احذروا الإرهابيين الجدد

الشعب كله اصطف خلف الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة، للخلاص من الإخوان والتصدي للإرهاب الذي يهدد الوطن، فهي حرب مقدسة لا يتردد أي مواطن يحب بلده في خوضها بكل قوته.. فالإرهابيون الذين يفجرون ويدمرون هم أعداء كل المصريين.

لكن الحرب على الإرهاب تضل طريقها عندما تحشد ضد حرية التعبير وتقوم بتصدير خطاب عدائي ضد أصحاب الأقلام الذين يقفون في الصفوف الأولى عند مواجهة أي خطر.

ونحن الآن أمام ظاهرة الإرهابيين الجدد الذين يضللون الشعب ويقدمون أكبر هدية لكل حاقد ومغرض يستهدف بلدنا.. هؤلاء يزيفون الحقائق ويرتدون ثوب الوطنية، وهم في حقيقتهم الخطر الحقيقي علينا جميعًا.

الإرهابيون الجدد يدافعون عن ممارسات القمع والكبت ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية وتصدر المشهد الغوغائي الذي يمارس كل أشكال التزييف.. وفي سبيل ذلك يوهمون البسطاء أن حرية الصحافة خطر على المجتمع وتعوق التنمية.

هم الخطر الحقيقي على مصر التي لن تنهض بدون حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية.. وهم الخطر الأكبر على النظام الحاكم نفسه، لأنهم يزينون الأخطاء ويهللون لها، النقد والمصارحة بالسلبيات أعظم بناء وأهم دعم للنظام.. لكن النفاق تدمير وإضعاف للسلطة الحاكمة وخيانة للوطن.

فأي طريق يسير عليه النظام بدون صحافة حرة سيكون مظلمًا مليئًا بالمطبات.. فالصحافة هي نبراس الحقيقة الذي يضيء ويكشف الخبايا وينير العقول ويوقظ الوعي فيفلح النظام وتنهض الأمة.

الإرهابيون الجدد يريدون إطفاء الأنوار حتى نعيش في ظلام حالك السواد.. نتخبط ونضل طريقنا نحو البناء الحقيقي.

الإرهابيون الذين يفجرون بأحزمتهم الناسفة ويسفكون دماء أبنائنا الطاهرة برشاشاتهم، هم العدو المباشر والمعلن ونتكاتف جميعًا في مواجهته.. أما الإرهابيون الجدد يعيشون بيننا وينتشرون في كل المهن والمؤسسات ويتشدقون بالوطنية.. وفي حقيقتهم نفاق وتضليل وحقد.. هم العدو فاحذروهم.