رئيس التحرير
عصام كامل

عميد سياحة حلوان: مصر مؤهلة لتكون إحدى العشر الكبار في صناعة السياحة

فيتو


  • اتفاقيات مع المؤسسات السياحية والفندقية لتأهيلهم الخريجين لسوق العمل
  • السياحة المصرية تأثرت بحادث سقوط الطائرة الروسية ومقتل الطالب الإيطالى
  • تحسن نسبى في العامين الماضيين للسياحة المصرية
  • تطبيق المقابلة الشخصية لقبول الطلاب الجدد بدلا من اختبار القدرات



برزت مصر على خريطة صناعة السياحة منذ بدايتها في منتصف القرن التاسع عشر، ومازالت مصر بموقعها الجغرافى وشواطئها وآثارها وتراثها الثرى وشعبها المضياف تتميز بعوامل جذب عديدة تدعم دور السياحة المصرية كأحد أهم عناصر الاقتصاد الوطنى، وذلك بالرغم من تأثر السياحة صعودًا وهبوطًا بالأحداث التي تدور في مصر وفى محيطها الإقليمى. ويعد حسن تأهيل طلاب وخريجى كليات السياحة بالجامعات المصرية أحد أهم الخطوات الواجب اتخاذها للنهوض بالسياحة المصرية على قواعد وأسس صحيحة، والتي تبنى على أساس تأهيل العنصر البشرى الذي سيقود مسار السياحة في المستقبل تأهيلا متميزا يسهم بالنهوض بمستوى هذه الصناعة الإستراتيجية، ونظرًا لأهمية الأمر كان لـ"فيتو" هذا الحوار مع الدكتور حسام رفاعى، عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، فإلى التفاصيل:

*بداية..أطلقت "فيتو" مبادرة لإنقاذ السياحة المصرية فما تقييمك لمثل هذه المبادرات؟
في الحقيقة هي مبادرة طيبة من "فيتو" وأى مبادرة تهدف لتنشيط السياحة لابد أن نشجعها وندعمها لأن السياحة جزء مهم جدًا من الاقتصاد المصرى، ولأن ما تمر به السياحة في الوقت الحالى مرحلة صعبة بالفعل، فلابد أن نتكاتف جميعا لتنشيطها مرة أخرى، وإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية، بل والانطلاق بها إلى آفاق أوسع.

*ما تقييمك لواقع السياحة الآن؟
تمر السياحة المصرية بظروف صعبة منذ عام ٢٠١١، وذلك لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمن، وبإحساس السائح بالأمان في المقصد السياحى، ولا شك فإن السنوات الماضية كانت فترة اضطرابات صعودا وهبوطا، وكان هناك بعض الأحداث التي أثرت بالسلب على قطاع السياحة، كان أبرزها حادث الطائرة الروسية، ثم واقعة الطالب الإيطالى، ومؤخرا حادث طائرة مصر للطيران، وبالرغم من ذلك فإن مصر باتت في وضع مستقر إلى حد كبير سياسيا وأمنيا، واكتملت منظومة النظام المصرى الجديد المتمثل في إنهاء خارطة الطريق، وأصبح هناك استقرار سياسي وأمني يسمح تدريجيا بعودة مستوى السياحة لما كانت عليه عام ٢٠١٠، وهو عام الذروة، وأنا متفائل بأن هناك عودة تدريجية لحركة السياحة، خاصة مع ضبط الأمور المرتبطة بالتسويق الجيد، ولما تملكه مصر من سوق سياحية منافسة متنوعة في عناصر الجذب السياحى، بما يؤهلها لأن تكون من الدول العشر الكبار في صناعة السياحة.

*ما تقييمك لمبادرات تنشيط السياحة الداخلية؟
السياحة الداخلية مهمة بلا شك، وتساعد قطاع السياحة كثيرا في فترة الأزمات وتراجع السياحة الخارجية، لكنها ليست البديل عن السياحة الخارجية، ويجب أن يكملا بعضهما البعض، والسوق السياحية الناجحة تجمع بين سياحة داخلية وخارجية نشطة.

*كيف ترى إمكانية عودة السياحة المصرية؟
السياحة توصف بأنها صناعة هشة وعالية المخاطر، بحيث أن أي اهتزاز في السوق السياحية، وخاصة أي اهتزاز أمني، يؤثر عليها بشكل كبير جدًا، وهذا ما رأيناه فيما حدث في الفترة الأخيرة، وحيث إن السياحة المصرية معتمدة بشكل كبير جدًا على الطيران بنسبة 95%، فلابد أن تعود حركة الطيران مرة أخرى لمعدلاتها الطبيعية حتى تستعيد صناعة السياحة عافيتها.
إضافة إلى ذلك لابد من زيادة التنوع في الأسواق المصدرة للحركة السياحية إلى مصر، وعدم حصرها في أسواق بعينها، مثل الأسواق الروسية والبريطانية والألمانية والفرنسية والإيطالية، إذ يعد هذا في رأيي خطأ إستراتيجى، ويجب أن يمتد تنويع الأسواق المصرية إلى الصين والهند وأمريكا الجنوبية، بل حتى بعض الدول الأفريقية، كما يتعين الاهتمام بالوعى السياحى، وحسن التعامل مع السائحين، وتحسين مستوى الخدمات السياحة المختلفة.

*كيف يتم ربط الخريج بسوق العمل؟
نعمل على عقد العديد من الاتفاقيات المختلفة مع المؤسسات السياحية والفندقية في مصر لتدريب الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل بعد تخرجهم، ويكون هذا التدريب مفيدا للطالب وللمؤسسات التي يتدرب بها، كما نقوم بتنظيم ملتقى لتوظيف الخريجين بالكلية لالتقاء الشركات مع الطلاب الخريجين لإيجاد فرص عمل، كما تشمل برامج الكلية فترات تدريب صيفى إجبارية لطلاب الفرقتين الثانية والثالثة.

*كيف كانت امتحانات الفصل الدراسى الثانى؟
انتهت امتحانات الفصل الدراسى الثانى للعام الجامعى 2015 – 2016 بالكلية يوم الخميس الموافق 23 يونيو، وقد وصل عدد حالات الغش إلى نحو 15 حالة إلى الآن وهو يعتبر عدد محدود بالنسبة لباقى الكليات، ولا توجد حالات شغب بالكلية، وقد تم تخصيص لجان خاصة لبعض الحالات الطبية، بجانب تخصيص لجان خاصة أيضًا لحالتين بالسجون.

*متى سيتم إعلان نتائج الامتحانات؟
نسعى لأن يتم إعلان النتائج سريعًا خاصة لطلاب الفرقة الرابعة، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج منتصف شهر يوليو المقبل.

*ما هي شروط القبول للالتحاق بالكلية للطلاب الجدد هذا العام؟
اجتياز الطالب المقابلة الشخصية بعد نتيجة الثانوية العامة، والتي يتم تطبيقها هذا العام لأول مرة بدلًا من نظام اختبارات القدرات، ومن ضمن شروط القبول للالتحاق بالكلية أن يكون الطالب حاصلا على مجموع 70% (35 من 50) على الأقل في اللغة الأجنبية الأول، كما أنه يجوز قبول خريجى المعاهد الفنية للسياحة والفنادق الذين يرغبون في مواصلة دراستهم بكلية السياحة والفنادق بنسبة لا تزيد على 10% من إجمالى عدد الطلاب المقبولين من حملة الثانوية العامة، والمرشحين من مكتب التنسيق في نفس العام.

*ماهى الأعداد التي ستقبلها الكلية هذا العام من مكتب التنسيق؟
نستعد لاستقبال 600 طالب وطالبة من طلاب الثانوية العامة هذا العام، وتشهد الكلية إقبالا كبيرا من الطلاب على الالتحاق بها حيث تعد كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان الكلية الحكومية الوحيدة في نطاق القاهرة الكبرى، إلى جانب عدد من الكليات بالجامعات الخاصة.

*في رأيك ما هو السبب وراء هبوط نسبة التنسيق عن 90%؟
قد يكون ذلك بسبب انخفاض نسبة الإقبال على كليات السياحة والفنادق بصورة عامة، نتيجة لضعف الحركة السياحية في مصر خلال الفترة الأخيرة، مما أثر على كليات السياحة والفنادق في أغلب الجامعات.

*ماذا عن البرامج الدراسية الجديدة للكلية سواء القائمة حاليًا مثل ماجستير حفظ التراث وإدارة المواقع، والتعليم التبادلى، أو برامج أخرى منتظرة قريبًا؟
يوجد بالكلية ثلاثة أقسام وهى الدراسات السياحية والإرشاد السياحى والإدارة الفندقية، وهى تقدم برامجها في مراحل البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه، إضافة إلى البرامج الجديدة مثل برنامج بكالوريوس إدارة وتشغيل المطاعم، وهو من البرامج التي تشهد إقبالا كبيرا جدًا لأنه يؤهل الطالب في مجال إدارة مطاعم الخدمة السريعة، وذلك بالتنسيق مع شركات مطاعم عالمية، تقدم منحا للطلاب وتقوم بتوظيفهم.

وطرحت الكلية خلال السنوات الأخيرة بعض البرامج المتميزة لأول مرة على مستوى الجامعات الحكومية مثل برنامج ماجستير حفظ التراث وإدارة المواقع، وهو برنامج ماجستير مشترك مع إحدى الجامعات الألمانية، وأيضًا برنامج ماجستير مشترك آخر مع ألمانيا في الدراسات المتحفية، ومن خلال تلك البرنامج يتم تقديم منح لمدة فصل دراسى كامل للطلبة للسفر إلى ألمانيا، كما أن لدى الكلية أيضا برنامج ماجستير في إدارة النقل الجوى.

 أما عن البرامج الجديدة التي نتمنى في تفعيلها بدءًا من العام القادم هو برنامج ماجستير في إدارة السياحة الإلكترونية مع إحدى الجامعات الإسبانية.

*يشتكى بعض الطلاب بقسم الإرشاد السياحى من ارتفاع المصروفات الدراسية ما تعليقك؟
هذا غير صحيح فالمصروفات موجودة لجميع الأقسام، بالنسبة لشعب اللغات فمصروفاتها 4200 جنيه، إضافة إلى البرامج المجانية المعتادة.

*هل يتم تعيين الطلاب الأوائل بالكلية؟
طبعا فنحن لدينا خطة خمسية لتعيين المعيدين طبقًا لاحتياجات الأقسام العلمية، حيث يتم وضع خطة تعيين المعيدين في الأقسام التي تحتاج إلى تعيين معيدين جدد بها لمدة خمس سنوات مقبلة، وخلال العامين الماضيين تم تعيين نحو ست معيدين، وهو أمر تختص به الأقسام العلمية، وإدارة الكلية لا تتدخل في التعيين.

*هل سنرى في الفترة القادمة طفرة في مجال التعاون بين الكلية ووزارة الآثار؟
بكل تأكيد، فمؤخرا تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الآثار، ونعمل على تعاون وثيق مع وزارة الآثار لإتاحة الفرصة لتدريب الطلاب في المواقع الأثرية، كما نقدم تخفيضات للعاملين في وزارة الآثار في برامج حفظ التراث وإدارة المواقع الأثرية والدراسات المتحفية.

*يشتكى بعض الطلاب من قلة الزيارات الميدانية فما تعليقك؟
نحن نحرص دائمًا على عمل زيارات ميدانية قدر المستطاع طبقًا للخطة الدراسية، ولكن تم توقف هذه الرحلات في الفترة من 2011 إلى 2013 نظرا للظروف التي مرت بها البلاد، وذلك حرصا على الطلاب، ولكن بدأنا تنظيم الرحلات العلمية مرة أخرى منذ العام الدراسى الماضى.
الجريدة الرسمية