رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلامي أسامة كمال: لست مذيع الرئيس.. ولا أتلقى أوامر من أحد

فيتو


  • >> عمرى ما سافرت مع السيسي ولا مع أي رئيس آخر
  • >> في الحوار الأخير الرئيس قال لى "اسأل زى ما أنت عايز"
  • >> مضايقات عبد المقصود وراء رحيلى من ماسبيرو
  • >> مصر تحتاج يسرى فودة وباسم يوسف
  • >> علاقتى بـ «السيسي» علاقة مذيع بـ«رئيس دولة»
  • >> قلت للرئيس على هامش الحوار: «ماحدش بيدينى توجيهات ليه»




ليس واحدًا من هواة التطبيل أو التصفيق للسلطة على طول الخط، ورغم ذلك يصفه البعض بمذيع الرئيس المدلل.. بقسمات وجه هادئة وأداء كلاسيكى رزين كانت إطلالته الأولى عبر شاشة “ماسبيرو” العملاقة، من خلال البرنامج ذائع الصيت “صباح الخير يا مصر” في رحلة جاوزت الخمسة وعشرين عامًا، قبل أن يقرر فجأة الانفصال عن شاشته المفضلة والهجرة إلى عالم الفضائيات الخاصة للبحث عن نجاح آخر خارج قواعد المبنى العريق.
الإعلامي أسامة كمال، واحد من الأسماء الإعلامية التي استطاعت أن تحتل مكانة خاصة في قلوب قطاع عريض من الجمهور المصري، وهو الذي لم يقايض يومًا على ضميره أو مهنيته، وإن بدا للبعض على أنه أحد أبواق السلطة الحالية بعد حواره الأخير مع الرئيس السيسي.
وعن كواليس هذا الحوار ورحلته الإعلامية الطويلة في التليفزيون المصري، وقناة “القاهرة والناس” كان لـ "فيتو" معه هذا الحوار:

> في البداية.. كيف تنظر إلى المشهد الإعلامي حاليًا في ضوء الفوضى التي تسيطر على غالبية برامج “التوك شو”؟
الحقيقة، نوجد فوضى لكن ليست بدرجة كبيرة، أنا أرى أن المشهد يتجه هذه الأيام نحو الاستقرار، وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك، ولأننا في شهر رمضان الكريم فلا داعى أن نعلق على بعض الأخطاء.

> ما أسباب رحيلك عن التليفزيون المصرى بعد فترة كبيرة من العمل داخل جدران ماسبيرو امتدت لأكثر من 25 سنة؟
الحقيقة، أنا لست موظفًا بالتليفزيون كما تعرف، وجاء قرار الرحيل بسسبب المضايقات التي تعرضت لها إبان حكم الإخوان المسلمين، حيث كان الوزير صلاح عبد المقصود وقتها يتعمد اضطهادى بشكل ملحوظ، أنا وبعض الزملاء الآخرين، وبالتالى قررت الرحيل، وأردت أن أثبت وقتها أن لدى فرص كثيرة في قنوات أخرى، كان من بينها قناة “القاهرة والناس”.

> برنامج “القاهرة 360” كان شاهدًا على أول مداخلة هاتفية للرئيس السيسي في برنامج تليفزيوني.. وتكرر الأمر بعدها مرة أخرى.. وأخيرًا تم اختيارك لإجراء أول حوار منفرد مع الرئيس.. لماذا يحب الرئيس السيسي أسامة كمال؟
أجاب مبتسمًا: الحقيقة معرفش إذا كان الرئيس السيسي يحبنى أو لا، هذا أمر يُسأل فيه الرئيس نفسه، لكنى أريد أن أشير هنا إلى أن العلاقة بينى وبين الرئيس علاقة عادية لا تعدو علاقة رئيس بإعلامي أو مذيع، وبالمناسبة الحوار الأخير لم يكن “للقاهرة 360” وإنما كان للتليفزيون المصري، وربما وقع الاختيار على باعتبارى أحد أبنائه، ودعنى أكشف لك أن هذه هي المرة الوحيدة التي ألتقى فيها الرئيس منفردًا، فالأمر طبيعى للغاية، وأنا مش مذيع الرئيس ولا حاجة كما يقال، هناك من يسمون بمذيعى المحافل الرسمية.. هذا صحيح، لكن أنا لا عمرى سافرت مع الرئيس السيسي ولا مع أي رئيس آخر، وإنما لما بيكون فيه محفل رسمى بحضر بشكل عادى زيى زى أي حد.

