رئيس التحرير
عصام كامل

المنشد زين محمود: بعض المنشدين يتناولون الخمور ويذهبون للبارات بعد انتهاء حفلاتهم

فيتو

  • سيد الضوي شاعر السيرة الهلالية له تأثير كبير في شخصيتى
  • سافرت فرنسا لأن رسالة الحب والسلام غير مقتصرة على القاهرة
  • فرنسا كانت أرضا خصبة لنشر الإنشاد الدينى
  • مطعم مارسيليا امتلأ عن آخره في حفلتي الأولى بباريس
  • الإنشاد الصوفي رسالة تدعو للزهد والانسلاخ عن الدنيا وملذاتها
  • لن ألتحق بنقابة المنشدين لأننىأمتلك نقابتى الخاصة
  • من يريد أن يصبح منشدا لابد أن يكون متصوفا

بين القاهرة وباريس نسج الشيخ زين محمود ألحان الإنشاد الصوفي والسيرة الهلالية، رحلة طويلة مليئة بالتشويق في سيرته من منشد ديني، وُلد في قرية بني مزار، محافظة المنيا، عام 1986، حتى وصل لباريس ومارسيليا والشانزليزيه، فقد أسس لشكل ونمط موسيقي جديد، واستطاع نشر المديح في فرنسا من خلال كلمات صوفية وآلات شرقية، وبعودته لمصر مرة أخرى كان هناك واقع مغاير لما كان عليه واقع الإنشاد الدينى في مصر قبل رحلته لأوروبا.
"فيتو" حاورت الشيخ زين محمود لتسترجع معه ذكريات الماضي، ونقف معه على واقع الإنشاد الدينى في مصر.


*في البدايات والنشأة دائما ما يكون هناك شخصيات مؤثرة في حياة المنشدين، فكيف أثر فيك الشيخ سيد الضوي؟
عم سيد الضوي شاعر السيرة الهلالية، كان له تأثير كبير في شخصيتى، وذلك لأنه تميز بالبساطة في الأسلوب، وكان لديه من سعة الرحب التي جعلته يتميز عن الكثير من المشايخ، فضلا عن أنه يحمل جوهرة من القرن الحادى عشر بحفظة لـ 5 ملايين بيت من السيرة الهلالية، فقد أخذت منه خبرات عدة في الحياة منها حبه للفنانين الآخرين بجانب حبه للتعليم والتعلم.

*بسفرك إلى فرنسا أنشأت بيت الثقافة الشرقية، ماذا كانت الدوافع لإنشائه ؟
المنشد يحمل رسالة الحب والسلام ويحاول إيصالها لكل الناس، وهذه الرسالة ليست قاصرة على القاهرة فقط ولكن كان علينا الخروج بها لمختلف الدول، فكان معهد العالم العربي في باريس المحطة الأولى لي في عام 1996 ثم تلاه مدينة مارسيليا، وأصدرت وقتها ألبوما بعنوان "مديح صوفي من صعيد مصر" مما ساهم في زيادة عدد جمهور الإنشاد في فرنسا، فاستشعرت أنها أرضا ممهدة لاحتضان الفن الصوفي والإنشاد، وكان ذلك طريقا لإنشاء مدرسة الإنشاد هناك واستطعنا إنشاء 3 فرق متنوعة بين الفولكلور والمديح فضلا عن حفلات الذكر التي كانت تقام كل خميس من كل أسبوع، وساعد في ذلك الجالية العربية المتواجدة هناك.


*كيف استطعت اجتذاب الجمهور الفرنسي لك وللإنشاد الديني؟
حبي للإنشاد واقتناعي بما به من رسالة سامية، كان المحرك الرئيسي لمشاعر الفرنسيين، فالقرآن لعب دورا هاما في إيصال هذه الرسالة، وشهدت الحفلة الأولى لى في فرنسا قراءة لما تيسر من القرآن ما أثار تساؤلات الجمهور عن ما هية ما سمعوه وكيف له أن اخترق قلبهم بهذه الصورة.

