رئيس التحرير
عصام كامل

شالوم على مصر المفترية المحتلة !


بالقطع لا يوجد شىء أكثر عبثية من أن يتهمك البعض علنًا بالخيانة الوطنية؛ لأنك تطالب بالحفاظ على أرضك وعدم التنازل عنها!!

للأـسف اتضح أن هذا الكلام خطأ وأن هناك عبثية أكبر من ذلك بكثير، وهى أن تدافع عن انتهاك الغير وطنك وتبذل كل ما في وسعك رسميًا وشعبيًا وتعبويًا وإعلاميًا لكى تثبت ذلك بل يصل بك المدى العبثى إلى أن تتهم دولتك بأنها كيان محتل.. قبل أن ينطق ممثل الحكومة بذلك، نطقها وطوعت لهم أنفسهم أن يصرحوا بها أناس مصريون للأسف، بحكم المولد والبطاقة والوثائق الرسمية فقط، بل إن السخف والحماقة والدناءة بلغت بالبعض منهم أن يؤلف كتبًا صفراء تثبت ذلك انتصارا لدولة أخرى مهما كانت علاقتنا بها قوية ظلت دولة أخرى وشعب آخر يحيا على أرض أخرى !


وبلغت السفاهة ببعضهم بنصيحة الدولة الأخرى باللجوء للتحكيم الدولى لانتزاع ما يعتبرونه حقًا لها من من؟ من وطنهم الذي يعيشون فوق أرضه.. يا الله !! والله لو بُعث صمويل بكيت وكل رواد مسرح العبث في الدنيا بأسرها ما خطرت لهم فكرة بهذه العبثية، والله ما تخيلوا وضاعة ولا نذالة تهوى بالفرد أو بالجماعة للسعى والجهاد لإثبات عدوان دولتهم على الغير، حتى وإن كان صحيحًا ما يدعون !

النكسجية الوطنيون
المثير للسخرية والاندهاش عند كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن من حملوا راية الدفاع عن الأرض هذه المره لم يكونوا السادة أصحاب المناصب أو الباشاوات أصحاب النفوذ أو المدللين أصحاب الثروات الحلال والحرام، لم يكونوا من الذين أغدقت عليهم مصر بخيراتها عن استحقاق قليل مصادف أو عن سوء تقدير، أو عن تميز سلبى ضد كل ضعيف، المثير والعجيب أن الفقراء والضعفاء والمهانين والمطاردين من قبل الدولة وإعلامها الحكومى الموجه أو الخاص الممول من رجال لا مؤاخذة الأعمال، هم من جاهدوا وأنفقوا وثابروا وصابروا دفاعًا عن أرض مصرية لم ولن ينالوا منها أو من سواها منفعة أو مصلحة شخصية...

بل إن الكثير من هؤلاء لم تتح لهم فرصة لزيارة الأماكن بالغة الرفاهية مثل شرم ودهب والسخنة وبورتو فلان وغيرها من تلك الأماكن التي يشاهدونها في سياق الأعمال الدرامية فقط مما دفع أحد كائنات الزومبى التي تتباهى علنا بدعمها للسعودية ضد مصر في تلك القضية، إلى ان تعايرهم بفقرهم وبجهلهم بتيران وصنافير التي لم يقوموا بعمل جولة او "تور" فيها من قبل ومع ذلك يطالبون بمصريتها.. شفت الخيانة يا جدع !.. ياى فقرا بقى يا طنط ونكسجية وينايرجية وبيهم كل العبر.. بس بعيد عنك شرفاء !

لن يفيد كلام أكثر من ذلك فالحقائق أوضح من بينها قلم كاتب أو سخريته، فمصر المحتلة تسخر منا جميعًا، تسخر ممن يدعى عليها ذلك أو من يصدقه أو حتى يسمع لها.. مصر تسخر منا جميعًا، تسخر من فقرائها وضعفائها الذين فقدوا حريتهم ودماءهم من أجل الحفاظ عليها بينما هي مكبلة مجبرة تمنح خيرها لمن.. أنتم تعلمون الباقى !

ليس بمستبعد أن نجد غدًا من يخرج ليطالب إسرائيل بحقها في البحر الذي عبر من موسى ببنى إسرائيل في عصر فرعون الخروج، أو مطالبة البعض بحق اليونان في الإسكندرية استنادًا لمرور الحاج بطليموس بها وتسميتها على اسم مولانا الإسكندر طيب الله ثراه.. أو ربما بسبب وجود ميادين سكندرية كان بيبيع فيها الخواجة كوستا وتابعة خرستوا البوظة للمصرية.. بوظة بجد... شالوم على مصر المفترية المحتلة !
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية