رئيس التحرير
عصام كامل

المقاطعة..الحل الوحيد


أعتقد أن المقاطعة هي السلاح الوحيد الناجح لإنقاذ كرة القدم المصرية، بعد أن تحولت البرامج الرياضية إلى بؤر لبث بذور الفتنة والتعصب وتغذية العنف لدى الشباب..لا أعتقد أنه يوجد في مكان آخر في العالم غير مصر برامج واستوديوهات تحليل بالشكل الموجود عندنا..الناس تنام وتصحو والبرامج مستمرة.. قبل المباراة بخمس ساعات وبعدها بخمس ساعات غير المباراة نفسها..


والواقع أنه في كل تليفزيونات العالم عدا مصر استوديوهات التحليل لا تستمر سوى نصف ساعة قبل المباراة ونصف ساعة بعدها أما عندنا فإن مباريات كرة القدم هي مادة لــ"اللت والعجن" وتصفية الحسابات... وبالتالي فإن المعايير التي على أساسها يظهر أي مذيع أو معلق أصبحت غير موجودة على أرض الواقع، والرجل الذي يدخل كل بيت لم تعد لديه محاذير وغير واعٍ؛ لأن هناك أطفالا وشبابا يشاهدونه، ومازلنا حتى الآن نتندر بالألفاظ العفوية التي كانت تخرج من المعلق زمان في زمرة حماسه وهو يعلق، أما الآن فالإسفاف مستمر دون رقيب؛ لأن القنوات الخاصة لم تعد تعتمد على نفس معايير زمان.. ومقدم البرامج كان لابد أن يخضع لدورات متخصصة في الإعلام واللغتيـن "العربية والإنجليزية" قبل أن يرى النور، أما الآن فالأمر أصبح متاحًا لكل من اعتزل كرة القدم، والأهم في كل شيء هو الإعلانات التي ستأتي من ورائه، ولا يهم إذا كان يتعثر أو يتلعثم أو ليست لديه مقومات أن يكون مذيعًا أو معلقًا.

 رغم خلافي مع الكابتن أحمد شوبير في طرحه بعض الموضوعات فإني مازلت عند رأيي في أنـه مقدم البرامج الرياضية الأول في مصر، ولكن اختلافي مع كل من تخرج في مدرسته لأنهم تسرعوا ولم يتقنوا المهنة وهم أشبه بالصبي الذي لم يشرب الصنعة وذهب ليفتح ورشة خاصة به فيكون وبالا على المجتمع.

ياسادة هناك أصول للإعلام وقواعد مهنية لابد من مراعاتها قبل البحث عن الإعلانات والمكاسب المادية، ولذلك فأنا أثني على قيادات التليفزيون التي تنبهت لخطورة الأمر وأصدرت قرارات عقابية في أزمة لقاء الزمالك وإنبي لأن ما هو جائز في الدكاكين الخاصة (القنوات) ممنوع في تليفزيون الدولة؛ لأن كل كلمة لها حساب.

ولذلك أطالب المهتمين بشأن الإعلام اليقظة والتنبه لهذا الأمر لأنه لو بدأنا بالبرامج الرياضية سينصلح الإعلام كله قبل أن نبدأ البكاء على اللبن المسكوب، وهنا اللبن المسكوب هو تجميد الرياضة المصرية، ولتكن البداية من خلال لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب رغم أنني أعرف أنه بعيد عن اختصاصها ولكن مجرد أمنية أن يكون فتح الملف عندها وتتولى بعد ذلك لجنة الإعلام الأمر... ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الجريدة الرسمية