*هل تتذكر عدد جمهور حفلتك الأولى في فرنسا؟
أول حفلة لى في معهد العالم العربي بباريس كانت ممتلئة عن آخرها، بينما أول حفلة شهدتها مارسيليا كانت في إحدى المطاعم هناك وحضر لى ما يقرب من 35 شخصا سعة المطعم، ثم انتقلت بعد ذلك للمسرح الكبير في المدينة نفسها وأصبح الجمهور في تزايد مستمر من حفلة لأخري.

*بعد عودتك للقاهرة كان ينتظرك واقع للإنشاد الدينى فكيف رأيت هذا الواقع ؟
الإنشاد الدينى في مصر حاليا أصبح كالموضة، فقد ظهر العديد من الفرق التي تحسب نفسها على الإنشاد والصوفية وهم بعيدون كل البعد عن فكر ومضمون التصوف وتعاليمه السامية، وهذا ساهم في تشويه صورة التصوف الحقيقية، وهدفي من الرجوع للقاهرة مرة ثانية هو إرجاع حالة الصوفية والمديح مرة أخرى.

*البعض يري في ذلك شكلا حديثا للإنشاد الصوفي وعلينا تقبله والارتضاء به، لاسيما وأن لهم جمهورا كبيرا الآن، كيف تري وجهة النظر هذه؟
بالطبع أمر محزن أن يكون هناك جمهور لمثل هذه الفرق ويساندها في ظل عدم وجود العلم والمعرفة بأصول الصوفية، فهناك فقر معلوماتى وعدم إلمام بقواعد الصوفية البسيطة أو بالمتصوفة الأوائل، فيجب على من يريد الدخول في حقل الإنشاد أن يدرس ويتعلم معنى الصوفية ويبحث عن علمائها لمعرفة تاريخهم وحياتهم.

*هل شرط المنشد الصوفي أن يكون متصوفا ؟
بالتأكيد يجب على من يريد أن يصبح منشدا صوفيا أن يكون متصوفا، فالإنشاد الصوفي رسالة نابعة من الدعوة للتصوف والزهد والانسلاخ عن الدنيا وملذاتها، فكيف يحدث ذلك وهناك من المنشدين الآن من يصعد على المسرح على غير وضوء أو متناولا مايذهب الوعي والعقل، ليس ذلك فحسب فهناك من يحتفل بعد انتهاء الحفلة من المنشدين بالذهاب إلى البارات وغيرها، وهذا لايصح ولا يليق ونحن نحارب ذلك.

*نسمع كثيرا عن طقوس يستعد من خلالها المنشد قبل الصعود لحفلة الإنشاد، فما هي طقوسك الخاصة ؟
لا يوجد طقوس بالمعنى الواضح للكلمة، فالاستعداد يأتى عن طريق قراءة ما يسمى بالورد على أسيادنا الصالحين، مع قراءة ما تيسر من القرآن وبعد ذلك نشرع في الذكر والإنشاد، وما يتعلق بصعود الروح للسماء بالفعل يحدث ذلك لكن لا يتعدى اللحظات، فلكى أصل إلى هذه الحالة أتخيل نفسي في حلقة ذكر وأمامى مقام لأحد أولياء الله الصالحين، وأنسي تماما أننى على مسرح.

*هناك الآن نقابة للمنشدين تهدف لجمع الانشاد تحت مظلة واحدة، فلماذا لم تنضم لهذه النقابة؟
كيف لى أن أنضم لنقابة المنشدين وأنا أملك نقابة تتمثل في مدرسة الإنشاد الخاصة بي والتي تعمل على تعليم الإنشاد الصحيح، وبالرغم من ذلك أنا سعيد بوجود مثل هذه المبادرات والمحاولات لتوحيد صف المنشدين، فذلك يقوى موقف الإنشاد في مصر ولا يقلل منك على الإطلاق.
الجريدة الرسمية