رئيس التحرير
عصام كامل

إنقاذ شبابنا! «٣»


معظم شبابنا الذين تعلو أصواتهم بالاحتجاج، بل والرفض أحيانًا، يعتقدون أن ما يقولونه ويفعلونه هو في صالح الوطن، لأنهم لم يجدوا من يرعاهم ويساعدهم على الفهم الصحيح والإدراك السليم للمخاطر التي تحيط بوطننا، والمؤامرات التي تحاك ضده، الأمر لا يقتصر فقط على الحماس والاندماج الذي يعد سمة أساسيه للشباب، وكلنا عشنا ومارسنا وخبرنا هذا الحماس، ولكن الأمر يتعلق بفهم وقناعة تكونت لدى قطاعات من الشباب، وهذا الفهم وهذه القناعة هو ما يحتاج لتصحيح.. وتصحيح القناعات والرؤى والأفكار وطريقة الفهم لا يتم عبر التطبيق الحرفي للقانون فقط، أي العتاب والحساب لمن يخرقه وهو يتصور أنه يفعل ما هو في صالح الوطن.


تصحيح القناعات والرؤى غير السليمة يحتاج لجهد كبير تجاه هؤلاء الشبان، لأن السجن لهم لن يسفر في النهاية إلا عن مزيد من التمسك بالمواقف الخاطئة والأمور المغلوطة.. أي مزيد من التطرف والتعصب والعنف أو الاستعداد لممارسة العنف.. الوقاية تحتاج لجهد آخر.

جهد لرعاية هؤلاء الشبان فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، رعاية وطنية كاملة، وهذا العمل في حاجة إلى ما هو أكثر من حدود إعداد كوادر من الشباب وتدريبهم على القيادة.. والرعاية الوطنية لا تغني أيضًا عن الإعداد السياسي لهؤلاء الشبان، فهذا عمل الأحزاب والمؤسسات السياسية.. الرعاية الوطنية تتجاوز ذلك كله وتحتاج لجهود مختلفة لا يمكن أن تقوم بها إلا الدولة.

ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية