رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس اللجنة الدينية بـ «النواب»: ما يصحش خطبة الجمعة تستمر «ساعة ونص».. فيه ناس مريضة

فيتو

  • نناقش مع «الأوقاف» تطوير الخطب وتأهيل الخطباء

كان لمشاركة اللجنة الدينية بمجلس النواب برئاسة الدكتور أسامة العبد، في أعمال المؤتمر السادس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عُقد الشهر الماضى، في محافظة أسوان، تحت عنوان “المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات”؛ دورها في تقديم بعض المقترحات لتجديد الخطاب الدينى ومحاسبة النفس وتقييم المؤسسات الإسلامية على مستوى العالم، وقد أعلن العبد على هامش المؤتمر أنه سوف يتم التعاون مع وزارة الأوقاف لتنفيذ توصيات المؤتمر على أرض الواقع، لتنفيذ المطلوب منه، وكان من أبرزها اختيار العلماء من ذوى الكفاءة والمهارات الدعوية القادرة على المواجهة والمناظرة، وتجديد الخطاب الدينى الذي طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي.

“فيتو” حاورت الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، لمعرفة رأيه بشأن خطبة الجمعة، ووضعها الحالى، وقرارات وزارة الأوقاف بشأن توحيدها.. فإلى نص الحوار:


> ما رأى اللجنة الدينية في شأن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الأوقاف بشأن خطبة الجمعة وتوحيدها؟

سأقول رؤيتى الشخصية في ذلك الموضوع، لأن رأى اللجنة الدينية ككل يتطلب حضورهم جميعا وإجابة كل فرد منهم عن هذا السؤال، ولكن رأيى الشخصى كرئيس للجنة الدينية بمجلس النواب، أن وزارة الأوقاف تنهج نهجا جديدا، يتسم بمحاولة التطوير من نفسها، فهى تنظر في الظروف المحيطة بالمجتمع، وتضع خطبة الجمعة في نفس ما تتطلبه تلك الظروف، وهذا هو غالب ظنى، فالوزارة حاليا تبحث في المشكلات التي تواجه المجتمع وتهم الناس، وتطلب من الخطيب أن يكون موضوع خطبته على حسب حاجتهم، وأن يقدم حلا للمشكلات التي تواجههم عن طريق الخطبة، وهذه هي رؤيتى التي يمكن أن تصح أو لا تصح.

> هل توحيد خطبة الجمعة يواكب مجهودات تجديد الخطاب الدينى التي يطالب بها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

من المفترض أن يواكب موضوع خطبة الجمعة تطوير وتجديد الخطاب الدينى، ومن المفترض أيضا أن يكون الخطيب على دراية بظروف المجتمع، وعلى دراية أيضا بموقف الشريعة الإسلامية من هذه الظروف، ويستطيع أن يخرج منها إما بحل مشكلة قائمة أو مسايرة تجديد الخطاب الدينى، ومن أجل حدوث ذلك يجب أن يكون هناك شروط تؤهل الخطيب لتطوير الخطاب الدينى، وأهم تلك الشروط هي تقديم الخطبة بأسلوب راق، مبنى على الوسطية والاعتدال، وليس على التشدد أو التفرق أو التعصب.

> هل تقوم خطبة الجمعة حاليا بالدور الذي وضعت من أجله؟

لا أستطيع تحديد ذلك بدقة لأننى لم أدخل بالتأكيد كافة المساجد في صلاة الجمعة، ولكن على وجه العموم، فنحن نتمنى أن تكون خطبة الجمعة شافية وكافية، وأن تكون ملتزمة بوقت معين، فهناك مساجد يستمر الخطيب لمدة ساعة ونصف في إلقاء خطبة الجمعة على الناس بالمسجد، ومن الناس من يكون مريضا، وهذا لا يصح.

> هل ترى أن الأئمة ملتزمون بخطبة الجمعة الموحدة التي تقرها الأوقاف بصورة جيدة؟

إذا كانت الخطبة تعالج مشكلة من المشكلات أو تساير موقفا من المواقف داخل البلاد، فهذه مسئولية الوزارة أن تتابع هل التزم الأئمة والخطباء بالخطبة المقررة أم لا، وليس شرطا أن تكون خطبة الجمعة شيئا منصوصا، ولكن يكفى تحديد محور الموضوع فقط الذي سيتم تناوله في الخطبة، وعلى كل إمام وخطيب على المنبر أن يتحدث في ذلك الموضوع بأسلوبه الخاص.

> ما مدى تأثير الخطبة الموحدة على صدق الإمام فيها، وعلى تشوق الناس لسماعها من الجمعة إلى الجمعة؟

هذا يتوقف على الخطيب، فهل هو عنده استعداد ومقتنع بالموضوع الذي فرضته عليه وزارة الأوقاف أم لا، فهذا يرجع لجودة الخطيب، والمسئولية الأولى تقع على الوزارة في أن تتحدث في موضوع يمس المجتمع وشئون الناس، وبناء على ذلك يجهز الخطيب نفسه لموضوع الخطبة، وأن يجهز أيضا طريقة تؤهله للتأثير في الناس الذين يستمعون إليه، ويجب على الخطيب أيضا أن يجدد ويطور من نفسه، وأن يكون بارعا في أداء الخطبة.

> ما خطط اللجنة في تجديد الخطاب الدينى باعتبار خطبة الجمعة أحد مكونات هذا الخطاب؟

سنتفاعل مع وزير الأوقاف ومع المسئولين بداخل الأوقاف، بحيث يطوروا من أنفسهم، ويسايروا تطوير وتجديد الخطاب الدينى، فقد شاركت اللجنة الدينية وزارة الأوقاف في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بأسوان، وكان لى في المؤتمر كلمة طالبت من خلالها بتطوير الخطاب الدينى، وحملت مسئولية ذلك للعلماء أمام الله عز وجل، وقدمت نقدا ذاتيا للأئمة والخطباء ورجال الدعوة جميعهم، سواء كانوا منتمين للأزهر أو للأوقاف، ونتناقش الآن مع وزارة الأوقاف بشأن موضوع خطبة الجمعة وأن تصبح أكثر ملامسة لمشكلات المجتمع والناس، وأيضا ألا تزيد مدة الخطبة عن 30 دقيقة، والخطيب الذي يستطيع أن يقدم خطبة الجمعة ويصلى بالناس في خلال تلك المدة يكون خطيبا متميزا، أما الخطيب الذي يطول أكثر من ذلك فيكون قد فقد صفة التميز على الإطلاق.

وما نسعى إليه الآن هو وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن نتوقف عن الحديث ونعمل سويا بجد، لتفعيل تطوير الخطاب الدينى سواء من خلال خطبة الجمعة أو في دروس المساجد، أو في المناهج التعليمية.

والخطاب الدينى لابد أن يكون مبنيا على السماحة والمودة والوسطية والاعتدال، وفهم ظروف الآخر، وتحديد شروط معينة للخطيب لأنه ليس أي شخص يمكنه اعتلاء المنبر، فلا يعتلى المنبر إلا من كان أهلا لهذا المنبر

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"...
الجريدة الرسمية