> هناك بعض الانتقادات التي وجهت للحوار بأنه أهمل عددًا من الأسئلة عن بعض الملفات الشائكة والمهمة.. ما رأيك؟
الحقيقة، أنا شايف أن الحوار كان جيدا بشكل عام، وأيضًا كانت هناك انطباعات جيدة، من بعض أصحاب الرأى والمثقفين، ولو أن هناك أحدا يرى غير ذلك فهذا رأيه ويحترم على أي حال، أما عن إهمال بعض الأسئلة فأنا تجنبت الأسئلة التي تكون الإجابة عنها تقليدية مثل الملفات المعروضة أمام القضاء مثلًا.

> هل طلب الرئيس السيسي التدخل في اختيار الأسئلة أو إجراء أي تعديلات على الحوار؟
على الإطلاق، لم يحدث ذلك لا قبل ولا خلال، ولا بعد الحوار، لم يتدخل الرئيس في أي شيء، وقالى اسأل زى ما انت عايز.

> من من الرؤساء السابقين كان يحلم أسامة كمال بمحاورته؟
دعنى أؤكد لك، أن أي شخص صانع للأخبار، يتمنى أي مذيع أن يقوم بإجراء حوار معه، لأننا هنا نقوم بعمل إعلامي بعيدًا عن التوجهات السياسية، بمعنى أنه لو كانت لدى فرصة في محاورة الرئيس مبارك مثلًا لحاورته، وحتى الآن لو وجدت هذه الفرصة لن أتردد في الحصول عليها، بل وسأسعى لها أيضًا، فأنا معنديش مانع إنى أحاور الرئيس الأسبق مبارك في التوقيت الحالى لو سنحت الفرصة بذلك.

> هل توافق من يقول إن التطبيل أصبح السمة الغالبة على أداء الإعلام المصرى بشقيه الخاص والعام في التوقيت الحالي؟
هذا غير صحيح، لو صح هذا الرأى لما سمعنا انتقادات كثيرة توجه للإعلام حاليًا بأنه يقف ضد السلطة الحالية، وأريد أن أؤكد هنا أن الإعلامي لا ينبغى أن يكون مع أو ضد، وإنما يجب أن يطرح كل الآراء ووجهات النظر، فمفيش تطبيل أو توجيه من أحد كما يقال، ودعنى أكشف لك أنه خلال حوارى مع الرئيس قلت له على سبيل المداعبة: “أنا سامع إنكم بتدو توجيهات للناس وكده، اشمعنى أنا اللى مش بيجيلى توجيهات”، فالحقيقة هذا كلام غير صحيح، أنا شخصيًا لاأتلقى توجيهات من أحد وعمرى ما جالى تليفون أقول إيه أو مقولش إيه، ولو حتى من باب تصحيح المعلومة!

> في سياق مختلف.. لماذا تراجعت عن العودة للتليفزيون بعد أن كان من المقرر أن تشارك في تقديم برنامج “أنا مصر”؟
الحقيقة، إننى كنت ضمن مجموعة مرشحة لتقديم البرنامج، لكن عندما وجدت أن هذا الأمر أغضب بعض المذيعين داخل ماسبيرو، لأنه ساعتها فيه ناس قالت انتوا جايبين أسماء من برة، وإحنا موجودين، انسحبت فورًا وقلت سلام عليكم، لأن ده حقهم، بعبارة أكثر صراحة: “لقيت الموضوع تقيل على قلبي”.

> علمنا أن أسامة كمال في طريقه لقناة “دى إم سي” بداية العام المقبل.. ما هي حقيقة هذا الأمر؟
الحقيقة، هناك حوار دائر ومفاوضات سارية مع إدارة القناة منذ فترة، هم تحدثوا معى، لكن لم نتوصل لاتفاق نهائي، وفى التوقيت نفسه هناك حوار أيضًا مع إدارة “القاهرة والناس” بشأن تجديد تعاقدى معهم، الذي سينتهى في شهر أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى إن هناك قناتين أخريين تحدثت معي، وبالتالى فإن الرؤية لم تتضح بعد.

> كيف تعلق على انسحاب هذه الأسماء من الساحة الإعلامية مؤخرًا: عماد أديب.. يسرى فودة.. باسم يوسف؟
عماد أديب هو أستاذنا، وصاحب مدرسة مميزة، أعتقد أنه كان لديه بعض الظروف الخاصة تتعلق بوجوده لفترة خارج البلد هي اللى أبعدته، وعندما يرجع مكانه محفوظ بكل تأكيد.
يسرى فودة.. أيضًا هو من آثر الابتعاد، وأعتقد هو قال ده، وسيأتى اليوم اللى يرجع فيه أكيد لأنه يقدم إعلاما مختلفا ومميزا أيضًا، أما باسم يوسف، فأتمنى عودته مرة أخرى، فالساحة الإعلامية تحتاج إليه حاليًا لأنه يقدم شيئًا مختلفًا ولديه جمهور كبير.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية