رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب الريحاني يكتب: أحببت القرآن من الشيخ رفعت

نجيب الريحانى
نجيب الريحانى

 في مجلة «الكواكب» في شهر رمضان عام 1947، كتب نجيب الريحاني مقالًا، قال فيه:

لا بد أن أعترف بفضل القرآن على تفكيري وطريقة عملي وحياتي، فقد قرأته مترجمًا بالفرنسية عدة مرات، ثم اتصلت بالإمام المراغي شيخ الجامع الأزهر فسهل لي قراءته بالعربي، وأعطاني من أجل هذه الرسالة السامية الكثير، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقسوة في الحق وحب الفقير والنزعة إلى عمل الخير.


 بعدما قرأت القرآن بالعربية أردت أن أستمع إليه مرتلًا، وكنت أستمع من حين لآخر للقرآن، حتى استمعت ذات ليلة في رمضان في منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة بصوت الشيخ محمد رفعت، وما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت، وفعلًا التقيت به أكثر من مرة وتصادقنا، والشيخ محمد رفعت غير صفته كقارئ معروف أنه كان عالمًا كبيرًا له العديد من الآراء في مختلف القضايا.

 أما صوته فهو الخلود بعينه، صوت له نبرات احتار في في فهمها العلماء، وسألت عبد الوهاب يومًا عن سر حلاوة هذا الصوت، فقال: إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر بعد الآن، وهو من معدن خاص لن يجود به الزمن مرة ثانية.

 كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن الكريم في جامع صغير بشارع درب الجماميز، وكنت أذهب إلى هناك أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون الذي هز كياني، وقلب كل معنوياتي، وجعلني أقدس هذه الحنجرة الخالدة المرهفة، وهي ترتل أجمل المعاني وأرقها وأحلاها.

 وكانت هناك هواية تربطني بالشيخ رفعت، فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور ليلًا، خاصة في رمضان قبل السحور بوقت قليل، وكنت أدعوه كثيرًا للتنزه في حنطوري.
الجريدة الرسمية