رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مؤامرات في الجو».. تفاصيل ساعات «الإيرباص» الأخيرة.. جهاز مخابرات عربي يكشف مخطط تفجير مطاري القاهرة وقرطاج.. صحيفة أمريكية: مطار «شارل ديجول» أبعد 57 عاملا بعد ثبوت اعت

فيتو


حدث جلل تعرضت له مصر الأسبوع الماضى، بعد سقوط طائرة "إيرباص" تابعة لشركة مصر للطيران، في مياه البحر الأبيض المتوسط، أثناء رحلتها القادمة من العاصمة الفرنسية "باريس" والمتجهة إلى القاهرة.


سقطت الطائرة المنكوبة قبل وصولها إلى مطار القاهرة بدقائق معدودة وعلى متنها 66 ضحية حملت جثامينهم أسرار سبب السقوط لتدفنها في قلب البحر ويظل الفاعل مجهولا، مع الأخذ في الاعتبار أن الصناديق السوداء على تاريخ حوادث الطيران لم تكشف الأسرار، وإن قدر وتم العثور عليه، سوف ينتهى به الحال في بلد المنشأ – فرنسا- للتفريغ بصفتها المصنعة للطائرات "الإيرباص"، وبطبيعة الحال لن يقدم المتورط دليل إدانته.

فرضية الإرهاب التي تطرحها القاهرة في وقتنا الحالى، وفى المقابل تسعى وسائل الإعلام الدولية لنفيها وتحميل شركة مصر للطيران المسئولية مستغلة الآلة الإعلامية الغربية في هذا السياق، أمر يبعث على القلق ويضعنا جميعا أمام عمل إرهابى تم التخطيط له على الأراضى الغربية ونفذ في غفلة من الأجهزة الأمنية هناك.

الزخم الإعلامي حول سقوط الطائرة وفيض التصريحات المتضاربة حولها بوسائل الإعلام الأجنبية، كان سببا رئيسيا في عدم انشغال القاهرة بخبر عابر وسط سيل التصريحات، جاء على لسان السفير هانى بدوي سفير مصر لدى باريس الذي أكد خلاله أن الطائرة المنكوبة تأخرت عن موعد إقلاعها 40 دقيقة بسبب تخلف بعض الركاب عن ميعاد السفر - حسبما أفادت سلطات مطار "شارل ديجول" الفرنسى، البعض اعتبر أن تأخر الطائرة عن الإقلاع لمدة 40 دقيقة قرينة تثبت تفخيخ الطائرة على أرض المطار الفرنسى، وطالب بايضاحات من السلطات الفرنسية حول سبب التأخير.

في المقابل، كان للمتحدث باسم المصريين في أوروبا "ولاء مرسي" وجهة نظر أخرى في هذا الأمر، حيث اعتبر أن العناية الإلهية سببت تأخر إقلاع الطائرة لهذه المدة الزمنية لإنقاذ مصر من كارثة وتوجيه الضربة القاضية لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

"القدر أنقذ مصر من فجيعة كبري"
حسب معلومات المتحدث باسم المصريين في أوروبا، مؤكدا أن الهدف الأساسي كان منصبا على تفجير الطائرة المنكوبة في قلب مطار القاهرة أو الأجواء المصرية، حال غادرت مطار "شارل ديجول" دون تأخير، مرجعا ذلك إلى أن المسافة الزمنية من موقع انفجار الطائرة عقب مغادرتها الأجواء اليونانية وتوجيه قائدها رسالة شكر إلى برج المراقبة هناك، ودخولها الأجواء المصرية قرب جزيرة "كريت" حسب الإحداثيات المنشورة يؤكد أن المدة الزمنية السابق الحديث عنها كافية للوصول إلى مطار القاهرة الدولى.

"مرسي" أكد أيضا أن العناية الإلهية وحدها أجهضت السيناريو الأسود الذي رسم لمصر والذي جاء محمولا في الجو، بهدف توجيه ضربة السقوط النهائية للدولة المصرية وإعلان إفلاسها وفرض حظر دولى عليها، حال انفجار الطائرة في الأجواء المصرية أو في قلب مطار القاهرة.

