رئيس التحرير
عصام كامل

الحذر المطلوب !


لقد طالب الشعب السيسي بالترشح للرئاسة إنقاذًا للبلاد من خطر محقق؛ وقد استجاب الرجل لإرادة الشعب الذي انتخبه بإجماع مدركًا حجم المخاطر والتحديات والمنعطفات الصعبة المحتملة، ومدى كراهية الإخوان لهذا الشعب الذي ثار عليهم ولا تزال ذاكرته حية تذكر تفاصيل جرائم الإرهاب ومدى الدمار الذي ألحقوه بالبلاد.. كل هذا مفهوم ومقدر..


يعرفه الناس ويتحسبون لتداعياته؛ الأمر الذي يجعل من النيل من إرادة هذا الشعب هدفًا لجماعات العنف والتخريب في محاولات مستميتة للتأثير سلبًا فى روحه المعنوية، وكسر ارتباطه بقيادته والتفافه وراء شرطته وجيشه، ناهيك عن محاولات الفتنة المستمرة للإيقاع بين مؤسسات الدولة بعضها بعضًا؛ ما يجعل الحذر واجبًا دائمًا واليقظة مطلوبة، فصعوبة الأيام الحالية ومحاولات جماعات الشر لخنق مصر اقتصاديًا وسياسيًا وتشويه العلاقات بين مصر والدول الصديقة كما حدث مع روسيا وإيطاليا وفرنسا ضريبة طبيعية ومتوقعة ثمنًا للإفلات من شر أعظم وبلاء أكبر..

ولا غضاضة والحال هكذا أن ترى مزاج الناس حادًا عكرًا بسبب غياب التواصل المدروس من الحكومة، وغياب المعلومة الصحيحة، وترك المجال واسعًا أمام الشائعات والدسائس، ناهيك عن انقسام ممقوت بين النخبة التي تزعم الحديث باسم الشعب وتتاجر بآلامه وأوجاعه، مستغلة مخاوف البعض من مستقبل يرونه غائمًا ضبابيًا ليس فيه ما يمنح الإحساس بالأمن والطمأنينة..

وبدلًا من أن يشيع الإعلام أجواء من الثقة والتفاؤل أو ينشر الوعي والاستنارة ويقدم الحقائق مجردة والأحداث بموضوعية بعيدًا عن التضليل والإثارة والمبالغة وقع بعضه للأسف في الفخ، وأغرق الناس في بحر الظلمات والشكوك، لذلك جاءت رسالة الرئيس السيسي واضحة للشعب كله: "لا تخافوا.. إحنا ما بنخافش" لإعادة التوازن لوجدان الناس، ودفع مفاسد التخويف الذي مارسه البعض على الشارع... ولعل رسالة الرئيس تكون قد وصلت للجميع.
الجريدة الرسمية