رئيس التحرير
عصام كامل

مستشفيات «التكامل» ببني سويف «مباني مع إيقاف التنفيذ».. 15 مستشفى تسكنها الخفافيش.. تكلفت ملايين الجنيهات وتوقف العمل بها بقرار مفاجئ.. الأهالي: معداتها أكلها الصدأ.. ومسئول: حولنا

فيتو

ملايين الجنيهات أنفقتها الدولة في أواخر تسعينيات القرن الماضى، في إنشاء وتجهيز 15 مستشفى تكامليا بمحافظة بني سويف، واستهدفت الدولة من إنشائها تقديم المستوي الثاني من الخدمة الطبية أي المستوى الأعلى عن الوحدات الصحية في قرى المحافظة، وبعد الانتهاء من أعمال الإنشاءات وتوفير المعدات الطبية لها، فوجئ الجميع بعدم تشغيلها لأسباب غير معلنة، وصارت مسكنًا للأشباح والخفافيش والزواحف ومقلب للقمامة، وذلك رغم احتياج أهالي القرية والنجوع التابعة لها، على الرغم من جاهزيتها لتقديم خدمة طبية بمستوى متقدم، فضلًا عن تخفيف الضغط على المستشفيات المركزية.


«بنى عدي» توقفت لأسباب خفية
يقول جمال عبد الكريم، من قرية بني عدي، بمركز ناصر: «أنشئ مستشفى التكامل بقريتنا عام 1997 ضمن 15 مستشفى أخرى بقري المحافظة، والمستشفى مكون من أربع طوابق: الطابق الأول به العيادات الداخلية للمستشفى، والثانى به استكمال العيادات الداخلية للمستشفى والإدارة الخاصة بالمستشفى، والثالث خاص بالعمليات الصغرى التي كان من المستهدف أن تجرى بالمستشفى في ذلك الوقت، وبدلا من التطور والتحديث نفاجأ بتوقفها بدون أسباب معلنة، بعد أن كبدت الدولة نحو مليون و200 ألف جنيه، ونلجأ حاليًا لمستشفي ناصر المركزى».

«مازورة» تسكنها الخفافيش
وأشار على محمود سيد، من قرية مازورة، بمركز سمسطا، إلى أن مستشفى التكامل بالقرية أنشئ عام 1997، وأغلقت بعد ثلاث سنوات فقط، في عام 2000م، تحولت طوال السنوات الماضية إلى مبنى مهجور، وصارت مسكنًا للخفافيش والزواحف ومقلب للقمامة، وذلك رغم احتياج أهالي القرية والنجوع التابعة لها، نظرًا لبعد القرية عن مستشفى سمسطا المركزى، لافتًا إلى أنها كانت تحوى أحدث الأجهزة، والعديد من الأقسام من بينها النساء والتوليد، والأسنان وغيرها، فضلا عن إجراء عمليات جراحية بها، مضيفًا: قالوا لنا إن المبنى صدر له قرار إحلال وتجديد، وأنتظر الأهالي إعادة تشغيل المستشفى لكن دون جدوى، وقيل لنا أن الأجهزة تم نقلها إلى المستشفى المركزى بسمسطا.

«دلهانس» في أشد الحاجة لها
وقال عامر محمد سلام، من قرية دلهانس، بمركز الفشن: «بعد إغلاق مستشفى التكامل بالقرية منذ 16 عامًا، اعتمد الأهالي على الوحدة الصحية كبديل»، مضيفا أن الخدمة الطبية التي تقدمها الوحدة الصحية للقرية سيئة للغاية، ويوجد بها نقص في العقاقير والأمصال (كعضة الكلب، لدغات العقارب والثعابين)، رغم حاجة القرية لهذه الأمصال بسبب الطبيعة الجبلية لها، إضافة إلى عدم وجود أنابيب أكسجين به، معربا عن استعداد أهالي القرية للمساهمة في إحلال وتجديد المبنى إذا كانت المشكلة تكمن في التكاليف، فالقرية في أشد الحاجة لمستشفى، فمن قبل كانت تجرى بداخلها أكثر من 90 عملية جراحية أسبوعية للمرضى من القرية وتوابعها.

«طنسا» أجهزتها حبيسة المخازن
وقال محروس محمدين، من قرية طنسا بني مالو، بمركز ببا، إن مستشفى التكامل الصحى، المقامة على مساحة 400 متر، تحول جزء منها إلى مبنى إدارى، وتم توزيع عدد من المعدات الطبية للمستشفى على الوحدات، وظلت باقى الأدوات والمعدات حبيسة المخازن، كما ظلت غرف الطابق الثانى مغلقة بالأقفال، تُستغل بين الحين والآخر كقاعات لاجتماعات الأطباء من الوحدات الصحية التابعة، وصالات مُظلمة خالية، وكذلك يحتوى الدور على مخزن للأسرّة والأجهزة الطبية، ويتساءل عن جدوى تخصيص مئات الأمتار لإقامة مستشفى وصرف الملايين على إنشائها وتزويدها بالأجهزة الطبية، هل لعلاج مريض من أهل القرية في أمس الحاجة إلى خدمتها أم لتحويلها إلى مكاتب إدارية للموظفين؟!

أغلقها «الجبلي»
من جانبه، أكد الدكتور عبد الناصر حميدة السعيطي، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أن بني سويف تضم 15 مستشفى تكاملي 15 موزعين على قرى محافظة بنى سويف، تم تحويلها لمراكز صحة أسرة في عهد الوزير الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، لعدم توافر الإشتراطات بها من غرفة عمليات جراحية وعناية مركزة وغرفة بنك الدم وإفاقة أي غرفة جهاز الصدمات، وحاليا تقوم وزارة الصحة بدراسة شاملة لكيفية الاستفادة بالأماكن الغير مستخدمة، مشيرًا إلى أنه تم تحويل 5 مستشفيات منها إلى مراكز صحة أسرة هي «الميمون وقمن العروش وبني عدي وأشمنت».

وأكد أنه سيتم توفير أخصائيين في 3 تخصصات حتى الساعة الثانية ظهرًا، بالإضافة إلى الطبيب المقيم، مشيرًا إلى أنه سوف يتم تحويل باقى المستشفيات تباعًا بعد توفير القوة البشرية لها.

أتواصل مع الصحة
ومن ناحيته، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه تفقد بعض هذه المستشفيات التي تم تحويلها إلى مراكز لطب الأسرة، مشيرًا إلى أنه منذ أن علم بمشكلتها ويسعي لدخولها للمنظومة الصحية واسهامها في تحسين مستوى الخدمات الصحية بقري المحافظة، لافتًا إلى أنه يتواصل مع وزارة الصحة للاتفاق على الآليات الإدارية والتنظمية وتوفير مستلزمات تشغيل هذه المسشتفيات في أسرع وقت ممكن.
الجريدة الرسمية