رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام استمرار الزواج البريطاني الأوروبي!


«هذه ليست لحظة للتمني.. الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي حقيقة واقعة الآن».. بهذه الكلمات ردت المستشارة الألمانية ميركل على كل التكهنات المشوبة بالآمال التي يرددها ومازال البعض حول احتمال إعادة الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي تحت ضغط مظاهرات شهدتها بريطانيا رافضة لنتائج هذا الاستفتاء، ومحاولات بريطانية لجمع توقيع خمسة ملايين مواطن على طلب لإعادة الاستفتاء.


وكلام ميركل يعني أنها تعتبر الحديث عن إعادة الاستفتاء البريطاني أو بالاصح استمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي هو نوع من التمني ولا يتجاوز ذلك، وأن الطلاق البريطاني الأوروبي صار واقعا بالفعل، ولعل هذا ما دعاها أيضا أن نقول إنه على الاتحاد الأوروبي فعل كل شيء لمنع خروج أعضاء جدد من الاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن تلك هي قناعة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أيضا، الذي قال علينا أن نبدأ في إعداد خطة تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، احتراما لنتائج الدستور..أي أنه رغم اضطراره لتقديم استقالته بعد أن خذله أكثر من نصف الناخبين البريطانيين لا يتمحك في المتظاهرين أو جامعي التوقيعات في بريطانيا، ليستمر في الحكم، بل إن حزبه أيضا حدد موعدا في شهر سبتمبر ليختار بديلا له.

وهكذا.. رغم أن عالم السياسة هو عالم الاحتمالات المفتوحة إلا أن الحديث عن إرجاء بحث تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي علينا يجب عدم إرجائه.. فمن الحكمة الاستعداد لكل الاحتمالات، خاصة إن كان احتمال الخروج هو الأقوي حتى الآن.
الجريدة الرسمية