رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوى يكتب: رَبّى حَسبى.. فلا تَسلنى؟

أحمد الغرباوى
أحمد الغرباوى



اللهم ّ مِنّ عليْنا بوكالتك أبدًا.. سواء عَنا ناس تخلوّا.. أو بقوا وظلّوا.؟
أنت وكيلنا في كُلّ من ظلم قولا ًأو فعلًا.. غيْبةً ونميمةً.. زيْفًا وبهتانًا.. وللناس ارتحل.. وسبق.. وللبشر اشتكى.. والربّ تناسى ونسى..!

أنتَ الوكيل..
فلا تشح بقاطع؟
ولا تمحلنى بمانع؟
ولا تنهنِي عن وصل بك دائم..؟
ربّى أنتَ حَسبى..
في ظالم يلتحف بثوب العدل.. وعادل في مساواة ظلم..؟
في كل من في براء الطفل يرتمى في حضن السلطة.. وببضّ خدّه يخدر صاحب الصولجان والكرسى من أجل أن يأخذ ما لايستحق.. وفى زنّ طفل يلصّ حقّ من يوهمه بزيْف طهارته وبراءة مسكنته..؟
في كلّ من ملأ الدنيا زيْفًا قولا وفعلًا.. ورَمى صامت في الله يرجو رضاه.. ويلتمس إنصافه وللحقّ يسيّره.. فصدق الناس ظاهر مَىّ دمع بلا مُرّ ألم ولا عَصر جفن.. على قسوة عذابات صمت يناجى الربّ ديمومة سَحر ليْل..؟

ربّى أنتَ حَسبى..
في من وهبت أمسه كَرمًا.. وعلى يديْك فاضت أرضه ثمرًا وحصدًا..!
ولم يستح.. لم يَحمرّ وجهه خجلًا.. ولا لله شكر قناعةً بما إليْه وَصل.. ومن السما غيْثًا مُتصلا..!
وعصب عينيه.. وغيّم بصيرته في رَماد حَاضر يومه.. وهو ما فعل يومًا ما يَستحقّ أو استحقّ واحدًا من مَنّه.. غيْر..
غيْر أنّك سَيّرتنا في طريقه مَدّه ومدده..؟

ربّى أنتَ حَسبى..
أنت العادل المُحسن.. فإن عاملتنا بعدلك أفنيتنا..؟
وإن عاملتنا بإحسانك أكرمتنا.. وعَفوت ورحمتنا.. ؟
اللهمّ اجعلنا في كنفك دومًا.. نرغبك عدلا وإحسانا أبدًا..؟
منذ بدء يوم حِسابنا.. حتى لحظة بين يديْك ألقيْتنا..؟
اللهم لاتجعل غفلتنا عن فيْوض عَطايا أمس.. وقِصر فِهم في ضلّ ابتلاء نفس دعوة وهن إنس لعدم رضانا..؟
فإرضنا بما يرضيك دائمًا أبدا..
حسبنا الله ونعم الوكيل في من يرضى ظلمًا يرضيه..؟
ويغفل عن عدل يُرضيك..؟
ياربّ..
أجمل كلمة حُبّ..
تنثال شبق قلبى والتياع ثغرى.. ووَجد شفايْفى..؟

ربّى أنتَ حَسبى..
فهم يعرفون.. ولكنهم عن وفير مِنحك يعمون.. ومابيْن أيْديهم لايقنعون.. لأن قلوبهم غدت قاسيْة.. فيتمنّون مَوت حاكم عادل..!
وغيْر أخذ ما لايستحقون يَسعون..!
وعلى موت عَدل يأمّون..!
ويشيّدون سُرادق عَزاء للحقّ.. و..
وعلى جثته يَرقصون.. ومن يوالوهم ـ ظلما وغُبنًا ـ يَصفقون..!
لايهمّهم أنهم يُخدعون.. إنما خلفهم يسيرون.. وعن طريق الربّ يحيدون..؟
وعِنوة يلوون الزيّف حَقا.. ويرتدون الكِذب ثوب عُرس.. وللحرام يتجمّلون..؟
فلايهمّ لديْهم إن غدت الحيْاة ماخور.. وراقصة في خمّارة يعيشون..!
يعيشون.. ولكنهم..
لكنهم لايَحيْون..؟
فاللهمّ ثبّتنا على الحقّ.. وماتبقى في عُمرنا.. سَيّرنا وأهل بيتنا في طريق إحقاق العَدل.. وإن حَجبت عنا زينة الدنيْا وما فيها.. ولضىّ فنار كنفك.. وبإذنك وعونك لدربك سائرون..؟
رغم طول شوك الدرب.. وحِديّة صمت الدّمع.. ودوام نزف جرح صدمة قلب في الله يحبّ..
لن نرضى بغيْر العدل سترًا للعظم واللحم..؟
وإحرمًا للفكر والجسد..؟
وزُهدًا للروح تقرّبا وتقبّلا لما يرضيك..؟
يارب..
أجمل كلمة حُبّ..!
أمحل الظُلم أمكنتى.. جفا الغيّث روحى.. فطردنى الزمن على شواطىء بلا مىّ.. ولاغيّث..!
هطل المطر..
أبى المُرّ يَسكن مِلحًا يمًّا وقدر..؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
ربّى أنتَ حَسبى..؟
،،،،،
تمرّ أعوام.. رمضان ورمضان يأتى..
كعاشق قديم..
ما يزال يقف وراء شبّاك صباح كُلّ جمعة..
( استرقّ السّمع
لأنفاس مُتعثّرة
أغنيْتى صامتة..
حتى لا تستيقظين..
وتضبطين عصفورى مذنبًّا
وبالحُبّ متلبّسًا..!)
حبيبى..
رغم إنّك لم تفتح نافذتك أبدًا..
مُصرّ على ألا أخلف في الله وَعدى..
سَكن عِشّى..!
مُصرٌ على البقاء..
أترنّم.. سِرّى..!
على الحافة نائمٌ..
نائمٌ يستجدى..؟
في حِسّ حَرفى..
بين ضلوعى
أوثّق دمعى..؟
أهو لفراق..؟
أم لوداع بدرى
بدرى..؟

حبيبى..
لا تَسلنى..؟
حتى النهاية..
لا تسلنى.. ؟
لماذا تصرّ على تغريد
وغُنى عِشقى..؟
ربّى..
ربّى أنتَ حَسبى
فلا تَسلنى..؟
رُبّما.. لايَجدى
لست أدرى..؟
لست أدرى..!
*****
بقلم: أحمد الغرباوى
الجريدة الرسمية