رئيس التحرير
عصام كامل

على هامش إذلال بوتين لأردوغان !


بعد شهور طويلة عريضة استسلم أردوغان لطلب بوتين الأساسي بالاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية.. الاعتذار جاء مكتوبًا مشفوعًا بتقديم واجب العزاء لأسرة الطيار مع "التطلعات الكبيرات" لعودة العلاقات الروسية التركية إلى ما كانت عليه !


نتوقف عند نقطة مهمة غير الخرس الشامل الكامل الذي أصاب الإخوان.. حيث سقط زعيمهم بالضربة القاضية أخيرًا بعد أن صدعونا لأشهر طويلة عن صمود الرجل وكبريائه وكيف يواجه "القيصر" بكل تحدٍ!

بل في اليوم نفسه يعيد علاقاته مع العدو الإسرائيلي بتعهدات والتزامات ترفع من مستواها الذي كانت عليه قبل سنوات ومع ذلك نقول دعونا من ذلك كله إذ نتوقف عند نقطة أساسية وهي: كيف كان سلوك الأتراك تجاه رئيسهم ؟

هل سمعنا عن هجوم وتطاول على شبكات التواصل الاجتماعي أو في الصحف التركية تطلب من أردوغان الصمود وعدم التراجع أمام بوتين؟ هل سمعنا عن اتهامات بالخيانة أو بالسقوط أو بالذهاب إلى مزبلة التاريخ إن أقدم أردوغان على الاعتذار؟

لن نجد وإن كانت الصحافة في تركيا تحت الحصار وإن كانت شبكات التواصل الاجتماعي ممنوعة أصلا فكل ذلك لم يحدث منه شيء حتى من معارضي أردوغان لا داخل ولا خارج تركيا والخلاصة:

إن أردوغان يتعامل وفق مصلحة بلاده حتى لو كانت تحقق له شخصيًا بعض المكاسب مثل تخفيف الضغط المتصاعد ضده، لكن عندما قرر اتخاذ قرار صعب جدًا لمصلحة بلده لم يهاجمه أحد ولم يتطاول عليه أحد ولم يبتزه أحد ولم يحاول أحد منعه أصلا سواء بالترهيب أو بالتجريح أو حتى بالتهويش بل قدموا المضمون على الشكليات، فالسياحة الروسية قد تعود الآن، والسلع التركية قد تعود إلى روسيا..

والخلاصة الآن أيضًا: قرارات كثيرة يتم الابتعاد عنها في مصر ترهيبًا.. والترهيب طريق لمنع اتخاذ إجراءات أو قرارات مهمة، فالعصابة التي تسيطر على الإعلام الإلكتروني تطلق حملة مثلا تزعم فيها أن هناك اتجاهًا لــ "عسكرة" حركات المحافظين فيتم الاعتماد على مدنيين يثبت فشلهم فيما بعد أو بحملات ضد التوقيت الصيفي فيتم إلغاؤه من البرلمان بغض النظر عن المستهدف منه أو حتى قبل مناقشته أو وقف قانون الخدمة المدنية رغم إيجابياته لمجرد أن حملة مكثفة شنت عليه.. وهكذا !

الخضوع للابتزاز -يا سادة- كارثة يجب أن تتوقف خصوصًا أن أطرافًا منظمة تخطط جيدًا لاستباق الجميع والتراجع عن قرارات مهمة بالمناقشة والحوار المجتمعي مقبول بعيدًا عن التشويش والشوشرة والترهيب والإرهاب.. الإلكتروني!
الجريدة الرسمية