رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جريمة المنيا ستتكرر لهذه الأسباب!


ماذا تنتظرون من بسطاء يتلقون وتعبأ عقولهم بأفكار متطرفة ومتخلفة طوال أربعين عامًا ضد الطرف الآخر؟ ماذا تنتظرون من بسطاء تعليمهم متوسط أو أقل، أو بغير أي تعليم، وقد تم حشو عقولهم بالكراهية تجاه الطرف الآخر ومر عليهم رؤساء جمهورية أفهموهم أن الطرف الآخر يتآمر عليهم، ويكدس الأسلحة في دور العبادة؟ ماذا تنتظرون من بسطاء أفهموهم أن الطرف الآخر لا حقوق له كما لهم هم حقوق، أو على الأقل لا يتساوى معهم في أي حقوق لأسباب يعرفونها وتعرفونها ونعرفها؟


ماذا تنتظرون وبالطرف الآخر متفوقون في جامعاتهم لم يتم تعيينهم مدرسين بالجامعة لأسباب لا علاقة لها بالكفاءة أو المواطنة، وبالتالي لا علاقه لها بالعدل؟ وماذا تنتظرون من جهاز للشرطة يؤمن بسياسة دعهم يأخذون بثأرهم فينفجر الغضب ويتفجر المخزون السلبي بعيدًا عن منشآتنا ورجالنا؟ ماذا تنتظرون من جهاز للشرطة اعتاد على وصول وفود الترضيات ورجال القبلات الباهتة المتبادلة، ولجأ إلى المصالحات وكأن لا قانون في البلد ولا يحزنون؟!

وماذا تنتظرون ونحن حديثو العهد بنظام سياسي رفض طوال ثلاثين عامًا أن يرشح مرشحًا من الطرف الآخر من بين مئات المرشحين، رغم أنه ترشح فيهم لصوص للمال العام والخاص وتجار مخدرات وتجار سلاح، وسارقو قوت المصريين، وكأن الطرف الآخر من رعايا دولة أخرى، لا حقوق ولا حتى معاملة إنسانية لائقة؟ وكيف سيعاملهم نظام كهذا بما يليق وهو أصلاً امتداد لنظام قال رئيسه إنه "رئيس مسلم لدولة مسلمة"، ورأى المصريون أموالهم تنفق لدعم إرهابيين جاءوا من بعيد، ففتح الطريق للتطرف في الداخل على الجانبين وعلى أوسع وأسوأ ما يكون ليبدأ مبكرًا مخطط هدم وتفكيك الوطن؟!

على كل حال أصاب الرئيس السيسي بقرار الأمس.. أغلق بابًا للفتنة وهي نائمة، لعن الله من يوقظها كل حين.. وأخزى بقراره متربصين بدءوا نغمة أنه "يتاجر" بالمواطنة، ولكننا نريد فتح الجرح كله وتطهيره.. لا أن نتركه لآلام ونزيف كل حين.. ولا يتم ذلك إلا بالتشخيص الصحيح كأي مرض أو كأي ظاهرة سيئة مزمنة موجعة للمجتمع، وليس هناك أي تشخيص سليم وصحيح إلا بالمصارحة.. قولوا الحق يرحمكم الله.. ولو على أنفسكم.. هكذا علمنا ديننا الذي يسيء إليه كل يوم أهل التطرف والتخلف والفتن.
Advertisements
الجريدة الرسمية