رئيس التحرير
عصام كامل

حيثيات الحكم في استئناف 38 من متظاهري «جمعة الأرض»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قالت الدائرة 28 إرهاب "مستأنف الجيزة"، برئاسة المستشار محمد نافع، في حيثيات حكمها في الاستئناف المقدم من 38 متظاهرا في «25 أبريل» الماضي بالدقي، على حكم حبسهم 5 سنوات وتغريم كل منهم 100 ألف جنيه، والقاضي بقبول الاستئناف شكلا، وفي الموضوع بتعديل الحكم المستأنف والاكتفاء بتغريم كل متهم مائة ألف جنيه.. والمصاريف.


وأشارت المحكمة في أسباب حكمها أن المتهمين انكروا في تحقيقات النيابة مانسب اليهم من اتهام، فما عدا المتهم الثامن هانى محمد عبدالتواب محمد، والذي أقر بتحقيقات النيابة العامة باشتراكه بتظاهرات 25 / 4 / 2016 هو وعدد من المتهمين المضبوطين وأنه علم بميعاد ومكان التظاهرة من خلال الدعوات على موقع التواصل الأجتماعى ومن مواقع جماعة الإخوان، وأنه تم ضبطه هو ومن برفقته حال السير بالتظاهرة وترديدهم لعبارات "يسقط حكم العسكر والسيسي باع أرضه ومرسي رئيسي" وأنه سبق له الاشتراك في العديد من التظاهرات بمنطقة الدقي.

وأستهلت المحكمة حيثياتها في القضية رقم 6768 لسنة 2016 جنح الدقى والمقيدة تحت رقم 10901 لسنه 2016 مستانف الجيزة، بأنه بعد تلاوة تقرير التلخيص، وبعد الاطلاع على الأوراق وسماع المرافعات وطلبات النيابة العامة والمداولة قانونا، وما أورده المقدم عمرو البرعى وكيل فرقة مباحث الوسط بمحضرة المؤرخ 26/4/2016، الساعة السادسة صباحًا من ورود معلومات للأجهزة الأمنية من قيام جماعة الإخوان وبعض القوى الموالية لهم للتجمهر ببعض الميادين الرئيسية بمحافظة الجيزة والمحافظات الأخرى يوم الإثنين 25 / 4 / 2016 بدعوى التنديد باتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، والعمل على إثارة المواطنين للمشاركة بالتظاهرات وتعطيل حركة المرور وقطع الطريق وفى سبيل ذلك قامت قوات الأمن السرية والنظامية بالإنتشار في محيط المكان المتوقع التظاهر بها ومنها محيط محطة مترو البحوث مدعومة بقوات من الأمن المركزى في الزى النظامى.. وعليه تلاحظ للقوات وجود تجمع نحو خمسمائة شخص بالمنطقة سالفة البيان قاطعين الطريق رافعين لافتات منددة بالاتفاقية وحال طلب القوات منهم الإنصراف رددوا الهتافات المعادية للأجهزة الأمنية والتعدى على القوات بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة ثم تم تفريقهم بالشوارع الجانبية من شارع التحرير ثم تجمعوا مرة أخرى بتلك المناطق فتمكنت القوات من ضبطهم وفر الباقين هاربين وقد تم ضبط المتهمين بمعرفته وباقى الضباط المرافقين له.

وجاء في الحيثيات أيضا أنه أيد ذلك في تحريات قطاع الأمن الوطني والمعدة بواسطة المقدم هانى فكرى الضابط بقطاع الأمن الوطني.

وأوردت المحكمة بحيثيات حكمها أنه وفق للماده السابعة من القانون 107 لسنه 2013 التي تنص على «يحظر على المشاركين في الاجتماعات العامة أو المواكب أو التظاهرات الإخلال بالأمن أو النظام العام أو تعطيل الإنتاج أو الدعوة إليه أو تعطيل مصالح المواطنين أو إيذاؤهم أو تعريضهم للخطر أو الحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم وأعمالهم أو التأثير على سير العدالة أو المرافق العامة أو قطع الطرق أو المواصلات أو النقل البري أو المائي أو الجوي أو تعطيل حركة المرور أو الاعتداء على الأرواح أو الممتلكات العامة أو الخاصة أو تعريضها للخطر».

كما أنه من المقرر بنص المادة 19: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين وبالغرامة التي لا تقل عن خمسين ألف جنيها ولا تجاوز مائة ألف جنيها أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خالف الحظر المنصوص عليه في المادة السابعة من هذا القانون".

