فينهار عِشقى..
ويغدو جَسدى كفنًا لها..؟
وأنسى..
أنسى التحاف روحى بها..؟
وفى عَقلى..
ليْس سَكنًا لأخرى غيْرها..؟
وما نبضى..
ماهو غيْر توءم نبضها..؟
ويصمت يسكت..
يتجمّد شَغفًا إليْها ولها..؟

ربّى..
أنّى الخَلاص..
حُبّى برزخٌ بين يَمّى ونَهرها..
وفى مَيّى داب..
ويذوب مُرّى في عَذبِها..
فحَلّى ضَيْم أيّامى بشهدها..

ربّى..
ما ذنبى.. ولا ذنبها..
أنتَ سِرّى.. وسرّها..!
،،،،،
فالّهمّ إنّك عَفوّ كريم
تُحبّ العفو..
فاعفو عن
عَجزى في وجودها..؟
اعفو عن
وَهنى في افتقادها..؟
اعفو عن
رفضى لبُعادها وفقدها..؟
واغفر لى
كُلّ أنْمُلة في كيْانى
حتى الثمالة تحيْا رقّها
وتُدمن رُقيّها..؟
،،،،
حبيبتى..
غَيّاثًا لضلالى..وهُدى لتخبّط أشرعتى الممزّقّة بريح التيه.. وتناثر رميْها.. بَعثرة أحرف رِسالة فراق لاذنب لأحد فيه.. مَحشورة في زجاجة.. تتقلّب بين تلوّث قدم وجُزر وحدة وشواطىء غُربة.. هي هي حبيبتى تتهادى دعوة رِضى أمّى دون..
دون مُباركة قدرى..!
مؤنسة وحدتى.. وأنيسة اغترابى.. بين عَينيها دِمعة وَجع روح صدى تيه بين جدران الغُرف المنقبضة..!
يمتدّ أسفلت على مدى شُوف الروح.. وبصيرة شجن..
ويمسح الكون بَحرًا ميّتًا..
منذ ألف ألف عام تعرّى من صرخات موج.. ووثبات عَبث زّبد طفولىّ..
يمّ يتقيأ دون إرادته كنوز أعماقه من أصداف ولآلىء.. وزجاجات تحمل رسائل عُشّاق..
وبدونك حَبيبتى تتعرّى روحى.. وعَ الشطّ أهوى.. أسكن ماتبقّى من العُمر سُرادق عَزاء دون سترٍ..
دون ستر..!
،،،،،
فاللهمّ..
يا صاحب كُلّ شيء..
أحببتها حَلالًا..
لك في كُلّ شىء شىء..
ارزقنى الحَلال في كُلّ شىء..؟
في حُبّى وَهبتنى الجَمال..
في عِشقى رَزقتنى الجَلال..
هي كَمال اتولد في رِزقى..؟
كُلّ شىء.. كُلّ وجدى..؟

اللهمّ..
أودعتها حَيْاتى كُلّ شىء..
عرفتنيها أوّل وآخركل شىء..
وأنت العفوّ الكريم
فإعفو عَنّى كُلّ شىء..
وإعفو عنها
إن أصابها مِنه أدنى شىء..؟
،،،،
اللهمّ..
حقّا ً أحببتها..
فهيئها للحقّ..
واجعلها في رِحابه..؟
هيئها للحقّ
واسترها في غِيْابه..؟
هيئها للحقّ
وأنزلها خِيْاره..؟
هيئها للحقّ
و للأحقّ إهدها حُبّا في ذاته..؟
هيئها للحقّ
ومن الغُبن إحمها في ضَلاله..؟
هَيئها للحقّ
في روحى عِشقها
الذي مَنّاها داره..؟
هيئها للحقّ
في روحى حُبٌ
حبّ الحبّ خالصا في جَماله..؟

اللهمّ..
هيأ وجودى
ينشد حُبّ الله في كَماله..؟

ومهما كان في فقدها آلامه..
وفى بُعدها رِقّ عَذاباته..
فاللهمّ سيّرنا للحقّ
واجعلنا من.. من رجالاته..؟
ياربّ..؟
****
بقلم: أحمد الغرباوى

Advertisements
الجريدة الرسمية