رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السفير رخا أحمد حسن لـ«فيتو»: هذه مكاسب وخسائر مصر والمنطقة من خروج بريطانيا.. لا تأثير على العلاقات الثنائية بين القاهرة ولندن..المملكة تعول على دول «الكومنولث»..وأمريكا الرابح ال

السفير رخا أحمد حسن
السفير رخا أحمد حسن

اهتزت أوروبا، اليوم، بنتيجة استفتاء بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، في قرار تاريخي سيحمل تداعيات على الاتحاد نفسه وعلى السياسة البريطانية الداخلية والخارجية، لا سيما على عدة قضايا أهمها ما يخص علاقة لندن والقاهرة، علاوة على محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية فضلا عن التأثير الاقتصادي.


وحول مدى تأثر العلاقات المصرية البريطانية سياسا واقتصاديا نتيجة خروج الأخيرة من اتحاد القارة العجوز، وغيرها من الشواغل التي تخص منطقة الشرق الأوسط تحديدا، طرحت "فيتو" عددا من الأسئلة على السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق؛ عضو المجلس المصري للشون الخارجية، للحصول على قراءة مستقبلية حول تداعيات الخروج الكبير لبريطانيا.

التأثير على مصر
في البداية، أكد السفير رخا أحمد حسن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يجلب تأثيرا على مصر سواء بالسلب أو الإيجاب، خاصة في مجال الاستثمارات، مبررا ذلك بكون الاتفاقيات المبرمة بين القاهرة ولندن اتفاقيات ثنائية، سواء في مجال الطاقة أو التسليح أوالتكنولوجيا، إضافة إلى المنح الدراسية.

ولفت رخا، في سياق تصريحاته لـ"فيتو"، إلى أنه من على الصعيد السياسي الموقف بريطانيا تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو كان قريبا جدا من الموقف الأمريكي، ولكن بعد الزيارات المتكرره لكاترين أشتون - ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية - للقاهرة، ومقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي، بدأت بريطانيا بعدها تتوافق مع الموقف الأوروبي.

مشيرا في هذا السياق إلى أن الموقف البريطاني مستقبلا سوف يتوافق مع الموقف الأمريكي بعيدا عن الكتلة الأوروبية فيما يخص مصر والوطن العربي بمعظم القضايا.

تأثير غير مباشر
واعتبر مساعد وزير الخارجية الاسابق أن التأثير غير المباشر على مصر وبعض الدول العربية، سوف يكمن في انخفاض الجنيه الإسترليني بنسبة 10%، مما يشجع على الاستيراد من لندن، لكنه سيقلل من الواردات البريطانية من الدول الاأخرى، ما يضمن التعاون بين المملكة المتحدة والدول العربية ومن بينهم مصر.

التنسيق مستمر
وفىي رده على سؤال "فيتو" حول احتمالية اتخاذ بريطانيا خطوات تقارب مع الشرق الأوسط؟، نفى "رخا" احتمالية حدوث هذا الأمر، مرجعا ذلك لكون لندن تربطها بالاتحاد الأوروبي - بعد الانفصال - عضويتها بحلف شمال الأطلسي، الناتو، مشيرا إلى أن التنسيق الأمني والاستراتيجي ومكافحة الإرهاب والهجرهة غير الشرعية، سوف يتم في نطاق عضوية الناتو ولكن في دائرة أخرى خارج دائرة الاتحاد الأوروبي.

دول الكومنولث
وأوضح أن مراهنة بريطانيا في الفترة القادمة، سوف تنصب على دول الكومنولث البريطانية، والتي تمثل 27 دولة بها بعض الدول التي تتميز باقتصاد قوي مثل الهند وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا وماليزيا وسنغافورة، فمثل هذه الدول تعتبر صاعده وأصحاب اقتصاد قوي.

القضية السورية والليبية
وعلى صعيد الأزمة السورية والليبية، شدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن المعالج الأول لتلك القضايا هو حلف "الناتو" والذي تعتبر بريطانيا عضوا رئيسيا فيه إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، وعلى الجانب الآخر فإن قضية سوريا وليبيا تمثلها تحالفات إقليمية ضخمة ومؤثرة بعيدا عن بريطانيا، والمتمثلة في السعودية وتركيا الداعمة للتحالف الدولى في مواجهه إيران، إلى جانب مساندة روسيا لسوريا.

محاربة داعش
وفيما يتعلق بمستقبل الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، لفت السفير رخا إلى أن التحاف الدولي لمحاربة "داعش" لن يتأثر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مستبعدا اتخاذ لندن خطوة أحادية أو قرارا بالانسحاب من تلك الحرب كنوع من ترشيد النفقات، التزاما باتفاقيات دولية أوسع وعدم قدرتها على ترك محور تتزعمه أمريكا.

الخاسر الأكبر
وفند رخا الخاسرين من قرار بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن لندن نفسها هي الخاسر الأكبر، وذلك نظرا للتسهيلات المالية والتجارية التي حصلت عليها من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب اتفاقيات انتقال الخبراء والعمال، ثم يأتي من بعدها الاتحاد الأوروبي كونه سوف يتقلص وينسحب منه دولة من أهم الدول، إلى جانب أن انسحاب المملكة المتحدة سوف يفتح الطريق للدول الصغيره والضعيفة لاتخاذ قرار مماثل بالانسحاب مثل اليونان وقبرص ومالطا والبرتغالي وإسبانيا، ويأتي في ذيل الخسائر الدول التي سيلحقها ارتباك مالي فور الانسحاب البريطاني، ولكنه ارتباك مرحلي.

المكسب الأمريكي
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرابح الأكبر من الخروج البريطاني هو الولايات المتحدة الأمريكية، بقوله: إنه على الرغم من مطالبة واشنطن مرارا وتكرارا ضرورة عدم انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومخاطر ذلك الانفصال، إلا أن هناك مكاسب أمريكية كبيرة من الخروج على المدى المتوسط والبعيد، أهمها عقد اتفاقيات وتحالفات ثنائية وحرية تعامل مع بريطانيا بعيد عن قوانين وقيود والسياسة الموحدة للاتحاد الأوروبي، إلى جانب فتح الطريق أم الدول الضعيفة اقتصاديا خاصة دول شرق أوروبا، لاتخاذ قرار الانفصال عن الاتحاد وعقد اتفاقيات ثنائية أيضا مع واشنطن.

Advertisements
الجريدة الرسمية