رئيس التحرير
عصام كامل

فتاوى قاتلة


صديقي النابغة "محمود جمال" شاب من الشباب المثقف المهموم بتجديد الخطاب الديني، وقد اجتهد محمود في مجالات الشريعة، وأسهم عبر مقالاته العديدة في تعقب أصل التطرف والتحليل للخطاب الدموي الذي وضعه أئمة الشر وحسبه الناس إسلامًا، دافع محمود عن الإسلام الحقيقي الذي غابت صورته عن مجتمعاتنا، وحينما كنا نحسب أن هذه الصورة الدموية أمرًا طارئًا على المسلمين، إذا بنا نعلم أنها كانت تصاحب المسلمين بعد عهد النبوة، وضع الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقًا نموذجيًا للإسلام، ونقض من جاءوا بعده هذا التطبيق، ثم إذا بهم ينسبون تطبيقاتهم هذه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكي يوثقوا هذا النسب الكاذب اختلقوا له أحاديث.


ثم إذا بهم يجعلون من هذه الأحاديث مساوية للقرآن الكريم، وبعد قرن أو قرنين إذا بهم يجعلون الأحاديث هي الأصل والقرآن هو التابع، بحيث ينسخ الحديث القرآن الكريم! ومن بعد أن كان الإسلام هو دين الحرية حيث لا إكراه، أصبح دين الإكراه والقتل، ولا تظن أن القتل هنا لغير المسلمين بل القتل أيضًا للمسلم عندما لا يقيم أي فرض بل أي نافلة من نوافل العبادات!

وباجتهاد غير مسبوق قام صديقي "محمود جمال" بكتابة كتاب أعتبره من أهم الكتب التي تكشف اللثام عن أئمة الدم وأولهم ابن تيمية، فجمع محمود في كتابه الفتاوى التي كتبها ابن تيمية والتي تعاقب أي مسلم بالقتل إن ترك كذا أو كذا، وهذه الفتاوى التي لا تزال أمام الدارسين وكأنها من الدين، وبسببها قامت جماعات، وسالت دماء ستظل معلقة في رقبة ابن تيمية، وحينما وقعت تحت يدي مسودة الكتاب الذي كتبه "محمود جمال" رأيت أن أنقل لكم منه بعض عناوين مهمة لفتاوى قاتلة لابن تيمية، وها هي:

تارك الصلاة يقتل.. من أخّر الصلاة عن وقتها يقتل.. من امتنع عن صلاة واحدة يقتل.. من صلى في البيت وتعمد ترك الجماعة يقتل.. الطائفة التي تفرط في فرض واحد تقتل.. من قال المسافر يصلي أربعًا يقتل.. من قال بعدم تقصير الصلاة في سفره لمسجد الرسول يقتل.. من صلى صلاة بوضوء، وأراد أن يصلي البقية بدون يقتل.. من شغلته تجارته عن صلاته يقتل.. من يأمر بالصلاة ولا يصلي يقتل.

من يصلي الجمعة دون غيرها يقتل.. من ترك السنة الراتبة في الصلاة يُقتل.. من اعتقد أن الحج يسقط الصلاة يقتل.. المقر بوجوب الصلاة مع الامتناع عن أدائها يقتل.. ناطق الشهادتين المعتقد في عدم وجوب الصلاة يقتل.. كل بالغ لا يصلي يقتل، ومن لم يقر بوجوب الزكاة يقتل.. من يؤم المصلين ويأكل الحشيشة يقتل.. من كان بالمسجد ودخلت الصلاة فامتنع عن أدائها يقتل.. يُغتاب تارك الصلاة، ويهجر، ويقتل.. من أفطر في رمضان بغير عذر يقتل.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الجريدة الرسمية