رئيس التحرير
عصام كامل

على عمر يكتب: وبعد أن مرت مرور الكرام

على عمر
على عمر

ناحت الحياة على من تجرد منه الحياء، أي معنى للفرحة لهدف في مباراة؟! وأي خزي حل بنا لما هان علينا الدم وفقد من شاركونا أوطاننا أو حتى في الإنسانية؟ تبلدت المشاعر حتى استوحشت الذئاب مما يجري منا، في حين أن بنت تداعب أباها منتظرة عودته ليتنزهوا ولا زالت بانتظاره ولم تجده، وأم كفكفت دموعها وتمنت لو عاد الزمان وتوقف لتراه لتقبله وشوقها لتقبيله يدها وجبينها، وزوجة طالما تراه في حياتها حتى هبت نسمات الريح لتمحو نور عينيها، ولا زالت كلماته في عشقها تذيب قلبها المحترق، فها هي تنتظر الحضن الذي لا يواسيها سواه!! فزع الروح ونجوى الفؤاد من خطر يجوب الجوارح وينتهي الفزع بصرخة الفراق، ونهاية كل شيء من لا شيء!! شاب لازال يرسم حلمًا لخريطة حياته والأمل بث في شريانه لما هاجر وطنه وحين قرر العودة لشوقه له حملت أحلامه بين أكفانه!!


الكل يبرر ويخطط كيف يخرج من مأزقه ويبرر لتقصيره وإلقاء اللوم بين الألسنة، وبالنهاية لم يعد شيء كما كان!! فكيف تجبر قلب مسه لهيب الفراق؟ ألم يدفع الثمن سواه!! يحزن العالم عليهم يوم أو يومان إنما هناك من ستبدأ بهم رحلة الأحزان، وطبع الألم على قلوبهم ما بقي من حياتهم، وسيتناسى العالم ويستمر في أضحوكته!! نجاة الروح ليست بيد أحد سوى صانعها، ولكن الغدر والهوان بها فهي السوءة التي ستلاحقنا حتى يحين لقاؤنا بهم!! وبأي شيء نساوي أنفسنا بغيرنا حين احتفل الفريق الفرنسي بفوزه ولم يكنوا احتراما لمن فقدوا منهم ثم يخرج منا من يساوي فعلنا بفعلهم ويبرر فرحة يشوبها وجع؟! ألم نتعلم يومًا أنه إذا مرض لك أخ في دينك ووطنك أينما كان حزنت وأشفقت لما فيه ؟! أم أننا نعلم الحق ونتجاهله ونهرول لما يغيبنا عن وجهتنا ونستبعد أنفسنا لما نخشى سماعه أو مواجهة أنفسنا به!!

إن كان الأمر قد مضى وسيبلى حق شهداء الجو كغيرهم ممن سبقوهم وصار الصبر حليف ذويهم وما بقي من الشعب يكون النسيان والتلاهي مستقر وأمان لهم، فإنا على يقين أن هناك ما هو قادم أشد وطئًا وأدهى، ولكن تبقى الأنظار شاهقة تكاد أن تنخلع الأفئدة من الصدور ويذيب الفكر العقول لما تهيئه النفس لفراق روح لا تدري من تكون أهي أم من ٓتملك الود والشوق منها ولكن على يقين أنه سيكن السبب في بقاء روحه!!

الدواء ُيصنع من جوف الداء والنار تأكل بعضها إن لم تتخللها ماء الرحمة والخلاص، فلنستخلص أنفسنا من نيران الصدور ولتبقى الحياة رسالة ننقلها فإن تكون على حق فاستمر بنقلها أو تصمت طالما تعلم أنك ستؤذي بها غيرك ولا تغرر نفسك بأنك الصواب وتتبع مراسل الهوى فيغويك عن مرسال الحق فتهوى بك بالنهاية بقعر الجب تلدغ منك الحية والأفاعي، فالعبث تملك منا والفراق أصبح مصير حتمي بيننا نجهل معرفته ووجهته وما هو إلا أن أصبح البقاء مرهون بمن دوره في قائمة الانتظار ؟!!
Advertisements
الجريدة الرسمية