رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عبد الحليم محمود يكتب: تقوى الله

فيتو

 في جريدة الجمهورية عام 1978 كتب الدكتور محمد عبد الحليم محمود شيخ الأزهر مقالًا قال فيه:

 «فرض الله الصوم ليشعر الغني بألم الجوع فيحسن إلى الفقير، وبذلك يتم العطف والمودة، وينشأ عنها تماسك المجتمع وسعادته، ومن دقة الإمام الشافعي أنه لم يقل إن الصوم يعلم الجود أو يبسط الأيدي، وإنما تمنى أن يكون الصائم كذلك، فقال في أسلوبه الدقيق "أحب للصائم الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم فيه بالعبادة عن مكاسبهم"».


 وتابع: «لاحظ ذوو البصائر أيضًا أن الصبر لا يكاد يوجد عند الصائم، بل يتخذ الناس الصوم عذرًا للصائم إذا تجاوز الحد، وكثيرًا ما يتجاوز، لهذا رأى بعض المفكرين أن حكمة الصوم لا نعلمها، ذلك أنه عبادة، والعبادة في كثير من تفاصيلها لا نعلم لها حكمة.. فهل نعلم مثلًا أن حكمة الصلاة في أن تكون صلاة الصبح ركعتين، وهو وقت النشاط، وأربعة في الظهر وقت التعب والإجهاد؟ لذلك فإن الصوم حسبما يرون فرضه الله تعالى لحكمة ولكننا لا نعلمها».

 وواصل في مقاله: «ونحن هنا لا نتماشى مع النظرة الأخيرة التي تنفض يدها في بيان الحكمة في الصوم، ولا نريد أن نكرر ما قالوه سابقًا، لذلك فإننا نتجه إلى الآيات القرآنية التي تحدثت عن الصوم فنستلهمها الحكمة، وفى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}».

 وأضاف شيخ الأزهر الأسبق: «كل هذا منطوق في كلمة "لعلكم تتقون"، فاذا ما تعهد الإنسان نفسه التي أعدت بالصوم وانتهى إلى التقوى كان جزاؤه حقيقة عند الله عظيمًا، ولا شك أن الصوم لا عدل له، ولا مثيل له في تهيئة النفوس للتقوى، ومن انتهى بهذه التهيئة إلى غايتها وصام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».

 وتابع: «من هنا كان المعنى العميق للحديث المشهور "كل عمل ابن آدم: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى "إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به ".. وفى النهاية لا ينتهي الصوم إلى ثمرته التي إرادها الله منه إلا إذا صدقت النية وقويت العزيمة».
Advertisements
الجريدة الرسمية