رئيس التحرير
عصام كامل

مفيش ثورة جياع.. مفيش دم.. عندنا بورنو.. ينفع!


ليس بغريب على برلمان يبعث فيه البعض من أعضائه الموقرين بأفلام بورنو لبعضهم البعض في نهار رمضان أن يكون غائبا عن واقع المصريين الذين يدعون أنهم نواب عنهم، ليس بمستغرب على رئيس البرلمان أن يتعامل بخفة واستهانة واستهزاء وسوء تقدير وعبثية، مع تحذير نائب وحيد فيه استشعر خطر السياسات الاقتصادية الفاشلة للحكومة على الشعب والوطن مما قد يدفعهم للخروج في ثورة جياع (لا تبقى ولا تذر) وفق ما صرح به هذا النائب النابه قليلا وسط أقرانه من برلمان الطاعة والموافقة !


ليس بغريب ولا عجيب أن يكون كل ما استطاع فعله السيد المبجل، رئيس البرلمان، هو أن يقوم بحذف كلمتى جياع وثورة من مضبطة الجلسة.. الله الله، الله أكبر على البطولة والإنجاز والنصر الكبير الذي تحقق على يدى السيد على عبد العال.. بجد تسلم إيديك.. الحمد لله كنا خايفين من حودث ثورة جياع مثلما قال وادعى وتآمر هذا النائب على الوطن.. لكن على مين يا عمنا، على طول وبكل قوة وعبقرية وصلابة وجسارة وبطولة وبديهة، قام رئيس البرلمان بحذف الكلمتين من مضبطة الجلسة فانتهى للأبد خطر ما يسمى ثورة والشىء الغريب الذي يصفونه بالجوع في مصر التي لا أحد ينام فيها من غير فطار! خلاص كله تمام وفل ومصر بخير وحتبقى أد المجرة في خطوة أولى قبل أن تصبح أد الدنيا !

بس أنت قول: تحيا مصر ومصر تمام ومصر جميلة.. وأنت ترى الوجود جميلا دون سواد وصفار وحقد الحاقدين والخونة وبائعى الأوطان من الكلجية والنكسجية والينايرجية الذين يطالبون بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية والذين رغم سجن الكثير والكثير منهم ما زال بعضهم يتحدث بتلك اللغة المبهمة عن شىء يسمونه العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة والمساواة، وكمان طلعوا في مقدر جديد اسمه الأرض دى مصرية !

للأسف إن كان هذا هو حالنا المبكي المزري والخطيــر فقل على الدنيا السلام، لم ينتبه السيد رئيس البرلمان ولا السادة المبجلين من نوابه إلى بروفة حدوث ذلك منذ أقل من شهر وبحضور السيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل عندما اقتحم الناس في القاهرة المتحضرة الثرية مقارنة بالصعيد المهمل أو دلتا مصر المفقورة، معرض سلع رمضان وقاموا بنهب بعض أكياس الأرز وكراتين الدجاج المجمد وباقى ضروريات الحياة التي لا تهم المجلس الموقر في شىء !

كان الله في عونهم فهم يحيون في عالم آخر مواز؛ حيث يتحصل كل منهم على ما يقارب الألف جنيه يوميًا مقابل مجهود مضنٍ في التأييد والموافقة المسبقة واللاحقة على كل أحلام الحكومة، لكنهم والشهادة لله رفضوا التوقيت الصيفى الذي كان أخطر على المصريين من اشتعال الأسعار وقانون الخدمة المدنية المعدل وموازنة العام المالى القادم والتي ستحدث ما لم يستطع كل ثوار مصر أو أنظمتها فعله منذ تاريخ وجودها حتى يومنا هذا !

كل هذا لا يهم مجلس نيابى وصف البعض من نوابه السيــد الهــلالى الشربينى بأنه أفضــل وزير تعليــم في الدنيا وجددوا الثقة به ! طبعًا كل المصريين والعرب بل العالم كله يعرف ذلك ويندب حظه على عدم وجود وزير مثله تُسرب الامتحانات بإجابتها النموذجية من مكتبه قبل موعد بدئها الرسمى.. شفتم التقدم والإنجاز والإعجــاز الشــربينى !

ولم ينته دورهم عند هذا بل إنهم طالبوا بزيادة حوافز وبدلات جهة سيادية بمقدار مليار ونصف المليار جنيه سنويًا حتى يستطيعون مجابهة الغلاء.. سبحان الله يعنى في غلاء أهو! لكنه غلاء طبقى وربنا خلقنا درجات يعنى سيادة النائب يخشى على الكبار مثله من نقص الكافيار والسمون فيميه والمكسرات أما غلاء الفقراء وفمقدور عليه، يكفيهم طبق فول يطفحوه مع رغيف الخبز المدعم، كما أن الحكومة الطيبة اتفقت مع النواب على منح موظفى الدولة 7 % علاوة سنوية.. إيه! عاوزين تاكلوا البلد.. معانا ! احمدوا ربنا إنكم عايشين، مفيش جياع ولا في ثورة ولا في دم كمان !
fotuheng@gmail.com

الجريدة الرسمية