رئيس التحرير
عصام كامل

مخترع علاج السرطان: ننتظر موافقة وزارة الصحة على إدراج الدواء كعقار رسمي لإنتاجه

فيتو

  • الأكسجين المذاب له قدرات فائقة في علاج المرض
  • "الصحة" تتعامل بتباطؤ وبيروقراطية شديدة مع الإختراع 
  • شيخ الأزهر الداعم الرئيسي للمشروع
  • بعض أعضاء مجلس النواب يتناولون الدواء
لم يعد السرطان، التوحد، فيروس سى، أمراض ليس لها علاج، هكذا يؤكد الدكتور مخلوف محمود الباحث الكيميائي بجامعة الأزهر، الذي توصل لعلاج فعال لتلك الأمراض المستعصية، وذلك عن طريق ذرات الأكسجين المذابة في الماء، مشيرًا في حوار لـ"فيتو" إلى أنه تم تجربة العلاج على الحيوانات وبعض الحالات المرضية وأثبت نجاحًا باهرًا، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تتعامل بتباطؤ وبيروقراطية شديدة مع الإختراع، وننتظر موافقتها وإدراج الدواء كعقار رسمي لإنتاجه.. وإلى نص الحوار 

• بداية.. ما هي طبيعة العلاج الذي اخترعته لعلاج أمراض السرطان والتوحد وفيروس سي؟
العلاج هو عبارة عن جزيئات أكسجين طبيعية مذابة في الماء، ونقص الأكسجين أو انعدامه هو السبب الرئيسي في حدوث مرض السرطان بشكل عام، كما أثبت العالم الألماني أوتوفاربورج الحاصل على جائزة نوبل 1931، أن الخلايا السرطانية هي خلايا لا هوائية تتكاثر في انعدام الأكسجين، وهذه الفرضية هي أساس العلاج الذي قمنا باستحداثه، وجاءتني فكرة هذا الدواء عام 1997 بعد وفاة أختي بمرض السرطان عام 1996، وأثناء ندبي في كلية علوم جامعة الإسكندرية، وعملت مع فريق بحثي بكليات الطب والصيدلة والعلوم على تطوير فرضية العالم الألماني، واستطعنا الوصول من خلال التجارب على الخلايا خارج جسم الكائن الحي والحيوانات الوصول إلى التركيز المثالي لجزيئات الأكسجين المذابة في الماء ونظام الجرعات، حيث وصلنا لنتائج مذهلة في قدرة العقار على قتل الخلايا السرطانية خارج جسم الكائنات الحية، وتم تسجيلها كبراءة اختراع عام 2000.

• وما هي الصعاب التي واجهتها في المرحلة الأولى لإنتاج العقار؟
دراسة سمية العقار، هل هو حاد أم متوسط أم خالي السمية؟ وقد واجهنا صعوبة في إجراء الأبحاث بسبب عدم وجود الدعم المادي، بعدما رفضت وزارة البحث العلمي دعم المشروع، ولكن دعمنا فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لمعرفة ذلك، بعدما سهل ندبي إلى كلية طب الأزهر في الفترة من 2010-2011، حيث قمنا بإعادة التجارب الأولية من جديد ثم زرع خلايا سرطانية في أكباد الفئران بالتنسيق مع كليتي صيدلة وطب جامعة الأزهر، وبعد إعطاء الفئران العقار سواء على هيئة شراب أو امبولات ثبت بعد التحاليل أن العقار له قدرة فائقة على القضاء على الخلايا السرطانية وخصوصا سرطان الكبد، وهو أكثر نوع سرطاني يتسبب في الوفاة  نحو 7 ملايين  شخص في العالم سنويا، وفى مصر يصاب 150 ألف حالة سنويا وفقا لإحصائيات وزارة الصحة، وقمنا بتجريب العقار على خلايا خارج جسم الكائن وهى سرطان القولون ولوكيميا الدم والثدي والبنكرياس، وثبت علميا بعد إجراء تجارب السمية بالمركز القومي للبحوث وبتمويل من فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن العقار فعال ولا يوجد به نسب سمية حادة أو مزمنة مطلقا، وليس له آثار جانبية على الكائن الحي.

• وهل تم بالفعل تجربة العقار على مصابين بمرض السرطان داخل أحد المستشفيات؟
لازلنا نحاول الحصول على ترخيص وموافقة اللجنة المتخصصة بوزارة الصحة للموافقة على إجراء التجارب على الثدييات، لكن لم نصل لشيء بسبب كثرة اللجان المنبثقة عن كل لجنة وبقي الحال كما هو عليه، وتم بالفعل تجربة العقار على الإنسان، حيث قام مجموعة من الأساتذة بجامعتي الإسكندرية والقاهرة بتجربته على أنفسهم وعلى أقاربهم المصابين بمرض السرطان، وكانت النتيجة مذهلة في حصار المرض.
أيضا سعينا إلى الحصول بشكل مؤقت على ما يسمى بـ"المواصفات القياسية" للعقار، والتي تضمن خلوه من أي نسب سمية، واعتباره كمكمل غذائي إلى حين الحصول على الموافقة على إدراجه كعقار، وتم إنقاذ عدد كبير من المرضى بعد فقدانهم الأمل، فهذا الدواء لا يؤثر على فاعليات أدوية السرطان الأخرى كالعلاج الكيماوي والإشعاعي ولا يتأثر بها، لأنه أكسجين طبيعي مسئول عن روح الخلية، ولذلك هذا الدواء يحسن الصحة العامة، والحالات التي شفيت من السرطان موجودة والأشعة والتحاليل موجودة.

