رئيس التحرير
عصام كامل

إسماعيل ياسين يكتب: الفن مهنة تحرق صاحبها

فيتو

في مجلة "الفن" عام 1955 كتب فنان الكوميديا إسماعيل ياسين الذي رحل في مثل هذا اليوم 24 مايو مقالا يقول فيه:

" حياتي بدأت بداية غير سهلة، وقد كافحت كفاحا قاسيا حتى أنني أستطيع أن أقول إن كل ابتسامة ابتسمتها الآن دفعت ثمنها في مطلع حياتي ألف مرة دون مبالغة، لقد جاءت عليّ لحظات كنت أفقد فيها إيماني بكل شيء عدا إيماني بالله وحده".


وتابع:" لقد وضعت هذا الماضي كله أمامي، وإننى أسترجعه دائما كلما خطا ابني ياسين أمامي هنا أوهناك، فأحمد الله لأنني بكفاحي قد منحته السعادة التي يجب على كل أب أن يمنحها لأولاده..سعادة الاستقرار والاطمئنان إلى المستقبل المجهول الذي سيعيشون فيه، فلو أنني لم أكن إسماعيل ياسين الممثل لما تمنيت أكثر من أن أكون ياسين الصغير".

وأضاف في مقاله: "هوايتي الأولى في الحياة بعد التمثيل هي ابني ياسين، فهو حياتي كلها، بل هو السعادة التي أراها بعيني كل يوم تسير وتذهب إلى المدرسة، وكان واجبي أن أخلق من هذه الهواية سعادة لصاحبها كما خلق صاحبها سعادة لنفسي، وسعادتي أن يصبح ياسين رجلا، مواطنا صالحا مثقفا ناجحا، وأخشى ما أخشاه على هذه الهواية هو أن يصر ياسين على أن يتخذ من والده الفنان مثله الأعلى.. أخشى عليه من صناعة الفن، فالفن مهنة تحرق صاحبها، ويحسده الناس على النار التي يحترق بها".

واختتم إسماعيل ياسين مقاله قائلا:" أنا لا أحب لابني هذه الحياة لأنني أعلم أن النار التي يحسدنا البعض عليها ليست بالنور الخالص كما يتوهمون، وأمنيتي له أن يصبح ضابطا أو مهندسا حتى لا تهتز صورة المثل الأعلى الذي أنشده لهذه الهواية".
نشرت المجلة صورة نادرة للفنان إسماعيل ياسين مع ابنه ياسين.
الجريدة الرسمية