رئيس التحرير
عصام كامل

القتلة يتكلمون..الزمر وعبد الماجد!


هم قتلة بحكم القانون، وبحكم المحكمة، وبحكم الواقع والتاريخ والدماء التي سالت في المنصة، وفي أسيوط..الكثيرون يعرفون ما جري في المنصة بقيادة عبود الزمر قيادة وتخطيطا وترتيبا، لكن الكثيرين لا يعرفون ماذا فعل المجرم عاصم عبد الماجد في أسيوط ومعه فصيلته التي تقريبا تاب أغلبها ومنهم كما نظن-وليس كل الظن إثما-من أحسنوا التوبة ومصيرهم بيد الله وحده مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي..


ولأن الذكري تنفع المؤمنين فسنذكر الناس بما فعل المدعو عاصم، وقد كان في نهاية الدراسة الجامعية..إذ قاد هجوما في أسيوط بعد حادث المنصة بيومين على أمل السيطرة على عاصمة الصعيد، ومنها يبدأ الزحف إلى محافظات الوجه البحري..بدأ الهجوم في صلاة عيد الأضحى عند السادسة صباحا على مبني مديرية الأمن وقسمي أول وثاني أسيوط ونقطة في أحد الأحياء هناك اسمها نقطة شرطة إبراهيم، ومعها مبني المباحث الجنائية ومبني مباحث التموين..الأحداث مثيرة وفيها تفاصيل كثيرة لا يمكن شرحها كلها في هذه المساحة إذ تم الهجوم بغتة وقتل جنود وضباط المديرية أولا بما فيهم من كانوا في الاستراحة بملابس النوم..

ثم طافت مجموعات إرهابية تقتل رجال الشرطة في شوارع المدينة الكبيرة وتصيب سيارات الشرطة والنجدة لتمنعها عن الحركة، ولم يتوقف القتال إلا عند الغروب وبتدخل طائرات هليكوبتر أرسلها وزير الداخلية النبوي إسماعيل لدعم فكرة إحباط الإرهابيين واستسلامهم، فضلا عن استعادة قوات الأمن لتنظيم صفوفها، والاستعانة بقوات إضافية بأسلحة متوسطة كالتي توفرت للإرهابيين إلا أن المحصلة كانت استشهاد 181 جنديا وضابطا ومواطنا كان بعضهم في طريقه إلى الصلاة، فضلا عن إصابات بالمئات بعضهم كانت إصاباته خطرة توفوا فيما بعد !

هذا المجرم-بحكم القانون والمحاكم والأحكام والتاريخ والوقائع-يهاجم الدكتور مجدي يعقوب! تخيلوا ؟!

هو ينطبق عليه قول الله تعالي:"من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعا" بينما ينطبق على الدكتور يعقوب النصف الثاني من الآية وفيه يقول رب العزة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ومع ذلك يتبجح الأول ويهاجم الثاني ولا يفعل ذلك غير مجرم أو معتوه!

أما الزمر القائد الميداني للتنظيم والمسئول عما جري كله.. والذي يعلن أمس عن غضبه لتسمية حاملة الطائرات الميسترال باسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فهو فضلا عن افتقاده الخجل إلا أن الأمر وباختصار يعكس التأثير البالغ لنهج جمال عبد الناصر في كافة الجماعات الإرهابية، وهو ما يشير إلى صحة نهجه في التعامل مع ظاهرة الإرهاب كلها، ولم يكن الحل أمنيا كما يعتقد البعض بل كان بالتنمية الشاملة فلن يتطرف من يتعلم جيدا ويمارس الرياضة في المدارس جيدا، ولن يتطرف من يتعلم الموسيقي والرسم في مدرسته، ويتم الارتقاء بذوقه الشخصي ولن يتطرف من يتخرج ويجد عملا، ويقبل على الزواج فيجد مسكنا، وعندما يمرض يجد العلاج المناسب وهو بين ذلك وذاك يستمع إلى الدين الصحيح من علماء أجلاء ويجد فنا راقيا بينما الثقافة توفرها الدولة بالكتاب والمسرح بتكلفة رمزية، وهي كلها واجبات الدولة التي تخلت عنها الحكومات المصرية منذ ما يقرب من أربعين عاما فكان طبيعيا ما جري..
درس عبد الناصر لم يزل موجعا...فأوجعوهم من جديد!
الجريدة الرسمية