رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا مصر للطيران آخر قلاع القوة الناعمة المصرية؟!


منذ شهور قليلة صدر تقييم مؤسسة "بورتلاند" للاتصالات تقييم ٢٠١٥ للقوى الناعمة للدول وأهمية هذا التقييم أنه يعكس أوزان القوى الدولية بصورها مختلفة عن تصنيفات الأسلحة التقليدية كقوى عسكرية.


عندما كتب "جوزيف س ناي" كتابه عن القوة الناعمة لتوجيه السياسة الأمريكية الاستراتيجية نحو تعظيم دور القوة الناعمة اعتبر الشركات الكبرى والاقتصاد من أهم أساليب السيطرة، لذا فإن دعم الشركات عابرة القارات وقدرتها على التأثير الناعم هو هدف للدول الأوائل في تصنيف بورتلاند وللعلم فإن هناك اختفاءً عربيًا وأفريقيًا للدول الثلاثين الأولى وقد كان أولها بريطانيا ثم ألمانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها الصين.

أثارت حوادث الطائرات المصرية المتتالية والتشكيك في قدرات مصر للطيران حالة من التفكير عندي لربط المضاربة في الدولار وانخفاض عائدات السياحة وتراجع الاقتصاد المصري بما يثير الشكوك بأنها حرب اقتصادية ممنهجة وبعيدًا عن الجدل لنظرية المؤامرة من عدمها فإن مصر للطيران هي عمود السياحة ( أهم موارد العملة الصعبة) مع وفود أكثر من تسعة ملايين سائح العام الماضي وهي أقوى القلاع الاقتصادية ويجب أن نعترف بتراجع قدرة الدولة على التحكم في الساحة الاقتصادية في ظل العولمة الاقتصادية.

ببساطة شديدة أن الشركة القابضة لمصر للطيران هي أقوى القلاع الاقتصادية الوطنية من بين كل الكيانات الوطنية الأخرى لأنها الأكثر تطورًا وتنظيمًا، فهي أول شركة خطوط جوية بالشرق الأوسط والسابعة على مستوى العالم وصنفت بالثانية في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وحققت من النجاحات والتجاوب مع التحالفات العالمية مثل تحالف ستار أكبر تحالف عالمي مما يجعلها الكيان الاقتصادي الأول في مصر القادر على الاندماج والتفاعل الكامل في الاقتصاد العالمي في ظل العولمة الاقتصادية..

ورغم أي انتقادات لأداء الشركة فإن هناك عناصر نجاح وهناك خطة تطوير قصيرة الأجل قابلة للتحقيق تستطيع أن تضاعف إيرادات الشركة من خلال أسطولها المتكامل وقدراتها البشرية المؤهلة بما يعزز قدرات الشركة كقوة اقتصادية مصرية إقليمية تنافس شركات الدول الكبرى خلال سنوات قليلة، بل إنها قد تستطيع أن تكون إحدى قلاع القوة الناعمة المصرية بل قد تكون آخر هذه القلاع الوطنية في ظل ما يواجه الوطن في معركة البقاء وفرض التبعية السياسية والاقتصادية ولا ننسى تجربة الفريق أحمد شفيق في تطوير المطارات التي حققت مردودًا سريعًا وجاذبًا في وقت قصير.

أرى في مصر للطيران أهم قلاع القوى الناعمة المصرية في المستقبل في الاقتصاد والثقافة أيضًا لتحقيق بناء الدولة المصرية الحديثة القادرة على استيعاب المنافسة العالمية.

إن مساندة مصر للطيران هي معركة وطنية بحتة لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية وليست رفاهية ولكسر الشبكات الاقتصادية الدولية التي تهدف لفرض السطوة على دعائم الاقتصاد المصري.
Advertisements
الجريدة الرسمية