رئيس التحرير
عصام كامل

إمام مسجد «السيدة نفيسة»: تجديد الخطاب الديني لا يعنى التخلى عن ثوابت أو أسس الإسلام

فيتو

  • الخطيب الذي يهدف لرضا الله.. ربنا “يفتح عليه”
رحب الشيخ عبد الله رشدي، إمام مسجد السيدة نفيسة، بدعوات تجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أن الحديث عن التجديد لا يعنى هدم ثوابت الدين الإسلامي.

وأوضح رشدى أن خطيب الجمعة يجب أن يكون ملما بأحوال وفئات المصلين، وأن يناقش موضوعات وقضايا تهم الناس ولا تنفصل عن واقعهم، مشددا على أن خطبة الجمعة تُعد واحدة من الشعائر الدينية المهمة في الإسلام، فهى خطبة أسبوعية يلتقى خلالها الخطيب بجموع المصلين في فرصة يمكنها أن تساهم في تشكيل أفكارهم، وتوضيح رأى الدين في موضوعات دينية شائكة ومشكلات معاصرة، خاصة في ظل انتشار أفكار دينية شديدة البُعد عن روح الدين الإسلامى، وأخرى تدعو إلى التطرف.. والى نص الحوار


*بداية.. ما أهمية خطبة الجمعة كواحدة من أبرز شعائر الدين الإسلامى؟
خطبة الجمعة في الإسلام هي عظة أسبوعية يحرص كل مسلم على الذهاب إلى المسجد لكى يستمع إليها وينصت إلى حديث الخطيب الذي قد يكون له كبير الأثر في نفوس مستمعيه، فمحتوى هذه الخطبة وما يقوله الخطيب يمكن أن يؤدى إلى تعديل سلوكيات المستمعين وأفكارهم نحو موضوعات وقضايا يُثيرها الخطيب، كما أن خطبة الجمعة تُعد مصدرًا مهم للمعلومات الدينية التي يحتاج إليها المسلمون.

* وكيف تقيم خطبة الجمعة الموحدة على مستوى مساجد محافظات الجمهورية؟
أرى أن خطبة الجمعة الموحدة والمسئولة عنها وزارة الأوقاف جيدة جدًا وتحوى عناصر وأفكار ذات أهمية للأمة الإسلامية.

* يرى البعض أن خطبة الجمعة حاليًا أصبحت بمثابة طقس بلا روح.. ما تعليقك؟
اختلف مع هذا الرأى فلا يوجد ما يُسمى بأن خطبة الجمعة أصبحت طقسًا بلا روح، لأن الخطبة ومحتواها وما يترتب عليها من استفادة لدى جمهور المسلمين يتوقف على الخطيب الذي يؤديها ويلقيها.

* وما السمات التي يجب أن يتحلى بها الخطيب حتى لا تكون خطبة الجمعة مجرد طقس غير مؤثر؟
لابد أن يتقى الخطيب الله سبحانه وتعالى فيما يتوجه به إلى المسلمين خلال العظة الأسبوعية في يوم الجمعة، ومن الأهمية بمكان أن يعمل الخطيب بما أمره الله به وأن يسعى دائمًا إلى نيل مغفرة الله، وأن يضع إرضاء ربه نصب عينيه، فضلًا عن ضرورة أن يراعى الخطيب مصالح المسلمين، ولابد من توضيح أمر مهم في هذا الصدد، وهو أن الخطيب إذا انصب تركيزه وهدفه على رضا الله سبحانه وتعالى فإن الله “يفتح عليه”، وبالتالى فإن حديثه وكلامه يخرج من قلبه يصل إلى قلوب المستمعين والمنصتين له في المسجد من المصلين.

* هل ترى أن خطبة الجمعة التي يتم تقديمها في مساجد مصر تواكب اتجاه الدولة نحو تجديد الخطاب الديني؟
أود هنا أن أوضح أمرا مهم فيما يخص تجديد الخطاب الديني، فهذا التجديد لا يعنى التخلى عن ثوابت الدين الإسلامى أو الأسس التي يقوم عليها، والقول بأن الحجاب ليس فرضًا أو أن الصلاة ليست واجبة، ولكنه يعنى في الأساس تطوير أساليب هذا الخطاب من خلال مخاطبة المسلمين بما يلائمهم ويتناسب مع ظروف المجتمع والحياة من حولهم، وكما ذكرت فإن الخطبة تتوقف على مدى استفادة الجمهور منها على الخطيب الذي يلقيها.

* وكيف يمكن لخطيب الجمعة أن يقدم خطبة تساهم في تحقيق الهدف منها وتؤثر في المستمعين؟
لكى يتمكن الخطيب من تقديم خطبة مؤثرة في المستمعين والمتواجدين في المسجد من المسلمين باختلاف فئاتهم وأعمارهم، لا بد أن يقوم بتنظيم أفكاره، لأن هذا الأمر من شأنه ضمان وصول المعلومات التي يقدمها في خطبته إلى المستمعين بشكل مرتب، وبالتالى تزداد إمكانية تأثيره في نفوسهم وقلوبهم.

* كيف يمكن لخطبة الجمعة أن تجذب الشباب إلى المسجد باعتبارهم الفئة الأكبر في المجتمع وتؤثر في أفكارهم؟
للخطيب دور مهم في هذا الصدد، حيث يجب عليه أن يستخدم الأساليب الموائمة والمناسبة للمستمعين، فحينما يذهب الخطيب إلى المسجد يوم الجمعة لابد أن يُلقى نظرة على الحضور المحتشدين في المسجد للصلاة، فإن كان غالبية الحضور من الشباب فلابد أن تناقش خطبته أمورا تتعلق بهذه الفئة العمرية، ويقدم معلومات تمس واقعهم وحياتهم بما يتيح للخطبة إمكانية ومساحة أكبر من التأثير، وأيضًا إذا كان غالبية الحضور من كبار السن فعلى الخطيب أن يراعى هذا الأمر بإلقاء خطبة تتناسب مع احتياجاتهم وتناقش ما يشغلهم، فلكل مقام مقال، ولابد أن يُراعى الشيخ أو العالم طبيعة الفئات التي تُنصت إليه، كما أن عليه تكوين علاقات مع جمهور المسجد، لأن هذا سيمكنه من التعرف عن قرب على المشكلات التي تواجههم وتؤرقهم، وبالتالى يمكنه إعداد وتوجيه خطاب مناسب لهم في الموعد الأسبوعى للخطبة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية