رئيس التحرير
عصام كامل

اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع!


لم أر أحدًا من هؤلاء الذين يعتصمون وينددون ويناهضون الدولة غير الإثارة من أجل أن يجعلوا الناس تلتف حولهم ليس لإسقاط النظام بل لإسقاط الدولة.


لم يقترح أحد بديلًا أو أقتراحًا أو مشروعًا يفيد الدولة، ليصطف الناس حولهم، وهذا لأنه ليس لديهم مايقدمونه غير الصوت العالى، فهم عاطلون يتكسبون أرزاقهم ممن يدفع حتى لو على حساب الدولة.

يروجون بأن لا شىء تغير في مصر، لايرون كم المشاريع العملاقة والتي لم يتخيل أحد بأنها ستؤتى ثمارها في تلك المدة القصيرة جدًا، ويحاولون تعظيم بعض المشكلات العادية التي يمكن أن تحدث في أي مشروع ضخم، فكل شىء كما له جوانب حسنة لمعظم الناس، فهناك من يصيبه بعض الضرر منه، وهكذا كانت التنمية المستدامة واجبة في بلاد نامية كبلادنا، وخصوصًا ونحن محاصرون من كل جانب بالإرهاب، وكان هذا متعمد ومخططا له منذ بداية مايسمونه بالربيع العربى، والذي ماشهدنا منه غير الدمار والخراب، بل إنهم يحاولون السخرية من نظرية المؤامرة، وكذلك يحاولون ويصرون ويروجون بأننا لسنا محاطين بالإرهاب، وكأن مايحدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان ماهو إلا فيلما سينمائيا، وهى دول الجوار والتي تربطنا بهم حدود مباشرة..

فالسؤال هنا لماذا لم يحدث ربيع عربى في الجزائر والمغرب مثلا على سبيل المثال؟

لأن المقصود هو تقسيم الدول الشرق الأوسطية، وإعادة سايكس بيكو جديدة، ولكن هذه المرة ليس عن طريق حرب بالطائرات، ولكن بزرع أعداء بشرية يحملون الجنسية المصرية، عاطلين ليس لهم عمل، وقد صنع الإعلام منهم أشياء لها صوت، ولكنهم بلا قيمة تذكر، يطلقون على أنفسهم تارة ناشطين وتارة أخرى معارضين، المهم أنهم يسيرون عكس اتجاه تنمية الدولة.

لا يرون من مشروع القمح أنه سيكون لدينا اكتفاء ذاتى منه عند تكملة المشروع، ولقيمة القمح المصرى يمكن أن يكون بديلًا عن القطن، ونقوم بتصديره، ومن هنا بداية لارتفاع سعر الجنيه المصرى مقابل الدولار، كما كنا في ثلاثينيات القرن الماضى.

ينددون بتسليح الجيش وشرائه حاملات طائرات وغيرها، بحجة أن الشعب جعان وعملا بالمثل القائل "اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع" شىء يثير الضحك فعلا، فهل يمكن أن يكون هناك تنمية أو فرصة لأى مواطن أن يعمل ويأكل ونحن مهددون من كل جانب، فهم بالفعل من هذا المنطق يحاولون أن يقللوا من شأن ما يحيط بنا من دمار وإرهاب.

فاعتصموا كما تشاءون فالشعب يرى ومادامت الحياة تسير للأمام، فالتاريخ يرى وسيشهد الناس حاليا ومستقبلا بما صنعنا، وأخيرًا وليس آخرا شكرا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشكرا للقوات المسلحة المصرية، فبرغم أنكم لاتجدون من يساعدكم كما كنتم تتوقعون، فأحلامكم تتحقق، وسيأتى يوم ليس ببعيد سيكون نجاحكم هو الحبل الذي سيلتف حول عنق كل خائن.
ولنا الله هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

الجريدة الرسمية