رئيس التحرير
عصام كامل

استغلال المقابر الفرعونية في السكن يؤثر على معرفة تاريخها بالأقصر

فيتو

البر الغربي بالأقصر يحتوي على أكبر عدد من المقابر الفرعونية، لم تكن فقط لدفن الموتي، إنما كانت ملاذا آمنا للبعض يتخدونه سكنا دافئا في الشتاء وباردا في الصيف.


قال الطيب عبد الله، مرشد سياحي، إن هناك عدة مقابر كانت تستخدم للسكن في العصور القديمة، ما يؤثر على معرفة تاريخ تلك المقابر.

وأوضح عبد الله أن من بين المقابر التي اتخذت سكنا: «مقبرة أوسر حات في النبلاء، ورحميراع في ذات المنطقة، و١٩٢ في منطقة العساسيف، ورمسيس الرابع في وادي الملوك، وعدد من المقابر جنوب العساسيف».

وأوضح عبدالله أن عدد المقابر في البر الغربي ٤١٣ مقبرة تقريبا، منهم ٤٠ مقبرة اتخذت للسكن أو العبادة، لجهل الناس في بعض الفترات بمدى أهمية الآثار خاصة في القرن الـ١٨، والـ١٩، وكان هناك عدد من المنازل تحتوي على مقابر واسمها «باب الحجر»، وتستخدم لتربية البهائم، أو الطيور، أو حتى بيارة للصرف الصحي.

وأوضح أن مركز البحوث الأمريكي يسعى جاهدا للعمل على ترميم المقابر التي اتخذت سكنا ومعرفة تاريخها.

وأضاف أحمد نظير، كبير مفتشي آثار المنطقة الجنوبية بالقرنة، أن المقابر الفرعونية اتخذت كمساكن، لذا تعاني من وجود بقايا الأدخنة، كما تعاني مقابر عدة من تعرض النقوش للتخريب أو السرقة في العصور التي تلت الفراعنة.

وأردف أن عدد المقابر في دير المدينة ٤٨٠ مقبرة، منهم ٥٣ مقبرة فقط بها رسوم ونقوش، أما بقية المقابر فهي من بداية عملها لا تحتوي على نقوش لأنها مقابر عمال لذلك تعد مقابر فقيرة التراكيب.

وأوضح نظير، أن المقابر الفرعونية في دير المدينة والتي كانت تعرف قديما باسم «خدام مدينة الحق» بالبر الغربي، أصبحت مسكنا للأقباط الذين فروا من اضطهاد الرومان.

وتابع أن المقابر كانت ملاذا آمنا بعيدا عن اضطهاد الرومان، أو الفيضان قبل بناء السد العالي، مؤكدا أن منطقة «قرنة مرعي» هي أكثر المناطق تضررا وتم اتخاذها كبيوت مثلها مثل «عبد القرنة، ومقابر الأشراف».

وقال الطيب عبد الله نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر، إن الناس سكنت فيما يعرف بـ «القطرة»، وهو عبارة عن نفق في الجبل، لكن بعض المقابر تعاني حتى الآن من بقايا الأدخنة في سطح المقبرة، وهي بسبب المعيشة والطهي.

وتابع عبد الله، أن وزارة الآثار تمكنت من ترميم بعض المقابر لإزالة آثار المعيشة، مشيرا إلى أن مقبرة رمسيس الرابع، والسادس، بوادي الملوك يظهر فيهما أثر معيشة الرهبان، أثناء الفرار من الرومان.

وأوضح مصطفى وزيري، مدير عام آثار الأقصر، أن أهالي القرنة في وقت سابق سكنوا فوق المقابر في بعض الأحيان، وهناك ما يعرف بالمقابر الصخرية استخدمت كأحواش لكنها لا تحتوي على نقوش في الأساس.
الجريدة الرسمية