رئيس التحرير
عصام كامل

خلود سيد تكتب: «إليك صديقي»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صديقي العزيز.. كل الأشياء تبدو قاسية هذه الأيام، صار الليل أطول من المعتاد والوحدة تتضاعف كلما طال أكثر، النوم يجافيني والأحلام المزعجة تؤرقني، النهار يُرهقني ووجود الناس يثير حنقي.


وأنت يثقلني صمتك ويؤلمني أنك تتألم وحدك..

هذه الحياه تزعجني كما تزعجك تمامًا.. أعلم بأنك لا تليق بهذا الزمن ولا تلك البلد البائس وهذا العالم البغيض.. ولكننا مضطرون للحياة والاستمرار رغم كل هذا البؤس..

سخريتك المستمرة من الحياة تعينني بشكل ما عليها، لطالما كنت معي تغمرني بحنانك، تؤنسني، تتحمل طفولتي الطاغيه وتشاركني موسيقاي المفضلة.. تستمع في صبر لحكاياتي الطويلة وثرثرتي ع الرغم من أنك تمل ذلك..

أحيانًا أتشبث بوجودك كطفلٌ صغير وأحيانًا أخرى أهرب بعيدًا عنك وعن الجميع.. ولكن كل مرة كنت أعود وأنا أفتقدك.. لا أدري حقًا كيف تتحمل مني كل هذا؟

شرير طيب ولطيف أنت.. وغريب الأطوار المفضل لدي..

اليوم أعلم أنك تتألم فيمسني ألمك.. ولا أستطيع الحراك، ياللسخرية تتألم أنت فأبكيك وأبكي لك فتُربت ع ظهري لتهدئتي.. عديمة الفائدة وساذجة وطفلة لكنني أحبك يا صديقي منذ أن عرفتك.. يومها شعرت إنني غبية أمام عبقريّ.. قلت يستحيل أن يكون هذا صديقي من يُصادق ساذجة مثلي..

فصرتُ الأقرب لي..

"صديق من كوكب بعيد عن الأرض تعطلت مركبته هنا وسيرحل حين يجد طريقه لذلك".. تخبرني ذلك دومًا.. وأخبرك الآن إنني أصدقك فأنت لم تكن يومًا شبيهًا للبشر..

تحدثني عن السماء والنجوم والمجارات، عن حلمك في الرحيل ليس عن الوطن بل عن الأرض بأكملها.. فأتمنى لك ذلك من أعماق قلبي.. لست شريرًا كما تقول ولو كنت كذلك لقلت أن الشر أطيب من الخير وأرق.

تقول دائمًا "أنتي لا تعرفين شيئًا".. وأخبرك اليوم بأنني أعرف عنك ما يكفي لأكون ممتنة لله لأهدائي صديق مثلك.. أعدك أن أحكي لله عنك دومًا حتى ينتهي شقائك وأراك سعيدًا.

الجريدة الرسمية