رئيس التحرير
عصام كامل

عن الطعن أو الطعنة..الكلام عيب وفضيحة !


بالطبع هذا المقال لا يعبر فقط عن رأى كاتبه.. نعم أعتقد أنه يعبر عن كثيرين جدا من المصريين بكافة أطيافهم المعارضين أو حتى المؤيدين للرئيس والحكومة والنظام على الدوام.. فالأكثرية مصدومة من قرار الحكومة السريع بالطعن على حكم يرجع لها سيادتها على أرض الوطن ويحفظ لها ماء وجهها أمام النظام السعودى الذي تربطه بالنظام المصرى علاقات قوية ومتداخلة!


قد قال الرئيس من قبل إنه سأل كل الناس(كل الناس)..أكد عليها مرارا ولم يجد أحدا يقنعه بأن الجزيرتين مصريتان..لذا أعقب ذلك بطلبه من الجميع أن يسكت، وبالطبع لم يسكت الجميع بل صاح الكثيرون مستنكرين قرار التخلى عن أرض مصرية (استراتيجية) في غمضة عين، أو بعد مفاوضات مع الجانب السعودى استمرت لفترة طويلة ولكن في السر!

دولة السر لا تجدى ولا تنفع، في عصر صار كل فرد يحمل كاميرا في هاتف جوال رخيص بمثابة دائرة إعلامية نافذة ومؤثرة ومتواصلة مع أعداد تفوق بكثير توزيع الصحف المصرية الورقية سواءً كانت حكومية أو خاصة..
تندر كثيرون على دوله تتخلى عن أرضها بدون أسباب مقنعة قوية، ربما تكون هناك أسباب سرية وخاصة ولكن ذلك لا يصلح مع دولة تعداد شعبها يقترب من المائة مليون..لا يصلح ذلك في ظل وجود صحافة عالمية مؤيدة ومعادية للنظام تنشر ما قد يكون أخبارا صحيحة أو ملفقة أو مستنتجة أو متخيلة بشأن تلك الاتفاقية التي ثار ضدها شباب وكهول نبلاء وطنيون مجاهدون صالحون جريمتهم حب الوطن والانتماء له.. للأسف تم سجن بعضهم وتغريم البعض وتبرئة الكثيرين، لأنهم كما صرح أحد القضاة العظام في حيثيات حكمه ببراءتهم أنهم(خرجوا فقط من أجل الوطن).. كيف يحبسهم إذن! ولكن كيف أيضا للحقائق أن تظل حبيسة ومغلقة ودائرية في وسط مجموعة واحدة من المصريين حتى وإن كانت بين أكبر الكبار !!

ثم تحكم محكمة مصرية عظيمة جليلة منيرة ببطلان الاتفاقية ورجوع الأرض لحضن وطنها مستندة إلى الدستور المصرى العظيم... يفرح كل المصريون تقريبا إلا ثلة فقدت ظلها وفقدت هويتها وغلبت عليها شقوتها وأوهامها مثل هذا الشخص الذي أخلد إلى الدناءة ليثبت أن الأرض غير مصرية وأن من حق اسرئيل أن تسترجع طابا..أي نذالة وخسة وحقارة أكثر من تلك !

كانت فرصة نادرة للحكومة والنظام أن يقفا عند حدود هذا الحكم العظيم والاعتذار للجانب السعودى ولكن.. أن تطعن الحكومة والنظام عليه ممثلة في هيئة قضايا الدولة فهذا شىء لا يمكن وصفه..على رأى المثل الشعبى المصرى الفصيح (الكلام عيب وفضيحة)

هل توجد دولة في العالم تطعن على سيادتها وحقها وأرضها وحدودها! هل توجد دولة تقول لدولة أخرى..( شكرا مش عاوزين أرضنا..عندنا كفاية!).. إنها طعنة لمصر وليس طعنا على حكم لصالح مصر أرضا ووطنا وشعبا وروحا ودماءً زكية سالت على تراب الجزيرتين..صارحوا الشعب بدوافعكم الحقيقية لهذه الطعنة في قلب مصر.. من حق الشعب أن يعرف وهذا أضعف الإيمان به وبوطنه وكيانه !

نحن والعالم أجمع نفهم أن أعمال السيادة تضيف للدولة وحدودها ومصالحها لا أن تنتقص منها، أعمال السيادة مرجعها الدستور والذي قضى في مادته 151 بأنه لا يحق لأى مسئول مصرى أن ينتقص من حدود مصر أو أرضها..أعمال السيادة نابعة من الشعب قبل الدستور، لأن الشعب هو الأساس..أو هكذا افتراضا !
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية