رئيس التحرير
عصام كامل

عباس بن فرناس الذي لا نعرفه

محمد الجزيري
محمد الجزيري

عندما نسمع اسم عباس بن فرناس نجد أنفسنا تذهب دائما إلى أول تجربة للطيران في العالم التي قام بها هذا الشخص الفريد في البلاط الأموي بالأندلس في القرن التاسع الميلادي والذي يعد ظاهرة ثقافية فذة كانت نتيجة تلك النهضة الحضارية الشاملة التي غمرت أرض الأندلس فهل كان لابن فرناس جوانب علمية أخرى غير محاولة الطيران تلك؟


هو عباس بن فرناس بن برداس ويلقب بأبو القاسم ترجع أصوله إلى قبائل البربر في المغرب والتي استوطنت الأندلس، نبغ بن فرناس في عدة معارف عليمة وأدبية جعلته عن جدارة يستحق لقب"حكيم الأندلس" والذي أطلقه عليه المؤرخ ابن خلدون بدأ عباس نبوغه منذ عهد الأمير الحكم الأول ثم أصبح من رجال عبدالرحمن الثاني مرورا بالأمير محمد الأول وصار أحد النجوم اللامعة في سماء الأندلس حتى توفي في عام 274هـ/887 م.

كان بن فرناس جامعة علوم متنقلة بابا من أبواب المعرفة نبغ في الأدب وعرف الفنون الجميلة عشق الموسيقى وكان يعزف على العود أيضا كان فيلسوفًا متعمقًا وشاعرًا وأستاذا في علم الفلك والتنجيم كما نجد المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال يضيف لذلك امتلاكه لبنية جسمية قوية مكنته من ممارسة ألعاب الحواة السريعة الدقيقة.

وعن نتاجه العلمي فنجد الكيميائي المسلم جابر بن حيان يؤكد على أهمية الاكتشافات التي قام بها عباس في مجال الكيمياء والفلك ومنها توصله إلى صناعة الزجاج المستخرج من المواد المعدنية وأيضا صناعته بساعة عرفت باسم "الميقاتة" أهداها للأمير محمد الأول كذلك صنع بإحدى حجراته قبة سماوية بها نجوم وسحب يتصل بها جهاز لصنع البرق والرعد والمطر وكافة الظواهر الطبيعية.
 
كل هذه الإنجازات وأكثر كانت سببًا في جلب الكثير من الحقد عليه فنجد الشاعر مؤمن بن سعد يعرض به في أشعاره ويسخر من إختراعاته كمانجد الاتهامات الدينية الخطرة تنال منه من بعض الفقهاء المتعصبين، كل هذا لم يثن بن فرناس عن المضي قدما في مشواره ولم يثبط عزيمته حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الطيران والتي فشلت بسبب عدم استخدامه للذيل كما تطير الطيور وقد تناولها المؤرخون كل بطريقته لكن الجميع إتفقوا على أنها أول تجربة طيران في العالم.
Advertisements
الجريدة الرسمية