وانتهت المحكمه في حيثياتها إلى أنها قد أطمئنت إلى قيام المتهمين الماثلين بأرتكاب الوقائع المسنده إليهم، وذلك اخذا بما شهد به مأمورى الضبط، وما ثبت من تحريات الأمن الوطنى، هذا فضلا عن ما تضمنه محضر جمع الاستدلالات من أقرارللمتهمين بارتكابهم الواقعة.

وأضافت المحكمة أنه وفق أقوال مأموري الضبط القضائي السالف ذكرهم والقائمين بضبط المتهمين والتي تطمئن المحكمة لأقوالهم وتأخذ بها عمادًا لقضائها والتي عضدتها تحريات الأمن الوطنى التي أجريت بناء على قرار النيابة العامة وهى لاحقة على محضر الضبط والمحكمة تطمئن اليها لتوافر ما يساندها بالأوراق من أقوال شهود رؤية متمثلة في القائمين بالضبط والذين قرروا بتحقيقات النيابة العامة أن المتهمين كانوا متجمعين بالطريق العام بمنطقة المحيطة بمحطة مترو البحوث وهو ما يفيد التواجد بالطريق العام وأن عددهم كان نحو خمسمائة شخص تقريبا وهو ما يزيد عن العدد الذي تطلبه القانون والمتمثل في عشرة أفراد وكانوا يرددون هتافات ضد مؤسسات الدولة وهو ما يعد تعبيرًا عن رأيًا سياسيًا، ومن ثم فإن ما قام به المتهمين هي تظاهرة كما عرفها وأشترط لقيامها القانون.

وتابعت المحكمة أن القانون أستوجب في التظاهرة لكى تكون حقأً مكفولأً للمواطنين وفق ما قرره الدستور عدة شروط أولها: أن يصرح بها من الجهات المعنية وفق ما قرره القانون من إجراءات وثانيها: ألا تخرج عن النطاق السلمى وهو الذي لا يشتمل على أي عمل من الأعمال التي حظرها القانون، ولما كان ذلك وكانت المحكمة قد انتهت إلى كون تجمع المتهمين كان تظاهرة وفق تعريفها الوارد بالقانون، إلا أنه لم يتم التصريح بها من الجهات المختصة لعدم تقدمهم بطلب للحصول على التصريح بالتظاهر، وعدم تقديم دفاعهم لما يفيد ذلك سيما وأن جميع المتهمين ذو درجات علمية مختلفة تفيد مدى إدراكهم وعلمهم بالقانون الذي لا يجوز الدفع بالجهل به وأنهم من المفترض فيهم العلم بالإجراءات المتطلبة للتظاهر وأن ما سلف بيانه ما هو إلا تأكيد من المحكمة على علم المتهمين بفحوى ما أقدموا عليه وتأكيدا للقصد الجنائى المتوافر لديهم.

وأشارت المحكمة إلى أنه بمطالعة محال إقامة المتهمين تبين أنها مختلفة عن بعضها البعض ومنهم من يقيم بمحافظات أخرى، وأنه لا رابط بين المتهمين ومكان الضبط سيما وأن يوم الضبط كان عطلة رسمية بمناسبة ذكرى أعياد تحرير سيناء، وأن جميع الجهات العامة والخاصة عطلة في ذلك اليوم أي أنه لا مجال لإنهاء ثمة عمل أو خدمة بذلك اليوم.

وأنهت المحكمة حيثياتها بأن التجمع المشار إليه من المتهمين من شأنه أن يعطل حركة المرور ويقطع الطريق والذي يعنى الأخير الحيلولة دون استمرار سير المواطنين والسيارت في الطريق العام بسهولة ويسر وهو ما تحقق بالفعل وفق أقوال الشهود وما أبلغ لمحرر محضر الضبط من الأهالي وقد حاول المشرع منعه وفق الضمانات التي سبق سردها وهو ما تتوافر معه أركان جريمة التظاهر الذي ترتب عليه قطع الطريق وتعطيل حركة المرور في حق المتهمين.

ولهذه الأسباب قضت المحكمة بقبول الاستئناف شكلا وفي الموضوع بتعديل الحكم المستأنف والاكتفاء بتغريم كل متهم مائة ألف جنيه.. والمصاريف.

الجريدة الرسمية