رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المصريون بين أحزان الطائرة والفرحة بروعة الأهلي


لو كنت مسئولا بالأهلي لطلبت إقامة كل مباريات الكئوس على ملعب استاد هزاع بن زايد آل نهيان، بمدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي بدولة الإمارات.. فهذا الملعب هو وش السعد على الأهلي وعليه حقق أعظم الانتصارات وحصل على أغلى الكئوس.


هزم الزمالك وفاز بكأس السوبر المصرية.. وهزم نادي روما الإيطالي «نادي النجم محمد صلاح» وحصل على أغلى الكئوس كأس بطل الأبطال بفوز تاريخي على ذئاب روما بأربعة أهداف مقابل ثلاثة سجلها جون أنطوي ومؤمن زكريا ووليد سليمان والغائب القائد أحمد الشيخ الذي منحه المدرب الهولندي مارتن بول الفرصة ليسجل هدف الفوز التاريخي، وبدلا من التفكير في الاستغناء عنه نهاية الموسم فرض نفسه على قائمة الأهلي في الموسم الجديد والمواسم التالية، وصار ضروريا قيده مع الأهلي في القائمة الأفريقية.

وسهر المصريون في الإمارات ليلة مبهجة سعيدة فخرا بأبناء بلدهم، الذين حققوا انتصارا تاريخيا على واحد من أشهر وأقوى أندية أوروبا.

ويا للحسرة جاء العرض الكبير للأهلي والفوز المشرف في ليلة حزينة، حيث خيم الحزن على كل إنسان مصري بسبب سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من مطار شارل ديجول بباريس.. سقطت في مياه البحر المتوسط على مسافة ٢٩٠ كيلو مترا من سواحل الإسكندرية والعجمي ومات كل ركابها وعددهم ٦٦ راكبا بينهم ثلاثون مصريا منهم ثلاثة أطفال وعروس كانت تقضي شهر العسل مع عريسها في عاصمة النور.

استيقظ المصريون فجر الخميس الماضي على نبأ مفجع وهو سقوط طائرة مصر للطيران رحلة ٨٠٤ قبل وصولها إلى مطار القاهرة بأربعين دقيقة، حيث تأهب الركاب للهبوط إلى أرض مطار القاهرة بعد أن ملأ كل منهم «كارت الوصول» ووضعه بين صفحات جواز سفره ليقدمه لشباك الجوازات ويخرج مسرعا ليستقبله أهله وأحبابه وأصدقاؤه.. ولكن!! وآه من لكن!!

ولكن شاءت إرادة الله.. شاءت الأقدار ألا يصلوا ولا يروا ذويهم ولا يراهم أقاربهم، ولن يروهم نهائيا لأن أجسادهم الطاهرة هوت إلى قاع البحر المتوسط.. يا له من خبر مزعج ويوم اسودت فيه الدنيا أمام أعيننا جميعا.

كان حدثا جللا اهتزت له الدنيا وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي مجلس الأمن الوطني، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ للوصول إلى أسباب وقوع الحادث الذي من المؤكد أنه من تدبير عمل إرهابي خسيس خطط له الكلاب الكارهون لمصر الذين لا يريدون لها استقرارا.

كان من الصعب أن تلغى المباراة بين الأهلي وروما الإيطالي.. وكان صعبا أيضا أن تؤجل.. فهناك تعاقدات وارتباطات ومواعيد متفق عليها وأهمها نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي تنظمها فرنسا الشهر القادم.

كان منظر استاد هزاع بن زايد رائعا ومبهجا يكسوه لون واحد هو اللون الأحمر بعكس لون المدرجات يوم مباراة كأس السوبر.. نصفها أبيض والنصف الآخر اللون الأحمر لأنها بين الأهلي والزمالك.

لاحظنا أن المدرجات بلا مقعد واحد خال.. كلهم من المصريين الذين جاءوا لتشجيع فريق بلدهم الأهلي ورؤية ومشاهدة ابن بلدهم الموهوب محمد صلاح الذي يقود هجوم ذئاب روما.

الطبل والزمر والزغاريد والهتافات ولافتات الترحيب ترحب بمجيء ممثل مصر العظيم النادي الأهلي.

وعندما أطلق الحكم الإماراتي يعقوب صافرته إيذانا بالوقوف حدادا على أرواح الشهداء ضحايا الطائرة خيم الصمت على المكان ونكست الرءوس حزنا على فراق الأحباب.. وما إن انطلقت المباراة حتى اشتعلت المدرجات فرحا وابتهاجا وضاعف من الفرحة الهدف المفاجئ الذي سجله جون أنطوي في أول ربع ساعة ولم يتوقف التشجيع بعد هدف التعادل لروما.. ولم تحزن جماهير الأهلي عندما سجل الفريق الإيطالي هدف التقدم ٢ / ١ لأن الذي أحرزه ابن مصر الذي يعشقه كل المصريين محمد صلاح وهو هدف جميل واشتعلت المدرجات من جديد فرحا وابتهاجا بعد أن أضاف نجم المباراة الأول مؤمن زكريا هدف التعادل للأهلي ٢ /٢ الذي انتهت به الشوط.

ومع بداية الشوط الثاني يعاود الأهلي تقدمه للمرة الثانية بهدف ولا أروع للاعب وليد سليمان.

ولم يهنأ فريق روما بإحراز هدف التعادل الـ ٣/٣ في الدقيقة ٩١ من المباراة حتى انشقت الأرض عن اللاعب البديل «المستبعد منذ شهور» أحمد الشيخ الذي نزل في الدقائق الأخيرة ويوفقه الله ويحرز هدف الأهلي الرابع في الدقيقة ٩٤ وهو هدف الفوز هدف الفرحة الكبرى.. هدف التتويج والحصول على الكأس الجميل الذي قدمته الشركة الراعية للفريق الفائز وحملة حسام غالي كابتن الأهلي.

لقد خلقت مباراة الأهلي وروما في مدينة العين روحا جديدة بين اللاعبين، وعسى أن تكون هي نقطة التحول لجمع الشمل بدلا من الفتنة بين لاعبي وجماهير الناديين الكبيرين ليقف المصريون جميعا يدا واحدة خلف منتخب مصر في مشواره الأفريقي وكأس العالم... نتمنى هذا!!
Advertisements
الجريدة الرسمية