• وهل يشفي الدواء من مرض السرطان تماما أم يخفف فقط آلام المريض؟
تم تجربة الدواء على أحد الحالات فاقدة الأمل والتي يأس العلاج الكيماوي من علاجها، وبالفعل بعد إجراء آخر التحاليل على تلك الحالة بمعهد الأورام بجامعة الأزهر ثبت تحسنا ملحوظا وانتقلت من مرحلة حرجة إلى مرحلة متقدمة يمكن علاجها.

• وبالنسبة لمرض التوحد..كيف يتم علاجه بنفس الدواء؟
عندما نتحدث عن أن الأكسجين له أكثر من فائدة في علاج الأمراض، يهاجمنا الكثير من العلماء والأطباء، وهذا ما جعلنا متحفظين عن التصريح بأن الدواء يساعد في علاج مرضى التوحد، ولدينا حالة وهى ابنة أحد الموظفين في مكتب الدكتور محمد حشمت نائب رئيس جامعة الأزهر، كانت تعانى - وفقا لوصف أساتذة التوحد في مصر- من أشد أنواع الصرع في العالم، وكنت قرأت في السابق أن نقص الأكسجين في المخ يترتب عليه نوع من الحركة العشوائية في كيمياء المخ، حيث تبدأ مراكز التحكم في الجسم في فقد السيطرة، ويفقد الطفل في تلك الحالة السيطرة على حركاته الإرادية، والدليل أن هؤلاء الأطفال يأخذون نحو 40 جرعة من غاز الأكسجين لتساعد في تحسين الحالة.
وطلبت من والد الطفلة تناولها الدواء كنوع من الفيتامينات وإن لم يشفها لن يضرها، وخلال عدة أشهر بعد أخذ الطفلة للدواء انتهى عندها الصرع تماما، وأصبحت طفلة إن لم تكن طبيعية فشبه طبيعية، وأصبحت حالتها مستقرة وتأخذ العلاج الآن كنوع من الوقاية حتى لا يحدث لها ارتداد، وبعد ذلك بدأ مجموعة من الأطفال فاقدي الكلام أخذ العلاج وحالتهم تحسنت وبدأوا يتحدثون بشكل طبيعي.

• وما الفرق بين جلسات الأكسجين وعقار الأكسجين المذاب في الماء؟
جلسات الأكسجين عبارة عن غاز وفاعلية وصوله إلى الخلايا تكون أقل، أما سائل الأكسجين المذاب في الماء يكون أكثر تأثيرا من خلال عملية التمثيل الغذائي إذا كان شرابا ويصل للمخ مع الدم وفى تلك الحالة يكون أكثر تركيزا، وطورنا الدواء إلى امبولات تؤخذ في الوريد مباشرة.

• وما هي آخر الإجراءات التي تمت بين الفريق البحثي ووزارة الصحة؟
وزارة الصحة تتعامل بتباطؤ وبيروقراطية شديدة تجاه الأمر، على الرغم من تأكدهم من فعالية الدواء، فأحد مسئولي وزارة الصحة أدخل أحد الشخصيات السيادة في الأمر وكانت ابنة أخته تعانى من مرض السرطان في المخ وأخذت الدواء وشفيت منه تماما والأشعة والتحاليل موجودة تثبت صحة هذا، وهذا المسئول تحدث مع أحد الجهات الكبيرة في الدولة والتي استجابت، وطلبوا مني أن يجلسوا مع المرضى الدين أتم الله شفاءهم ومعهم الأشعة والتحاليل وكان منهم ضباط في الجيش والشرطة وأعضاء هيئة تدريس ومستشارون أيضا، وقد وافقوا على المقابلة، وتأكدت تلك الجهة من صحة فعاليات الدواء، وطلبوا من أحد المسئولين بوزارة الصحة الجلوس معنا وحدث بالفعل وكان معنا الأساتذة المشرفون على الحالات المرضية، فطلب منا تقديم ملفات عن تاريخ حياة الدواء والتجارب التي تمت، وعندما قدمناها رفضت وقال المسئول بالحرف " لما يكتب صح.. نبقى نوافق عليه"، وبالفعل ذهبت إلى أحد المكاتب العلمية المتخصصة في هذا الشأن ولكنها رفضت لأنها تتبع شركات الأدوية العالمية سواء الأمريكية أو الأوروبية، ولكن قمنا بإعادة كتابة الملف من جديد وقدمناه لإحدى اللجان بجامعة الأزهر والتي وضعت ملاحظاتها على الملف ومنها أن يكون هناك مستشفى جامعي يصدر عنه بروتوكول رسمي للموافقة على إجراء التجارب فيه، وتم ذلك بالفعل وسيكون مستشفى الحسين، وسنعيد تقديم الملف إلى جامعة الأزهر خلال أيام من جديد ونتمنى أن تتم الموافقة عليه.

• وهل تواصلتم مع أحد أعضاء مجلس النواب لتسهيل موافقة وزارة الصحة على التصريح بالدواء؟
بالفعل، فقد قابل الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأسبوع الماضي للتأكد منه من جدية الأمر وصحة فعالية الدواء، ووعد الأعضاء بتقديم الدعم الكامل للفريق البحثي، وتم الاتفاق على مراقبة مجلس النواب لعمل اللجان سواء بجامعة الأزهر أو وزارة الصحة، وللعلم هناك أعضاء في مجلس النواب يتناولون هذا العقار بالفعل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية