رئيس التحرير
عصام كامل

«اتشعبط في الحلم وعافر» مبادرة تحتاج إلى الدعم.. «تقرير»

فيتو

لم يحلم سوى بإنشاء جيل مبدع واع فكريا، يتميز أخلاقيا وعلميا، نافع لوطنه ومتفاعل مع مجتمعه للتغير إلى الأفضل، إنه إسلام يوسف، طالب في الصف الأول الثانوى، بمدرسة الحرية النموذجية، التابعة لإدارة القاهرة الجديدة، فعلى الرغم من صغر عمر إسلام الذي لم يتجاوز السابعة عشرة، إلا أنه يمتلك عقل وفكر رجل يبلغ من العمر نحو الأربعين عاما.


بداية الحلم:

بدأ الحلم عام 2012 عندما قرر إسلام وبعض زملائه إطلاق مبادرة "اتشعبط في الحلم وعافر" بمساعدة معلمته غادة الشيمى، بهدف أن يكون الغد أفضل، بدأت المبادرة في فصل إسلام عندما كان ينصح زملاءه بالبعد عن التفكير السلبى، وتغليب الفكر الإيجابى، ثم وافق مدير المدرسة على تعميم المبادرة على مستوى المدرسة، فأصبح إسلام وزملاؤه يدخلون آخر ربع ساعة في كل حصة للفصول، لدعوة الطلاب للمشاركة في مبادرته، وإعداد طلاب صالحين ومتفاعلين في المجتمع.

النشاط المستمر

تلقت مبادرة "اتشعبط في الحلم وعافر" الدعم والتشجيع من فاطمة خضر، مديرة مديرية القاهرة التعليمية، ومحمد عطية وكيل المديرية، ثم وافق خالد حجازى، مدير عام إدارة القاهرة الجديدة، على تعميم المبادرة على مستوى مدارس الإدارة، وبدأ إسلام في تنظيم رحلات لبنك الطعام، وتفعيل المبادرة في عدد من المدارس بالإدارة كمدرسة الحرمين الخاصة، ومدرسة القطامية الإعدادية، ومدرسة السيدة خديجة، وشاركوا مع مدير الإدارة في احتفال عيد الشرطة 2016، وذهبوا للأقسام ووزعوا الورود والأعلام.

عائق الدعم

"الحلو مبيكملش"، ينطبق هذا المثل على مبادرة "اتشعبط في الحلم وعافر"، فهذه المبادرة تقوم على الدعم الذاتى من أعضاء المبادرة وهم إسلام يوسف، ومحمود حسام، ونور الدين أشرف، وغادة حمدى، ورغدة فؤاد، ويطبعون كارنيهات التعارف، والاستمارات، وغيرها على نفقاتهم الخاصة، ولكن عندما زاد الحمل وزادت المسئولية، قرروا اللجوء لمدير الإدارة خالد حجازى، ليساعدهم على استمرار المبادرة.

طلب منهم مدير الإدارة كتابة طلب لمجلس الأباء بالمبلغ الذي يريدونه، وبالفعل وافق المجلس على الدعم، وذهبوا لتوجيه التربية الاجتماعية المسئول عن صرف المبلغ، فرفض المجلس الدعم بحجة أن المبادرة لا تخصهم في شىء.

أصيب أعضاء المبادرة بحالة من الإحباط والاستسلام، فبعد أن كانوا خمسة أفراد، استسلموا ليبقى إسلام وحيدا متمسكا بالحلم وآملا في تعزيز قدرات الطلاب والوصول بهم إلى أرقى المستويات.

التمسك بالحلم

«اتشعبط إسلام في حلمه وعافر»، وساعده في ذلك مدرسو الأنشطة فكانوا يجمعون الطلاب في الإجازات، ويعملون على تنمية مواهبهم، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع وتحفيزهم نحو المشاركة في المسابقات والأنشطة المختلفة.

وأصبحت المبادرة فانوسا سحريا لأحلام الطلاب ذوى المواهب، وعملوا على إلحاقهم بمركز تنمية القدرات، لينشئوا جيلا مبدعا متطورا، مؤثرا ذا  ابتكارات.

غرس حب الوطن وقيم المواطنة في النفوس وتعزيز مفهوم الانتماء... هو أحد الرسائل التي تهدف إليها "اتشعبط في الحلم وعافر"، ويضاف إلى ذلك تنمية روح التعاون والتدريب على تحمل المسئولية، وإعداد الطلاب أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس.

وحلم إسلام الأساسى هو أن تعمم المبادرة على مستوى مدارس مصر، وإيصال أهدافها ورسائلها إلى جميع المصريين.
الجريدة الرسمية