كما رجح، المتحدث باسم المصريين في أوروبا، أن الخطة المرسومة وضعت بعناية فائقة وبمشاركة أجهزة استخبارات إقليمية، مشيرا في هذا السياق إلى تولى تركيا التنفيذ ورسم المخطط وتكفل قطر بتكلفة العملية، ومنوها إلى أنه حصل على معلومات شبه مؤكدة حول تورط عمالة عربية في المطار الفرنسي العتيق في تسهيل هذه المهمة، من خلال إدخال عبوة هيكلية مفككة إلى الطائرة مستغلين البطاقة الحمراء التي تمنح للعاملين في المطارات الحق في تخطى إجراءات التفتيش، وتركيبها داخل حمام الطائرة كونه المكان الوحيد الذي ترفع منه كاميرات المراقبة حفاظ على خصوصية الركاب.

وأشار في سياق ترجيحاته للسيناريو الأسود الذي رسم لمصر، أن القنبلة التي تم زرعها ضبطت على أربع ساعات ونصف وهى المدة الزمنية بين مطار "شارل ديجول" ومطار "القاهرة الدولى" بهدف انفجار الطائرة بمجرد نزوله على المدرج أو في الأجواء المصرية فوق القاهرة أو حتى الإسكندرية، ومن ثم تبنى رواية قصفها بصاروخ داخل الأراضى لنقل صورة مغلوطة للعالم أجمع حول فقدان الأجهزة الأمنية المصرية السيطرة على تنظيم "داعش" الإرهابى وتمدده داخل البلاد بعد حادث حلوان لتعطى الواقعة دلالة واضحة حول دخول القاهرة في مربع الدول التي تشهد تمركزا للتنظيم ينتج على إثرها فرض حظر سفر إلى المطار الرئيسي وسحب استثمارات الأجانب.

وحول الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه الأزمة طالب "مرسي" بضرورة الحديث مع فرنسا باللغة التي تفهمها ومطالبتها بسرعة التوصل إلى الجناة، وأكمل بقوله: الواقعة تمثل اختراقا لأجهزته الأمنية، هذا بجانب أنها تسيء لسمعة المطارات الأوروبية، وتؤكد – بما لا يدع مجالا للشك- أن دول العالم أصبحت في مرمى نعوش الموت الطائرة.

المتحدث باسم المصريين في أوروبا، ألمح في سياق حديثه إلى أن السلطات الفرنسية تبدو على قناعة تامة بحقيقة العمل الإرهابى، حيث إنها شرعت في التحقيق مع عدد كبير من العمالة العربية بالمطار وتفريغ كاميرات المراقبة، بجانب نشر نحو 5 آلاف عنصر أمن لتشديد إجراءات التأمين في خطوات تصعيدية تثبت قناعتها بزرع قنبلة على الطائرة المنكوية.

وحول تغلغل العناصر المتطرفة في قلب المطارات الفرنسية، فجرت دورية "فورين بوليسي" الأمريكية في سياق تغطيتها لحادث الطائرة المصرية، معلومات غاية في الخطورة متعلقة بإبعاد سلطات مطار "شارل ديجول" عام 2015 وتحديدا بين شهري يناير وفبراير، 57 شخصا من العناصر المشبوهة التي أثبتت التحريات الشرطية اعتناقها الفكر التكفيرى.
تقرير الدورية الأمريكية، أشار أيضا إلى أن السيناريو الكابوسي لمسئولي المطارات حول العالم، في الفترة الحالية يكمن في وجود تواطؤ بين موظفيهم والإرهابيين، للتحايل على الإجراءات الأمنية، والمساعدة في إسقاط الطائرات، مستشهدة باختراق الإرهابيين لمطار بروكسل.

وعزز تقرير "فورين بولسى"، التقرير ذاته بمعلومات سبق وأن نشرتها صحيفة بلجيكية خلال مارس الماضى، نقلًا عن مصادر أمنية أن عددًا من موظفي مطار "زافنتام" يتعاطفون مع تنظيم "داعش"، ويعتبرون خطرا متمددا لما يمتلكونه من قدرة على التحرك بحرية داخل المطارات والطائرات بشكل يمكنهم من الوصول حتى إلى قمرة القيادة في الطائرات.

خطة استهداف مطار القاهرة وتنفيذ سيناريو مشابه لـ 11 سبتمبر، التي وضعها "داعش" لا يمكن التعامل معها كونها خطة حديثة العهد، ففى نوفمير من العام 2014، رصدت المخابرات الجزائرية قيام عناصر التنظيم في ليبيا بعد نجاحه في الاستيلاء على طرابلس وبرقة ودرنة، بالتدريب على الطيران على يد طيارين من السودان، بهدف تنفيذ سيناريو على غرار 11 سبتمبر في مطارات القاهرة وتونس والجزائر.

