رئيس التحرير
عصام كامل

«كيف تصلح أخطاءك»

فيتو

لن أمنعك يوما من الفشل، ولكن سأمنعك دوما من أن تقع في الخوف من الفشل، فالفشل نتيجة واقعية لا يمكن إنكارها كما أن النجاح نتيجة واقعية نسعى دوما لتحقيقها.


لا بد أن تعلم أن لكل معنى مضاد، فكما أن هناك نجاحا هناك أيضا فشل، دعنا ندرك المفهوم الحقيقي للفشل بإدراك العقل وتجارب الحياة، فالفشل هو إخفاق، هو خطأ، هو عدم إصابة الهدف، عفوا يرجى إعادة المحاولة.

من الطبيعي جدا أن تدرك وبعمق شديد أن الإخفاق أو الخطأ لابد من حدوثه مرات أكثر من النجاح، نعم لا تندهش، لو أن هناك باحث أو مكتشف أو مخترع يقوم بعدة تجارب عملية ومعملية للوصول لإكتشاف كيميائي، سيزيد مرة من مادة كيميائية ويقلل منها مرة أخرى، ثم يزيد حرارة التفاعل مرة ثم يقلله أخرى، ثم يمحو كل العناصر ويجرب عناصر أخرى حتى يصل للمحاولة أو التجربة الصائبة.

نستنتج من ذلك أن لدينا عدة محاولات خاطئة ومحاولة واحدة ناجحة وصائبة، بل المفهوم الأعمق النجاح لا يأتي إلا بعد محاولات خاطئه.

عد معي بالذاكرة إلى الوراء عند قيادتك للسيارة في المرة الأولى، وكم أصطدمت سيارتك؟، أما الآن تقود بإحتراف، ولم تصل لهذا المستوى إلا بعد محاولات كثيرة خاطئة.

وإن لم تكن ممن لديه سيارة، أترى نفسك وأنت تكتب بسرعة على لوحة مفاتيح حاسوبك الشخصي، تذكر عند بداية تعاملك معها "الكيبورد"، تذكرت وأنت تستخدم سياسة المنقار، وإصبعك يبحث عن الحرف، مثلك مثل الأم التي تبحث عن السوس والطين في الأرز قبل الطهي.

قبل أن تضحك على الأمثلة، أضحك على نفسك بأنك كنت تحاول أن تنكر وجود الفشل من داخلك، فأنت تضحك الآن، وأنا من فرط حبي لك أخشي أن تبكي ليس من الفشل لكونه نتيجة متوقعة كما أتفقنا، إنما أن تقع في فخ الخوف من الفشل.

الخوف هو الوحش الشرس الذي سيلتهمك، دون رحمة أو شفقة، الخوف قيود وسلاسل، الخوف زنزانة وقضبان حديدية تحبس إرادتك وعزيمتك، بل الخوف سيفا مسموما سيقتل أهدافك وطموحك وأحلامك التي عشت دوما تحلم بها.

أنا لم ولن أمنعك أن تحاول وتجرب وتخطأ، ولكن سأمنعك وأنت معي ستمنع نفسك من أن يتسلل لوجدانك إحساس الخوف من الفشل.

انطلق وبكل قوة نحو تحقيق أحلامك وأهدافك، انطلق دون تردد، لا تجعل الخوف من الوقوع في الخطأ قيدا يمنعك من النهوض والبدء والتحرك، إسأل نفسك دوما، كيف لى أن أتعلم وتزداد خبراتي دون أن أخطأ.

وقبل إسدال الستار لهذا المقال، وبعد ترسيخ المعني الذي تسرب إلى قناعاتك الداخلية وما أردت أكثر من ذلك، تود بالتأكيد أن تعرف كيف تتخلص من هذا الخوف؟، سأمنحك واحدة منها وهي " تحيد المشاعر "، نعم حيد مشاعرك تجاه الخوف من الفشل، أي لا تتعمق بكل أحاسيسك ومشاعرك في الخوف، بل تجاهله في حياتك تماما، ومع المتابعة سنتعلم سويا كيفية تحيد المشاعر وعدم المبالغة فيها، إيجابية كانت أو سلبية.

ابدأ، جرب، حاول، وإن فشلت، انهض، جرب، حاول، وإن فشلت، انهض، جرب، حاول حتى تصل للنجاح.

Advertisements
الجريدة الرسمية