رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر إنجازات «السيسي»!


منذ أيام قليلة، أمضى عبد الفتاح السيسي «نصف المدة» في القصر الرئاسي.. سيادته تحدث عن الإنجازات التي حققها، مؤكدا أن «ما تحقق خلال العامين الماضيين غير مسبوق، ويصعب على أي شعب تنفيذه في مثل هذه المدة».


وبحسب المؤيدين لـ«السيسي»، فإن هناك إنجازات «إيجابية» كثيرة تحققت خلال العامين الماضيين؛ تفريعة قناة السويس؛ مشروعات كهربائية؛ إسكان اجتماعي؛ الشبكة القومية للطرق؛ صفقات عسكرية مع فرنسا وروسيا والصين؛ عضوية مصر بمجلس الأمن؛ مشروعات تنموية؛ إنشاء مناطق صناعية ولوجستية؛ تحجيم خطر الإرهاب؛ استعادة الأمن الداخلي..

مقابل ذلك لم ير المعارضون «المتشددون» أية إنجازات إيجابية لـ«السيسي»، فكلها «سلبيات»؛ انفلات غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية والخدمات الحكومية؛ ارتفاع عجز الموازنة؛ توحش الدولار أمام انبطاح الجنيه؛ زيادة عدد المقبوض عليهم والمحتجزين في السجون وأقسام الشرطة؛ إنشاء 7 سجون جديدة؛ التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية..

وهكذا ينقسم المصريون إلى فريقين؛ فهناك مَنْ يرى أن الحياة «وردية»، وأن «السيسي» أعظم مَنْ أنجبت مصر من رؤساء، وآخرون لا يرون إلا «السواد»، وأن السيسي يقود مصر إلى الهاوية.

خلال حواره الأخير «المتلفز» مع «أسامة كمال»، ذكر السيسي أنه تم إنفاق «تريليون وأربعمائة مليار جنيه» على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، إلا أنه ألمح إلى امتعاضته من عدم إحساس البعض بما تحقق من هذه الإنجازات.

هنا نتوقف لنسأل: لما لم تشعر فئات عديدة بالإنجازات «غير المسبوقة» التي حققها السيسي في عامين؟

الواقع يقول إن هناك شريحة لا يستهان بها من المصريين لا يهتمون بالقناة الجديدة، ولا بالمحطة النووية، ولا بالعاصمة الإدارية... قدر اهتمامهم بتوفير «الأكل، والشرب، والأدوية، والكهرباء..» بأسعار في متناول أيديهم، وليس في متناول «عِلْيَة القوم».. هؤلاء يتساءلون: هل أُنفقت كل هذه «المليارات» لنصل إلى هذه المعيشة «المتدنية»؟!

لا يمكن إنكار التساؤل على هؤلاء، فأسعار السلع الغذائية، والأدوية، والخدمات الحكومية وصفها خبراء اقتصاد واجتماع سياسي بأنها «تقصم» ظهر «الغلابة»، بل وأدخلت فئات من «محدودي الدخل» في زمرة «الفقراء والمساكين».

وما كاد المصريون يتأقلمون على الأسعار الجديدة للخدمات والسلع؛ حتى تفاجئهم الحكومة بـ«زيادات جديدة»، سواء في فواتير الكهرباء، والمياه، والغاز؛ لذا فإن البعض أطلق عليها «حكومة الجباية».

وزاد الطين بلة، موافقة مجلس النواب «نهائيا»، على زيادة رسوم «خدمات الأحوال المدنية»؛ لتصبح تكلفة إصدار بطاقة الرقم القومي، أو تغيير بياناتها، أو إصدار بدل فاقد «25 جنيهًا»، والخدمة العاجلة «150 جنيهًا»، ورسوم صور قيد وقائع الزواج، والطلاق، وقيد الأسرة «20 جنيهًا»..!

في مقابل ذلك، كشف البيان المالي لمشروع موازنة 2016/2017 عن أن «50%» من الزيادة الموجهة للأجور، وقيمتها «10 مليارات جنيه» جاءت من نصيب «الجهات السيادية».. كما زادت ميزانية مجلس النواب، و«القروض المُيسرة» للأعضاء، رغم أنهم ليسوا في حاجة إليها.. بينما قد يفنى المواطن البسيط حياته؛ للحصول على «قرض» وبفوائد «استثمارية»؛ لمواجهة أعبائه المعيشية!

هذه بعض «أخطر إنجازاتك» التي تنسبها قوى «المعارضة» إلى الرئيس، ويتبناها بعض المصريين الذين انتخبوا «السيسي»، ولا يعترفون بـ«برلمان» يعيدهم إلى عصور «الشحاتة الأولى».. ولم يُشكلوا حكومة «تُكَفَّرهم في عيشتهم».. ولم يشاركوا في اختيار «محافظين» للقضاء على «الفيران، والبراغيت»!

هنا سيادة الرئيس نرجوك  - هذه المرة- أن تدير «الريموت كنترول» عن برامج «أحمد موسى، ومصطفى بكرى» وأشباههما من الذين يؤكدون لك أن «الأشية معدن»، والأحوال «ميت فل وأربعتاشر»؛ فهؤلاء يخدعونك، ولا ينقلون إليك نبض الشارع الحقيقي.

سيادة الرئيس: إذا كنت تستخف بانتقادات «أهل الشر»- كما يحلو لك وصفهم- فلتحذر كل الحذر من «ثورة الجياع».. وإن لم تصدقني، فشاهد واستمع بعناية إلى «مقطع الفيديو»، الذي صورته الإعلامية «رشا نبيل» لبرنامجها «كلام تاني» مع شريحة عشوائية من المواطنين؛ لتعرف سيادتك حجم الخطر، ولتتأكد أن بعض الذين «أيدوك»، و«فوضوك»، ورقصوا على أنغام «تسلم الأيادي»، يرفعون الآن أياديهم إلى السماء!

فاصلة منقوطة
لا تسرق.. فالحكومة لا تحب منافسيها!
الجريدة الرسمية