المفزع في الأمر أيضا والسبب الرئيسي في المخاوف التي تدب في مطارات العالم الآن، يتمثل في امتلاك "داعش" وخاصة في أوروبا عقولا بارعة في صناعة القنابل بكافة أشكالها وبتكلفة زهيدة الثمن.
وأثبت التنظيم براعته في هجمات باريس بنوعية جديدة من القنابل أطلق عليها "أم الشيطان"، بحسب دراسة سابقة للمركز الإقليمى للدراسات تعد هذه القنابل عبوات متطورة من مادة "ترياستون ترابروكسيد" "الأستون"، و"هايدروجين بيروكسيد"، الذي يُستخدم كمادة مُطهرة عندما يُخفف، وعند خلطهما ينتج مسحوق أبيض يشبه الكريستال، وتم استخدام هذه المادة سابقًا في عمليات تفجير من قبل المقاومة الفلسطينية وتنظيم القاعدة، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المواد متاحة بمحال أدوات التجميل وبتكلفة رخيصة، بجانب تمتعها بالمقدرة على تخطى أجهزة التفتيش.

اعتراف المخابرات الفرنسية
نفاق وسائل الإعلام الغربية تجاه مصر والذي دفع المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد للخروج عن صمته الدبلوماسي ومهاجمة شبكة "سي إن إن" الأمريكية التي تتعمد ترويج إهمال "مصر للطيران" لإبعاد الشبهات عن فرنسا وتجنبها اتهام اختراق أجهزتها الأمنية، تغافلت في ذات الوقت عن تحذير وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية من نية "داعش" شن سلسلة هجمات دامية في البلاد الشهر المقبل تزامنا مع انطلاق بطولة أوروبا 2016.

تحذير رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية باتريك كالفار، وفق ما جاء في نص مكتوب لشهادة أدلى بها أمام البرلمان الفرنسى، وأرسلت لوسائل الإعلام، جاء قبل أيام قليلة من حادث الطائرة المصرية، ولفت خلاله أن التنظيم ينتوي زرع عبوات ناسفة في عدد من الأماكن الحيوية هناك لترويع العاصمة، وهو اعتراف ضمنى من مسئول رفيع المستوي يؤكد تمركز عناصر التنظيم الإرهابى في قلب عاصمة النور واعتماده على العبوات الناسفة في تنفيذ المخططات التي يرمى إليها.

الجاليات التركية
من جانبه، حذر جورج قلادة، رئيس جمعية المصريين في إيطاليا، من الخطر الذي تمثله الجاليات التركية المنتشرة في العواصم الأوروبية والتي تناصب مصر العداء منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتمتلك تواصلا هائلا مع العناصر الإسلامية المتشددة لسيطرتها على غالبية المراكز الإسلامية في أوروبا.

وعبر" قلادة" عن مخاوفه من إرهاب أبيض يتم تصديره إلى مصر بمعاونة الإخوان من جميع الجنسيات سواء المصرية أو التركية التي تمتلك اتصالات متشعبة مع العمالة العربية في المراكز الحيوية بالدول الغربية سواء المطارات أو غيرها من الجهات الرسمية لدرجة أوصلتهم إلى العمال داخل مبنى الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

الحذر والحيطة أمران طالب بهما رئيس جمعية المصريين في إيطاليا الجانب المصري، لافتا إلى أن الحوادث المتتالية التي بدأت تصدر من الغرب والتي انطلقت بمقتل الطالب جوليو ريجينى، وبعدها انفجار الطائرة مقدمة لسلسلة حوادث متتالية محتملة من شأنها ضرب القاهرة في مقتل وإصابتها بالشلل الاقتصادي.

صراع إقليمي
وفى ذات السياق، حذر دبلوماسي عربى من خطورة موقف مصر الحالى التي يتربص بها عدد من أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية، متوقعا اشتداد الهجمة خلال الفترة المقبلة، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن نجاح الرئيس السيسي في تخطى عدد من الألغام التي زرعت في طريقها واقتراب عامها الثانى من ولايته الأولى على الاكتمال أصاب هذه الأجهزة بالعصبية وربما يدفعها لرسم خطط أكثر خطوة ودموية خاصة أنها راهنت على سقوطها خلال عامه الأول، ومع بداية العام الثانى سرعت من وتيرة المخططات.

"نقلا عن العدد الورقي.."
Advertisements
الجريدة الرسمية